شهدت منطقة تايوان تصعيدًا في الأنشطة العسكرية الصينية خلال سبتمبر المنقضي، بعد ما أرسل الجيش الصيني عددًا قياسيًا من الطائرات المقاتلة والقاذفات والطائرات بدون طيار إلى منطقة تحديد الدفاع الجوي"ADIZ" التايوانية.
ووفقًا لبيانات وزارة الدفاع التايوانية، دخلت 1.029 طائرة صينية الجزيرة في سبتمبر، مقارنة بـ304 طائرات في أغسطس، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 238%.
وقد أظهرت خريطة نشرها موقع "أخبار الصين" التحركات العسكرية للطائرات المقاتلة التابعة للجيش حول تايوان.
أهداف وأساليب الصين
تهدف الصين أولًا إلى فرض ضغط على تايوان، التي تعتبرها جزءًا لا يتجزأ من أراضيها، وثانيًا إثبات لقدرتها العسكرية والسياسية في المنطقة. كما تحاول بكين استكشاف واختبار قدرات الدفاع الجوي التايوانية، وإرسال رسالة للولايات المتحدة وحلفائها بأنها لن تتسامح مع أي دعم للاستقلال التايواني.
ولتحقيق هذه الأهداف، استخدمت الصين أساليب مختلفة في إرسال طائراتها إلى "ADIZ" التايوانية، وهي:
أولًا: التحليق حول تايوان. في 5 سبتمبر، أرسلت الصين 19 طائرة مقاتلة و4 قاذفات نووية، حلّقت حول تايوان من جميع الجهات، كما أرسلت الصين طائرات بدون طيار من طراز "BZK-005" لتحلق حول تايوان في عدة مناسبات.
ثانيًا: التحليق عبر خط المنتصف. وأرسلت الصين في 12 سبتمبر، 10 طائرات مقاتلة و4 قاذفات نووية إلى "ADIZ" التايوانية، وحلّقت عبر خط المنتصف، وهو خط افتراضي يفصل بحر الصین الجنوبی عن تايوان. ويعتبر خطًا أحمر بالنسبة لتايوان، ويعتبر انتهاكًا لسيادتها وأمنها.
ثالثًا: التحليق في مجموعات كبيرة. ففي 24 سبتمبر، أرسلت الصين 38 طائرة مقاتلة و12 قاذفة نووية إلى الجزيرة، وهو أكبر عدد من الطائرات في يوم واحد. كما أرسلت الصين 56 طائرة مقاتلة و12 قاذفة نووية في اليوم التالي.
إجراءات مضادة
أمام هذه الموجة من التوتر، اتخذت تايوان إجراءات للدفاع عن سيادتها وأمنها منها:
أولًا: الإعلان عن مسارات الطائرات الصينية. وبدأت وزارة الدفاع التايوانية في نشر مسارات الطائرات الصينية التي تدخل إلى حدود تايبيه على حسابها على منصة X (تويتر سابقا). وقالت الوزارة، إن هذه الخطوة تهدف إلى زيادة الشفافية والمساءلة، وإلى تحذير المجتمع الدولي من التهديد الصيني.
ثانيًا: الإقلاع المتكرر للطائرات التايوانية. ردت تايوان على كل دخول للطائرات الصينية إلى مناطقها، التي تدعي أنها جزء من سيادتها، بإقلاع طائرات مقاتلة تابعة لها للتحذير والطرد. وقال هو شی یى، رئیس أركان الجیش التایوانی، إن تایبيه ستستمر فی رصد حركة الطائرات الصینیة، وستستخدم جميع الإجراءات المناسبة لحمایة سیادتھا وأمنھا.
ثالثًا: الحصول على دعم دولي. وطلبت تایوان من المجتمع الدولی التضامن معھا فی مواجھة التھدید الصینی، والضغط على بكین لضبط النفس، وبالفعل حظیت تايبيه بدعم من دول مثل الولایات المتحدة، والیابان، وأسترالیا، وفرنسا، التی أعربت عن قلقھا من التصعید الصینی، وأكدت دعمھا لحفظ استقرار المنطقة.