متكئًا على أكبر دعم تاريخي في العالم، حظيت به أوكرانيا يومًا، تمسك الرئيس فولوديمير زيلينسكي في خطابه، أمس الأحد، في يوم المدافعين عن حقوق الإنسان، بضرورة تحقيق النصر، رافضًا أن تدفع بلاده ثمن إرادتها مقابل "وعود وهمية" بالسلام.
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن بلاده استخلصت استنتاجاتها من تاريخها ولن تدفع مرة أخرى ثمن مستقبل أجيالها وسيادتها مقابل "وعود وهمية" بالسلام.
وأكد "زيلينسكي"، وهو يخاطب جنوده، الذين مُنح من بينهم جوائز الشجاعة أن "أوكرانيا ترى ما يجب أن يصبح النصر".
وتحدث زيلينسكي عن "خيار صعب" وضعه التاريخ أمام الشعب الأوكراني، ما بين "سجن من المحتل" أو "النضال من أجل الحرية على أرضه"، وأن فقدانه وحدته الداخلية، وقتها، لم يمكن أوكرانيا من تحقيق نصر حاسم تأمله الآن في حربها الجارية.
وبدأ الصراع في أوكرانيا، منذ بدأت روسيا "عملية عسكرية خاصة" على أراضيها في 24 فبراير 2022، بدعوى ضمان أمن حدودها، وذلك بعد أن عزمت كييف على الانضمام لحلف شمال الأطلسي، الأمر الذي رأت فيه موسكو تهديدًا لأمنها.
فرصة للنصر
وشدد الرئيس الأوكراني على ضرورة بلوغ النصر باعتباره "فرصة" لإنجاز أكثر مما تمكنت أوكرانيا من تحقيقه من قبل.
قال: "في الوقت الحاضر، لدى الأجيال الحديثة من الأوكرانيين أولئك الذين يدافعون الآن عن دولتنا وشعبنا وحريتنا واستقلالنا الفرصة لإنجاز أكثر مما تمكنا من تحقيقه من قبل".
وأشار زيلينسكي إلى أن الدفاع عن أوكرانيا ضد "الغزو الروسي" يعتمد الآن على "وحدة المجتمع الأوكراني"، وأن البلاد تتمتع بـ"أكبر دعم تاريخي في العالم".
وتيرة بطيئة للهجوم الأوكراني
وآمال زيلينسكي تأتي بينما لاتزال وتيرة بطيئة يجري بها الهجوم المضاد، الذي شنته كييف، أوائل يونيو الماضي، وإن أحرز جنودها أخيرًا بعض التقدم.
وبعد مرور ثلاثة أشهر، أكد جنرالات أن قوات كييف "اخترقت" خط الدفاع الأول للقوات الروسية في الجنوب.
ومن بين ثلاث نقاط رئيسية شملها الهجوم عبر خط المواجهة الذي يزيد طوله على 965 كم. يمثل الجنوب الشرقي من مدينة زابوريجيا النقطة الأكثر أهمية من الناحية الاستراتيجية.
وسرعان ما عرقلت الدفاعات الروسية ذات الطبقات العميقة تقدمًا كبيرًا أملته كييف في هجومها المضاد، إذ شكلت خطوطًا من العوائق المتشابكة، والخنادق، والحواجز الخرسانية المضادة للدبابات، إضافة إلى حقول الألغام التي استدعت من الجنود الأوكران اللجوء إلى إزالتها سيرًا على الأقدام.
وفي العموم، أحرزت قوات كييف تقدمًا في اتجاه باخموت، جنوبي البلاد، فيما فشلت القوات الروسية، حتى اليوم، في استعادة مواقعها المفقودة بالقرب من أندرييفكا في منطقة دونيتسك.
كما تكثف كييف ضرباتها على شبه جزيرة القرم، أخيرًا، لاسيما ميناء سيفاستوبول، والذي مُني قبل نحو أسبوعين، بخسائر فادحة في واحدة من أكثر الهجمات طموحًا لكييف منذ بدء الحرب، واضطر موسكو لإغلاق مؤقت لجسر كيرتش والذي يمثل شريان حياة وإمدادًا عسكريًا للقوات الروسية في ساحة المعركة.
وفي أحدث التطورات على الأرض، صدت القوات الأوكرانية هجمات روسية على اتجاه أربعة محاور هي ليمان وأفدييفكا ومارينكا وزابوريجيا، كما أصابت وحدات الصواريخ الأوكرانية نظامًا صاروخيًا روسيًا أرض-جو، ومركز قيادة واحدًا ومستودعًا للذخيرة و16 نظامًا مدفعيًا وفق ما ذكرت هيئة الأركان الأوكرانية في بيان لها الأحد.
ويأتي ذلك بينما أفاد تقرير نشره معهد دراسات الحرب في واشنطن، بأن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد أمهل وزير الدفاع، سيرجي شويجو، حتى شهر أكتوبر، لوقف الهجوم الأوكراني المضاد.
أكبر دعم تاريخي
ومنذ بدء الحرب، تلقت كييف مساعدات عسكرية بقيمة بلغت 100 مليار دولار من حلفائها الغربيين، قدمت الولايات المتحدة أكثر من 50 مليار دولار منها بحسب تصريح لوزير الدفاع الأوكراني السابق في سبتمبر هذا العام.
وجدد الاتحاد الأوروبي التزامه بدعم مستمر طويل الأمد لأوكرانيا، خلال زيارة أجراها مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الأحد، إلى كييف، والتقى خلالها زيلينسكي، الذي أكد بدوره حاجة بلاده إلى المزيد من المساعدات العسكرية.
وبينما تجنبت الولايات المتحدة، بإجراء طارئ، السقوط من على حافة الهاوية اصطدامًا بإغلاق حكومي جديد، تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بإبقاء دعم بلاده للعمليات العسكرية في أوكرانيا، حيث من المنتظر أن يمعن المشرعون النظر في مشروع قانون منفصل يتعلق بتقديم 24 مليار دولار من المساعدات العسكرية والإنسانية لأوكرانيا.