تشهد العلاقات بين روسيا وبريطانيا تصعيدًا خطيرًا في ظل استمرار الصراع في أوكرانيا، الذي يشارك فيه الجيش الروسي منذ عام 2022. وأثارت تصريحات وزير الدفاع البريطاني الجديد، جرانت شابس، حول نية لندن نقل تدريب القوات الأوكرانية إلى داخل كييف نفسها، ردود فعل غاضبة من جانب موسكو، التي اعتبرت أن هذه الخطوة ستجعل الجنود البريطانيين أهدافًا شرعية لضرباتها.
نقل التدريب إلى أوكرانيا
في مقابلة مع صحيفة "التيلجراف" البريطانية، قال وزير الدفاع، جرانت شابس إنه يخطط لإرسال جنود بريطانيين إلى أوكرانيا لتقديم التدريب والمعدات للجنود الأوكرانيين. وأشار إلى أن أوكرانيا تعتمد على حلفائها الدوليين للحصول على التدريب والمعدات في ظل استمرار الهجوم الروسي. حسبما ذكرت "بي بي سي".
وقال وزير الدفاع البريطاني: "إذا كان هناك شيء يمكننا فعله لمساعدة أصدقائنا في أوكرانيا، فإننا سنفعله". مضيفًا أنه "إذا كان هذا يعنى تزويدهم بالمزيد من المعدات، فإننا سنفعل ذلك.. إذا كان هذا يعنى تزويدهم بالمزيد من التدريب، فإننا سنفعل ذلك".
تهديد روسي
أثارت تصريحات "شابس" استنكارًا وغضبًا من جانب روسيا، التى اتهمت بريطانیة بالتورط فى "حروب بالوكالة"، ومن جهته حذّر دميتري ميدفيديف، الرئيس الروسي السابق، لندن من أن جنودها "سيكونون أهدافًا مشروعة لروسيا".
وأصدر دمیترى میدفیدیف، بیانًا على "تیلیجرام"، قال فيه إن نقل التدریبات البریطانیة للجنود الأوكرانیین إلى أراضى أوكرانیا نفسها سیجعل "مدربینھم أهدافًا شرعیة لقواتنا المسلحة". مؤكدًا أنه على علم تام بأنھم سیتم تدمیرھم بلا رحمة. حسبما ذكرت "رويترز".
وانتقد میدفیدیف أیضًا المواقف الألمانیة التى تطالب بتزوید أوكرانیا بصواریخ تورس الصاروخیة التى یمكنها ضرب الأراضى الروسیة، وقال إن "ضرب المصانع الألمانیة التى تصنع هذه الصواریخ ستكون أیضًا فى اتفاق تام مع القانون الدولى".
وختم میدفیدیف بیانه قائلًا: "إن تلك التحركات تدفعنا نحو الحرب العالمیة الثالثة".
إنقاذ الموقف
من جانبه، حاول رئيس الوزراء البريطاني تهدئة الأمور، وقال ريشي سوناك، إن التدريب العسكري في أوكرانيا أمر ممكن لكن ليس الآن، لأننا لا نريد الانخراط في الصراع. وأكد سوناك، اليوم الأحد، أنه لن يتم إرسال جنود بريطانيين إلى أوكرانيا ولن نقوم بمهمات التدريب على أراضٍ أوكرانية.
دعم دولي لأوكرانيا
لم تكن بريطانيا وحدها التي أعربت عن دعمها لأوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي. فقد أعلنت فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي عن تضامنهم مع كييف، وأكدوا على ضرورة احترام سيادة وسلامة أراضي أوكرانيا. وأرسلت هذه الدول والمنظمات مساعدات عسكرية وإنسانية ومالية لأوكرانيا، وإجراء مشاورات دبلوماسية مكثفة لإيجاد حل سلمي للأزمة. حسبما ذكرت صحيفة "ذا الجارديان".
كما أجرت بعض الدول بإجراء تحركات عسكرية رمزية لإظهار قوتها وتحذير روسيا من التصعيد. فقد أطلقت فرنسا طائرات استطلاع فوق البحر الأسود، وأرسلت بريطانيا صواريخ مضادة للدبابات إلى أوكرانيا، ونشرت الولايات المتحدة قوات خاصة في رومانيا.