تعهدت باكستان بضرب قواعد الجماعات الإرهابية، بما فيها تنظيم داعش الإرهابي، وجماعة تحريك طالبان باكستان المحظورة، وذلك بعد الهجوم الإرهابي الذي استهدف تجمعًا دينيًا للاحتفال بالمولد النبوي، في إقليم بلوشستان المضطرب في جنوب غرب البلاد، أول أمس الجمعة، وأودى بحياة 59 شخصا من بينهم أطفال، وإصابة ما لا يقل عن 60 آخرين.
وأول أمس الجمعة، هزّ انفجارٌ مسجدًا في ماستونج، وهي بلدة تقع على بعد نحو 60 كيلومترًا جنوب شرق كويتا عاصمة إقليم بلوشستان، بعد أن فجر إرهابي نفسه بالقرب من سيارة للشرطة، حيث كان الناس يتجمعون في موكب لإحياء ذكرى المولد النبوي.
ولكن بعد مرور يومين، لم تعلن أي جماعة مسلحة مسؤوليتها عن التفجير، غير أن سارفاراز بوجتي وزير الداخلية في بلوشستان، صرح بتورط إحدى وكالات المخابرات الهندية، وفق ما ذكرت صحيفة "الفجر" التي تصدر في باكستان باللغة الإنجليزية.
ونقلت الصحيفة عن بوجتي تصريحاته لوسائل الإعلام في كويتا، قائلًا: "ستنفذ المؤسسات المدنية والعسكرية وجميع المؤسسات الأخرى عملية بشكل مشترك ضد العناصر المتورطة في تفجير ماستونج الانتحاري".
وأضاف بوجتي: "آر. إيه. دبليو ضالعة في الهجوم الانتحاري"، في إشارة إلى جناح البحث والتحليل، وهو أحد وكالات المخابرات الهندية، ولم يقدم تفاصيل أو أي دليل على تورطه.
طالبان باكستان وداعش
والمنطقة التي وقع فيها التفجير، تنشط فيها الحركات الانفصالية البلوشية، بالإضافة لطالبان الباكستانية وتنظيم "داعش" مؤخرًا، وهي قريبة من الحدود مع إيران وأفغانستان.
وكثيرًا ما يوجه اللوم إلى تلك الحركات المتشددة، عن أعمال العنف في البلاد، لكن حركة طالبان باكستان، التي نفذت منذ تأسيسها عام 2007 بعضًا من أعنف الهجمات داخل البلاد، نفت مسؤوليتها عن تنفيذ تفجير ماستونج.
وفي 30 يوليو الماضي، لقي أكثر من 63 شخصًا حتفهم، في تفجير انتحاري استهدف تجمعًا حاشدًا لمسؤولي وعناصر جمعية علماء الإسلام، أكبر الأحزاب الدينية في باكستان، التي يتزعمها المولوي فضل الرحمن.
وكثفت إسلام آباد في الآونة الأخيرة ضغوطها الدبلوماسية على كابول لمنع حركة طالبان الباكستانية من شن هجمات إرهابية عبر الحدود من ملاذات أفغانية.
مقتل أكثر من 700 شخص في 9 أشهر
وتصاعدت الهجمات الإرهابية المسلحة في باكستان، في الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، مما أسفر عن مقتل أكثر من 700 من قوات الأمن والمدنيين، وذلك وفق تقرير صادر عن مركز البحوث والدراسات الأمنية المستقل، ومقره إسلام آباد.
وأشار التقرير إلى أن عدد الوفيات الناجمة عن الهجمات الإرهابية هذا العام ارتفع بنسبة 19% مقارنة بعام 2022، كان 92% منها في الإقليمين المتاخمين لأفغانستان.
وقال المركز في تقريره، إن قوات الأمن الباكستانية فقدت ما لا يقل عن 386 فردًا، أي 36% من إجمالي الوفيات، بما في ذلك 137 من الجيش و208 من أفراد الشرطة، في الأشهر التسعة الأولى من عام 2023، وهو أعلى مستوى منذ ثماني سنوات.