الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بعد تفجير "باخور".. " تكتيك مغاير" للإرهاب في باكستان والحكومة في مرمى الانتقادات

  • مشاركة :
post-title
سيارة إسعاف بموقع حادث الانفجار الذي طال باجور شمال غربي باكستان

القاهرة الإخبارية - سمر سليمان

استهداف إرهابي جديد طال إقليم باجور شمال غربي باكستان المتاخمة لأفغانستان، مخلّفًا عشرات القتلى ومئات الجرحى، اليوم الأحد، لكن للمرة الأولى استهدف تجمع سياسي، وليس عتادًا أو قوات أمنية، أمر كان له جل الأثر على حكومة شهباز شريف التي طالتها انتقادات مضمونها الفشل في اجتزاز الإرهاب، وتوالت الإدانات السياسية المعارضة والمؤيدة مقابل تعهد حكومي بتقديم المتورطين للعدالة.

هجوم انتحاري

ولقي ما لا يقل عن 44 شخصًا على الأقل وجُرح أكثر من 100 شخص، اليوم، عندما انفجرت قنبلة قوية في تجمع عمالي حاشد لمؤيدي رجل دين متشدد وزعيم سياسي في إقليم باجور شمال غرب باكستان، حيث تعقد اجتماعات في جميع أنحاء البلاد لحشد المؤيدين للانتخابات المقبلة، حسبما أفادت الشرطة ومسؤولو الصحة في البلاد.

ووقع الانفجار عندما تجمع أكثر من 400 من أعضاء وأنصار الحزب السياسي الإسلامي المتشدد تحت خيمة في بلدة خار، عاصمة باجور، بالقرب من الحدود مع أفغانستان.

وقال نذير خان، ضابط شرطة كبير، إن مؤتمرًا سياسيًا لفضل الرحمن زعيم حزب "جمعية علماء الإسلام" كان ينعقد في ضواحي خار، عندما وقع الانفجار.

وأكد أختار حياة خان، المفتش العام للشرطة في خيبر بختونخوا، أن الانفجار كان هجومًا انتحاريًا. وأضاف أنه تم استخدام 10 كيلوجرامات من المتفجرات في الانفجار وعثر على كريات من موقع الجريمة، مضيفًا أن فرق التحقيق تجمع الأدلة من موقع الانفجار.

إصابات خطرة

وارتفعت حصيلة القتلى جراء الانفجار أكثر مرة، لتصل إلى 44 قتيلًا حسب آخر إحصائية، إضافة لنحو 100 من الجرحى بينهم حالات خطيرة.

وقال رياض أنور، وزير الصحة في خيبر باختونخوا، إنه تأكد مقتل 44 شخصًا وإصابة أكثر من 100 آخرين، وفق ما نقلته وكالة "فرانس برس".

وفي البداية قالت الشرطة إن 10 أشخاص قتلوا، لكن تم نقل المزيد من الجثث في وقت لاحق إلى المستشفى ليرتفع عدد القتلى إلى 35، فيما نقل بعض الجرحى إلى المستشفى الرئيسي بالمدينة في حالة حرجة.

وقال عزام خان، رئيس غرفة الطوارئ في مستشفى خار الرئيس، إن 35 جثة تم إحضارها إلى المستشفى، فيما أعاد بعض الأقارب ذويهم المصابين إلى المستشفى بعد أن ذهبوا في وقت سابق بالقرب من العيادات الصغيرة للحصول على المساعدة الطبية، مضيفًا أن عدد الجرحى أكثر من 100 شخص.

وقال محب الله خان يوسفزاي، مسؤول حكومي، إن أصحاب الإصابات الخطرة تم نقلهم جوًا إلى بيشاور عاصمة الإقليم للحصول على رعاية أفضل.

زعيم سياسي بين الضحايا

وأكد أختار حياة، المفتش العام للشرطة في ولاية خيبر بختونخوا، أن المسؤول البارز في الحزب كان يفترض أن يلقي كلمة لكن قبل وصوله انفجرت القنبلة، وفق ما نقلته وكالة فرانس برس، لكن الانفجار أودى بحياة زعيم محلي بالجماعة الإسلامية يدعي ضياء الله جان كان على المنصة.

والسياسي فضل الرحمن، هو رجل دين وحزبه السياسي المحافظ حزب "جمعية علماء الإسلام" جزء من الحكومة الائتلافية في إسلام أباد، وفق فرانس برس.

ولم يعلن أحد على الفور مسؤوليته عن الهجوم لكن تنظيم الدولة الإسلامية يعمل عبر الحدود في أفغانستان.

شهباز يتعهد بالقضاء على الإرهاب

وأدان رئيس الوزراء شهباز شريف، بشدة، الانفجار، وقال إن الإرهابيين استهدفوا أولئك الذين دافعوا عن قضية الإسلام والقرآن الكريم وباكستان، وتعهد بأن يُقدموا للعدالة.

وأكد في بيان أصدره مكتب رئيس الوزراء، اليوم، أن "الإرهابيين أعداء لباكستان وسيتم القضاء عليهم"، مضيفًا أن العناصر المتورطة في الحادث ستُعاقب بشدة.

وذكر شريف في تغريدة له في وقت لاحق، إن الهجمات على الأحزاب السياسية أظهرت أن الأعداء كانوا ضد النظام الديمقراطي في باكستان.

ووجّه رئيس الوزراء بالتحقيق في الأمر واتخاذ إجراءات صارمة ضد المتورطين، كما وجه السلطات المعنية بتوفير أفضل المرافق الطبية، ونقل المصابين بجروح خطيرة إلى مستشفيات أخرى بطائرة مروحية.

إدانات ومطالبات التطهير

وقال الرئيس السابق للبلاد، آصف علي زرداري، إن الإرهابيين أعداء الجميع. وأضاف في تغريدة: "مثل وادي سوات، يجب تطهير البلاد بأكملها من مشاتل الإرهاب"

وعلّق رئيس الوزراء السابق وزعيم حزب إنصاف، عمران خان، قائلًا إن "تصاعد حوادث الإرهاب في أنحاء باكستان خاصة في خيبر باختونخوا يستدعي حاجة ملحة لإعادة النظر في أولوياتنا"، مضيفًا أن السلطات يجب أن تركز على القضاء على الإرهاب.

كما ندد عضو مجلس الشيوخ عن الجماعة الإسلامية مشتاق أحمد بالانفجار وقدم تعازيه في الوفيات.

وكتب على تويتر: 'الحكومة الفيدرالية وحكومات المقاطعات، والقوات، ووكالات الاستخبارات، والإدارة المدنية فشلت تمامًا في حماية الناس".

وقال عضو مجلس الشيوخ عن الجماعة الإسلامية: "إن عودة الإرهاب تثبت أن الخطة السياسية الأمنية للحكومة فشلت، وأن المناطق القبلية في خيبر باختونخوا في وسط هذا الحريق"، وطالب بالدعوة إلى جلسة سرية مشتركة للبرلمان لمناقشة قضية تصاعد الإرهاب.

كما أدان أمير الجماعة الإسلامية في باكستان، سراج الحق، الانفجار، وقال إنه يهدف إلى نشر الفوضى في البلاد، وأضاف أن العناصر الإرهابية وميسريها لن يتمكنوا من النجاح في طموحاتهم الشائنة، وطالب الحكومة بضروة إجراء تحقيق فوري في الحادث.

ودعا رئيس حزب الشعب الباكستاني بيلاوال بوتو زرداري، الحكومات الفيدرالية وحكومات المقاطعات في البلاد إلى ضرورة تقديم وسطاء الإرهابيين إلى العدالة، وأكد أن مخططي الإرهاب بحاجة إلى القضاء.

تصاعد الإرهاب

وباجور هي واحدة من سبع مناطق نائية على الحدود مع أفغانستان في منطقة كانت ذات يوم نقطة محورية في الحرب العالمية على الإرهاب.

وعلى مدى الأشهر القليلة الماضية، ساءت حالة القانون والنظام في باكستان، حيث نفذت الجماعات الإرهابية هجمات مثلت شبه إفلات من العقاب في جميع أنحاء البلاد.

ومنذ انهيار المحادثات مع حركة طالبان باكستان في نوفمبر الماضي، كثفت الجماعة المتشددة هجماتها، واستهدفت بشكل خاص الشرطة في خيبر باختونخوا والمناطق المتاخمة لأفغانستان. وصعّد المتمردون في بلوشستان أيضًا من أنشطتهم العنيفة وأضفوا الطابع الرسمي على العلاقة مع حركة طالبان باكستان المحظورة.

وذكر تقرير صدر هذا الشهر عن معهد باكستان لدراسات الصراع والأمن، أن النصف الأول من العام الحالي شهد ارتفاعًا مطردًا ومثيرًا للقلق في الهجمات الإرهابية والانتحارية، التي أودت بحياة 389 شخصًا في جميع أنحاء البلاد، وفق موقع DAWAN الباكستاني المحلي.

وتركزت هجمات المتشددين على المناطق المتاخمة لأفغانستان، وتزعم إسلام أباد أن بعضها يجري التخطيط له على الأراضي الأفغانية - وهو ما تنفيه كابول.

في وقت سابق من هذا الشهر، أعربت القوات المسلحة الباكستانية عن "مخاوف جدية بشأن الملاذات الآمنة وحرية العمل المتاحة" لحركة طالبان باكستان المحظورة في أفغانستان.