الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مخاوف حول الأضرار المتوقعة.. اكتشاف جزيئات بلاستيكية في السحب

  • مشاركة :
post-title
أرشيفية

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

اكتشف علماء أجزاءً صغيرة من البلاستيك تسمى اللدائن الدقيقة في السحب لأول مرة، وهو ما يوضح أن التلوث البلاستيكي يصل إلى مستويات أعلى في السماء ويمكن أن يكون له آثار بيئية كبيرة.

وتوصل باحثون يابانيون إلى هذا الاكتشاف في السحب التي غطت قمم جبل أوياما وجبل فوجي -أعلى جبل في اليابان- من خلال أخذ عينات هواء من على ارتفاع 3000 متر، خلال رحلة بحثية فوق الغرب الأمريكي، بعيدًا عن المدن.

وفي وقت سابق من هذا العام، وجدت دراسة أجرتها جامعة سيدني للتكنولوجيا أن كثافة المواد البلاستيكية الدقيقة في الهواء آخذة في الازدياد، حيث يستنشق البشر ما يعادل بطاقة الائتمان كل أسبوع.

مواد بلاستيكية في كل العينات

وكشفت الدراسة المنشورة في مجلة رسائل الكيمياء البيئية Environmental Chemistry Letters، أنواعًا مختلفة من المواد البلاستيكية الدقيقة في عينات الهواء.

وعندما حلل الباحثون العينات التي تم جمعها على ارتفاعات تتراوح بين 1300 إلى 3776 مترًا، وجدوا تسعة أنواع مختلفة من البوليمرات ونوعًا واحدًا من المطاط، تتراوح أحجامها من 7.1 إلى 94.6 ميكرومتر.

ووفقًا للباحثين، يمكن أن تؤثر هذه المواد البلاستيكية الدقيقة الموجودة على ارتفاعات عالية على تكوين السحب وربما تعديل المناخ، وشملت هذه القطع أجزاء من الأكياس البلاستيكية والألياف الاصطناعية وجزيئات صغيرة من أجسام بلاستيكية أكبر تحطمت بمرور الوقت.

ومن المثير للقلق أنه تم العثور على هذه المواد البلاستيكية الدقيقة في السحب، مما يشير إلى أن الرياح والعمليات الجوية ربما تكون حملتها، ما يثير التساؤلات عن كيفية وصول المواد البلاستيكية الدقيقة إلى الهواء وما الضرر الذي قد تسببه.

انتشار اللدائن الدقيقة في الماء

وركزت الدراسات حول الجسيمات البلاستيكية إلى حد كبير على الممرات المائية والمحيطات، لكن الباحثين أرادوا فحص تأثيراتها المحتملة على أنها "جسيمات محمولة بالهواء".

ومن العينات التي تم جمعها، وجد الباحثون أن كل لتر من الماء يحتوي على ما بين 6 إلى 14 قطعة من البلاستيك.

وكانت المواد البلاستيكية المحبة للماء -التي لها تقارب مع الماء بسبب خصائصها الكيميائية أو السطحية- وفيرة بشكل خاص.

وقال هيروشي أوكوتشي، الباحث الرئيسي في الدراسة من جامعة واسيدا، إن البلاستيك يتدرج في الغلاف الجوي العلوي عند تعرضه للأشعة فوق البنفسجية من الشمس، وتلوث الهواء بالبلاستيك يمكن أن يؤدي إلى مخاطر بيئية إذا لم يتم التعامل معها بشكل استباقي.

وكتب العلماء في ورقتهم البحثية: "على حد علمنا هذا هو التقرير الأول عن اللدائن الدقيقة المحمولة جوًا في المياه السحابية".

تصنيف الجسيمات

ووفقًا لـ"ناشونال بوست"، يتم تصنيف المواد البلاستيكية الدقيقة عادة إلى مصادر أولية وثانوية، وتعد المصادر الأولية مواد بلاستيكية دقيقة يتم إنتاجها عمدًا، مثل الخرزات الدقيقة الموجودة في منتجات العناية الشخصية، بينما المصادر الثانوية هي نتيجة تحلل العناصر البلاستيكية الأكبر حجمًا.

وللدائن الدقيقة تأثيرات بيئية كبيرة في السحب، إذ يمكنها المساعدة في تكوين السحب وتغيير طريقة تصرفها، ما يؤثر على الطقس والمطر. ويمكن أن تعاني السحب المختلفة تغيرات في مكان هطول الأمطار، مما يؤثر على الطبيعة والزراعة والمياه.

كذلك، عندما تعود هذه المواد البلاستيكية الصغيرة إلى الأرض، فإنها يمكن أن تلوث الأرض والمياه وتؤذي هذه المواد البلاستيكية الدقيقة الكائنات الموجودة في الماء، وعندما تصل إلى الأرض، يمكن أن تلحق الضرر بالحيوانات والنباتات هناك أيضًا.

مخاطر على البيئة

ووفقًا لـ" إنديا تايمز"، يعد العثور على جسيمات بلاستيكية صغيرة في السحب أمر مثير للقلق أيضًا على صحة الإنسان، فعندما تتطاير هذه القطع الصغيرة في الهواء، يمكن للأشخاص استنشاقها، مما قد يؤدي إلى مشاكل في التنفس ووغيرها من المشاكل الصحية الأخرى.

كذلك، يشير العثور على هذه الجسيمات البلاستيكية، إلى مدى انتشار التلوث البلاستيكي، وضرورة التصرف بشكل سريع لمعالجة هذه المشكلة العالمية من خلال تقليل استخدام البلاستيك ودراسة كيفية تحرك هذه القطع البلاستيكية في الهواء وضررها الواقع على الطبيعة والناس.

وعلى الرغم من عدم معرفة جميع المشاكل الصحية التي تسببها حتى الآن، إلا أن هذا الاكتشاف يظهر الحاجة إلى البحث أكثر عن مخاطر المواد البلاستيكية الدقيقة في الهواء.

وسوم :دراسة