تواصل القوات الأوكرانية استهداف منشآت أسطول البحر الأسود، وطرق الإمداد والعقد اللوجستية في محاولة لتعطيل الإمدادات الروسية، بينما دفعت أيضًا لإنشاء ممر شحن جديد يعانق سواحلها وسواحل جيرانها في الجنوب، في إطار جهودها المتوترة لدفع صادرات الحبوب من البحر الأسود مرة أخرى إلى الأسواق العالمية.
توترات البحر الأسود
وتأتي التوترات المتصاعدة في البحر الأسود بعد شهرين من انسحاب روسيا من مبادرة توسطت فيها الأمم المتحدة وتركيا، للسماح لأوكرانيا بمواصلة تصدير عشرات الملايين من الأطنان من الحبوب وسط الحرب.
وتسببت الهجمات الأوكرانية المكثفة خلال الأسابيع الأخيرة في أضرار جسيمة للمعدات والبنية التحتية الروسية في شبه جزيرة القرم، لدرجة أن المخابرات البريطانية قالت هذا الأسبوع إن أسطول موسكو ربما يفقد القدرة على الدفاع عن نفسه، بحسب موقع "إنسايدر" الأمريكي.
وفي يوليو، قالت روسيا إنها ستنهي ضمان سلامة الشحن في شمال غرب البحر الأسود، وأرسلت سفنًا إضافية للقيام بدوريات في المنطقة وأطلقت طلقات تحذيرية على سفينة شحن الشهر الماضي كجزء من جهودها لمنع الصادرات الاقتصادية الأوكرانية.
سلة غذاء أوروبا
وسجل معهد البحر الأسود للدراسات الاستراتيجية، أكثر من 35 هجومًا هذا العام على سيفاستوبول، وهي مدينة تقع على الطرف الجنوبي لشبه جزيرة القرم والتي تضم مقر أسطول البحر الأسود الروسي.
ووفقا للمعهد، نقلت موسكو جزءا من أسطولها إلى نوفوروسيسك، التي تقع على الشاطئ الشرقي للبحر الأسود وتقع خارج نطاق العديد من الأسلحة الأوكرانية.
وتوفر أوكرانيا ما يقرب من 10% من صادرات العالم من القمح ونحو نصف إنتاج العالم من زيت عباد الشمس، مما أكسبها لقب "سلة خبز أوروبا".
وكان اتفاق الأمم المتحدة، الذي تم التوصل إليه في يوليو 2022، بمثابة محاولة لتجنب نقص الغذاء في جميع أنحاء العالم بعد اندلاع الحرب الروسية في فبراير 2022.
وفي ضوء ذلك، أظهرت بيانات من وزارة الزراعة الأوكرانية في وقت سابق من هذا الشهر أن صادرات الحبوب الأوكرانية لشهر سبتمبر انخفضت بأكثر من 50٪ عن هذا الوقت من العام الماضي، ما يسلط الضوء على ضرورة الوصول إلى موانئ البحر الأسود لصادرات أوكرانيا.
نتائج مبشرة
لكن الممر الجديد التي أنشأته كييف في الأسابيع الأخيرة للشحن في البحر الأسود، وتجنب حصار الموانئ الروسية جاء بنتائج مبشرة، إذ أبحرت 7 سفن محملة بالحبوب الأوكرانية، حسبما ذكرت البحرية الأوكرانية هذا الأسبوع.
واستشهدت صحيفة "نيويورك تايمز" هذا الأسبوع بخبراء ومحللين قالوا إن نجاح الممر الجديد قد يكون بفضل قدرة أوكرانيا المكتشفة حديثا على استهداف السفن الحربية الروسية وردعها عن دخول المياه الأوكرانية، فضلا عن جهود البلاد لعرقلة عمليات المخابرات الروسية في البحر الأسود.
وذكرت الصحيفة أن الطريق الجديد يقود السفن الأوكرانية عبر منطقة محمية بالألغام البحرية على طول شواطئ البلاد، وبمجرد مغادرة السفن المياه الأوكرانية، ستكون بالقرب من سواحل دول الناتو، مثل رومانيا وبلغاريا وتركيا، لمزيد من الحماية.
وذكرت صحيفة "التايمز" نقلاً عن خبراء أن القوات الأوكرانية كثفت هجماتها على الأسطول الروسي بالتزامن مع الممر الجديد لردع روسيا عن إغلاق الطريق.