الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

سلوفاكيا تستعد لانتخاب رئيس وزرائها الخامس.. ومرشح المعارضة الموالي لروسيا الأوفر حظا

  • مشاركة :
post-title
مرشح سلوفاكيا وبوتين

القاهرة الإخبارية - آلاء عوض

تستعد سلوفاكيا لانتخاب رئيس وزرائها الخامس غدًا السبت، ومع تقدم حزب المعارضة الذي يتزعمه روبرت فيكو، الموالي للكرملين في استطلاعات الرأي، يراقب الغرب هذه الانتخابات بقلق شديد، وسط مخاوف من أن النتيجة قد تمثل تحديًا كبيرًا للإجماع الأوروبي بشأن الحرب في أوكرانيا، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.

سلوفاكيا أقوى حلفاء كييف

ومنذ زحفت روسيا نحو أوكرانيا في فبراير الماضي، أصبحت العاصمة براتيسلافا واحدة من أقوى حلفاء كييف، نظرًا لأن الدولتين تشتركان في الحدود، وكانت سلوفاكيا أول دولة ترسل دفاعات جوية إلى أوكرانيا ورحبت بعشرات الآلاف من اللاجئين.

لكن كل ذلك قد يتغير حال وصول "فيكو" إلى السلطة، ولا يخفي رئيس الوزراء السابق تعاطفه مع الكرملين، وإذ ألقى باللوم على ما وصفهم بـ"النازيين والفاشيين الأوكرانيين" في استفزاز لـ فلاديمير بوتين، رئيس روسيا، ودفعه إلى اقتحام أوكرانيا، وفقًا للمصدر.

وقد دعا رئيس الوزراء السابق، الحكومة السلوفاكية إلى التوقف عن إمداد كييف بالأسلحة، متوعدًا بقطع إمدادات الذخيرة المتدفقة نحو كييف، كما أنه يعارض انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي.

استغلال الجماهير الغاضبة

وفي هذا الشأن، قال جريجوري ميسينيكوف، المحلل السياسي ورئيس معهد الشؤون العامة، وهو مركز أبحاث سلوفاكي، إن "فيكو"، مثل العديد من المتعاطفين مع روسيا، يصور دعمه لموسكو على أنه مبادرة "سلام".

وأعقب قرار سلوفاكيا بإرسال دفاعات جوية بعد أسابيع قليلة من بدء الحرب تسليم مركبات مدرعة وطائرات هليكوبتر ومدافع هاوتزر ومعدات أخرى، كما استقبلت أكثر من 100 ألف لاجئ أوكراني، وهو رقم ملحوظ بالنسبة لبلد يبلغ عدد سكانه 5.4 مليون نسمة فقط.

وأضاف "ميسينكوف" أن مجموعة كبيرة من السلوفاكيين لم توافق على هذا النهج، مشيرًا إلى أن المعارضة استغلت غضب الناخبين الذين يعانون من أزمة تكلفة المعيشة لتعزيز حظوظها في الفوز بالولاية القادمة.

من هو فيكو؟

وشغل "فيكو" سابقًا منصب رئيس وزراء سلوفاكيا لأكثر من عقد من الزمن، أولاً بين عامي 2006 و2010 ثم مرة أخرى من عام 2012 إلى عام 2018.

لكنه أُجبر على الاستقالة في مارس 2018 بعد أسابيع من الاحتجاجات الجماهيرية على مقتل الصحفي الاستقصائي يان كوتشياك وخطيبته مارتينا كوسنيروفا، بعد أن تحدث كوتشياك عن فساد النخبة السياسية في بلاده، بما في ذلك الأشخاص المرتبطين مباشرة بفيكو وحزبه.

روبرت فيكو

فوضى واقتتال داخلي

في غضون ذلك، ابتعد الناخبون عن الحزب الذي ينتمي إليه فيكو والمعروف باسم "سيمار" في الانتخابات اللاحقة في عام 2020 وانتخبوا حزب "أولانو" الحاكم الذي ينتمي إلى يمين الوسط، وفاز زعيمه إيجور ماتوفيتش في الانتخابات بفضل برنامج قوي لمكافحة الفساد، ووعد "بتنظيف" سلوفاكيا.

لكن أوراق اعتماده في مجال مكافحة الفساد تعرضت لعدة ضربات في وقت مبكر، وابتليت حكومته بالاقتتال الداخلي.، بحسب "سي إن إن".

أُجبر "ماتوفيتش" على التنحي بعد ما يزيد قليلاً على عام بعد أن أثار قراره الأحادي شراء لقاحات Covid-19 من روسيا تمردًا في حكومته الائتلافية

وبعد مرور عام على الانتخابات الأخيرة، تمكن من إعادة تأهيل نفسه وهو الآن المرشح الأوفر حظًا، بحسب استطلاعات الرأي.

نظام انتخابي معقد

وتتمتع سلوفاكيا بنظام انتخابي معقد ومشهد سياسي مجزأ، حيث من المحتمل أن يكون ما يصل إلى 10 تجمعات سياسية قادرة على الوصول إلى عتبة الـ 5% اللازمة لدخول البرلمان.

وهذا يعني أنه حتى لو فاز حزب "فيكو" بالانتخابات، فمن المرجح أن يحتاج إلى شريك واحد على الأقل في الائتلاف، ما يشير إلى احتمالية التعاون ع حزب "ريبوبليكا"، وهو حزب يميني يرى أن الحرب في أوكرانيا هي نتيجة "لسياسة الناتو التوسعية، وعدوان كييف تجاه الأقلية الروسية في شرق أوكرانيا.

ووفقاً لاستطلاع أجرته مؤسسةGlobSec، وهي مؤسسة بحثية أمنية مقرها براتيسلافا، يعتقد 40% فقط من السلوفاكيين أن روسيا مسؤولة عن الحرب في أوكرانيا، فيما يدعم البقية روسيا.

ووجد البحث نفسه أن 50% من السلوفاكيين ينظرون إلى الولايات المتحدة باعتبارها تهديدًا أمنيًا.