لا تزال أزمة تشكيل الحكومة الإسبانية مستمرة على الرغم من مرور شهرين على الانتخابات البرلمانية، إلا أن المحاولة الأولى لألبرتو فيجو، الذي عهد له ملك إسبانيا بتشكيل الحكومة بائت بالفشل، لعدم حصوله على الأغلبية اللازمة، بحسب موقع "تاجز شاو" الألماني.
وتستمر حالة عدم اليقين السياسي في إسبانيا بعد شهرين من الانتخابات البرلمانية المُبكرة، بعد أن فشل ألبرتو نونيز فيجو، زعيم المعارضة المحافظ، في محاولته الأولى لتشكيل الحكومة.
محاولة أولى فاشلة
ورفض مجلس النواب في مدريد، ترشيح الرجل البالغ من العمر 62 عامًا، لمنصب رئيس الوزراء وخليفة الاشتراكي بيدرو سانشيز، الذي تولى السلطة منذ نهاية يوليو الماضي، بأغلبية 178 صوتًا مقابل 172.
عودة لصناديق الاقتراع
بدأ العد التنازلي وفقًا للدستور الذي أُعلن عنه في الانتخابات الجديدة، وإذ لم يتم العثور على رئيس للحكومة في غضون شهرين، أي بحلول 27 نوفمبر المقبل، فسيتعين على الإسبان الذهاب إلى صناديق الاقتراع مرة أخرى، 14 يناير 2024.
رئاسة الاتحاد الأوروبي
ولا تقتصر الأزمة على السياسة الداخلية فقط، وهذا يعني أن رئاسة إسبانيا لمجلس الاتحاد الأوروبي بأكملها حتى 31 ديسمبر، ستطغى عليها حالة عدم اليقين السياسي في رابع أكبر اقتصاد بمنطقة اليورو.
وتسلمت إسبانيا، يوليو الماضي، الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي، التي تستمر حتى نهاية العام الجاري، خلفًا للسويد، وفقًا لنظام التناوب المتبع بين الدول الأعضاء الـ27.
وتعد هذه هي المرة الخامسة التي تتولى فيها إسبانيا الرئاسة منذ انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، عام 1986، وكانت الرئاسات الأربع التي شغلتها إسبانيا حتى الآن للاتحاد في أعوام 1989 و1995 و2002 و2010.
فرصة أخيرة لفيجو
من المقرر التصويت على اختيار رئيس الوزراء في البرلمان الإسباني، مرة أخرى، غدًا الجمعة، رغم عدم حصوله على الأغلبية.
واتهم الاشتراكيون وممثلو الأحزاب الأخرى فيجو بـ"سرقة وقت ثمين" من إسبانيا، في وقت صعب مع التضخم والحرب وأزمة الهجرة في أوروبا من خلال ترشيحه، الذي كان يُنظر إليه على أنه ميؤوس منه.
وعلى عكس تصويت الأربعاء، الذي كان يحتاج فيه إلى أغلبية مطلقة لا تقل عن 176 صوتًا، فإن الأغلبية البسيطة تكفي لرئيس حزب الشعب المُحافظ، لكن الترجيحات تميل إلى أن "فيجو" لن ينجح في تحقيق ذلك، ومن المرجح أن يحاول "سانشيز"، الذي يتولى السلطة منذ عام 2018، أن يقتنص الفرصة لتولي الحكومة لفترة جديدة .
أزمة تشكيل الحكومة
ويحظى حزب الشعب المُحافظ الذي يتزعمه فيجو بشغل 137 مقعدًا في البرلمان الإسباني -أكثر من أي حزب آخر- لكنه لايزال لديه أقل من 176 مقعدًا، وهو العدد اللازم لتحقيق الأغلبية، ومن الممكن أن يصل 172 مقعدًا مع مشرعين من مجموعتين أخريين، في الانتخابات التشريعية التي جرت 25 يوليو الماضي.