بعملية دبلوماسية مكثفة شاركت فيها الصين والسويد، بات الجندي الأمريكي الهارب إلى كوريا الشمالية، ترافيس كينج، في قبضة الولايات المتحدة، اليوم الأربعاء، وقريب من العودة إلى واشنطن لن تخلو من التأهيل على أقل تقدير، بعد أن قررت بيونج يانج طرده بمجرد انتهائها من التحقيق معه.
دون تنازلات.. واشنطن ضمنت عودة كينج
نجحت حكومة الولايات المتحدة في تسهيل مغادرة الجندي ترافيس كينج من كوريا الشمالية، المحتجز منذ نحو شهرين، بعد عبوره "عمدًا ودون تصريح" إلى بيونج يانج متسللًا عبر خط ترسيم الحدود بين الكوريتين.
وأعلن مسؤولان أمريكيان، اليوم الأربعاء، أن الجندي الأمريكي ترافيس كينج أعيد إلى الحجز الأمريكي، بعد أسابيع من عبوره الحدود إلى كوريا الشمالية.
وكينج كان قد تم إطلاق سراحه من منشأة احتجاز في كوريا الجنوبية قبل ما يزيد قليلاً عن أسبوع من ركضه عبر خط ترسيم الحدود إلى كوريا الشمالية، وهي عقوبة نتيجة حادث وقع في أكتوبر من العام الماضي، حيث اتهم بدفع ولكم ضحية على وجهه في نادٍ في سول.
وأكد مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، في بيان صباح الأربعاء، أن الولايات المتحدة "ضمنت عودة الجندي ترافيس كينج".
ونقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، لم تسمه، قوله إن نقل الجندي كينج يتوج جهدًا دام أشهرا شاركت فيه العديد من الوكالات الحكومية الأمريكية انطلاقًا من القلق على سلامة الجندي والرغبة في لم شمله مع عائلته.
ونفى المسؤولون الأمريكيون بشكل قاطع مزاعم تقديم واشنطن أي تنازلات لبيونج يانج مقابل إطلاق سراح كينج وعملية نقله من أراضيها. بحسب الشبكة الأمريكية.
إعلان بيونج يانج
وأعلنت كوريا الشمالية، اليوم الأربعاء، أنها ستطرد الجندي الأمريكي ترافيس كينج، الذي عبر خط الحدود بين الكوريتين، قبل نحو، وذلك بعد استكمالها التحقيق معه.
وأفادت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية بأن الجهاز المختص في بيونج يانج "قرر طرد ترافيس كينج الجندي الأمريكي الذي دخل بشكل غير قانوني إلى أراضي جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، بموجب قانون الجمهورية".
وأشارت بيونج يانج إلى أن قرارها طرد "كينج" جاء بعد أن أكملت السلطات المعنية التحقيق معه، لكن دون أن تكشف عن نتائج التحقيق.
وتزعم كوريا الشمالية أن الجندي الأمريكي الذي تم احتجازه بتهمة الدخول غير القانوني إليها متسللًا من المنطقة الأمنية المشتركة في بانمونجوم في 18 يوليو الماضي "اعترف أنه قرر اللجوء إليها" لأنه يشعر بالضيق تجاه المعاملة اللا إنسانية والتمييز العنصري داخل الجيش الأمريكي" بحد زعمها.
السويد والصين شاركتا في العملية
وكشف مسؤولون أمريكيون عن "دبلوماسية مكثفة" جرت بين عدة دول بلغت ذروتها بنقل الجندي ترافيس كينج اليوم، عبر الحدود إلى الصين ثم إلى حجز الولايات المتحدة.
وقال سوليفان في هذا الشأن "نحن نقدر تفاني الفريق المشترك بين الوكالات الأمريكية الذي عمل بلا كلل من أجل الاهتمام برفاهية الجندي كينج، بالإضافة إلى ذلك، نشكر حكومة السويد على دورها الدبلوماسي الذي يمثل قوة حماية للولايات المتحدة في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، وكذلك حكومة الصين لمساعدتها في تسهيل عبور الجندي كينج".
وبدوره، أصدر البنتاجون بيانًا شكر فيه الحكومتين الصينية والسويدية على مساعدتهما في تأمين إطلاق سراح كينغ.
وجاء في البيان "نحن نقدر العمل الشاق الذي قام به الأفراد في الجيش والقوات الأمريكية في كوريا ووزارة الدفاع لإعادة الجندي كينج إلى الوطن، ونشكر حكومتي السويد وجمهورية الصين الشعبية على مساعدتهما".
وأكد مسؤول أمريكي أن الصين لم تلعب "دور وساطة"، بينما اقتصر دورها على المساعدة في تسهيل نقل الجندي كينج إلى خارج كوريا الشمالية.
أما السويد، فأكد المتحدث باسم السفارة السويدية ديفيد لوندركويست أن بلاده لعبت دورًا في إطلاق سراح كينج.
وتلقت الولايات المتحدة كلمة في وقت سابق من هذا الشهر من السويد، التي تعمل كقوة حماية للولايات المتحدة في كوريا الشمالية، مفادها أن بيونج يانج تريد إطلاق سراح كينج، بحسب "إي بي سي" نيوز الأمريكية.
متى يعود كينج للولايات المتحدة؟
وبشأن عودة كينج إلى الولايات المتحدة، قال المسؤولون "قريبا نسبيًا" لكنهم لم يتمكنوا من تحديد موعد سفره على وجه التحديد. بحسب "سي إن إن".
إلى مركز بروك الطبي
وعن وجهته فور العودة، قال مسؤولان أمريكيان إنه من المتوقع أن يتم نقل كينج إلى مركز بروك الطبي العسكري في سان أنطونيو عند عودته إلى الولايات المتحدة. بحسب الشبكة الأمريكية.
ويقع المركز الطبي في قاعدة سان أنطونيو-فورت سام هيوستن العسكرية المشتركة، وهو أكبر مستشفى داخل وزارة الدفاع.
ويشار إلى أن مركز بروك الطبي العسكري يوفر برنامج وزارة الدفاع المعروف باسم "أنشطة دعم ما بعد العزلة) لمساعدة الأمريكيين على التأقلم مع الحياة الطبيعية بعد الاحتجاز.
هل سيحاكم؟
ولم يحسم المسؤولين الأمريكيين أمر محاكمة عسكرية محتملة قد يواجه فيها كينج اتهامات بموجب القانون الموحد للقضاء العسكري.
وقال مسؤول "سنتعامل مع أي إجراءات إدارية قد تتبع بعد عملية إعادة الإدماج”. بحسب "سي إن إن".
وأضاف المسؤول أن التركيز حاليًا سيكون على وجود "فريق موهوب وذو خبرة كبيرة" في الجيش لتقييم كينغ ومعالجة "أي مخاوف طبية وعاطفية" لديه.