الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

توتر جديد بين واشنطن وبيونج يانج.. جندي أمريكي يطلب اللجوء لأكثر الدول عداء لبلاده

  • مشاركة :
post-title
الجندي الأمريكي ترافيس كينج

القاهرة الإخبارية - سمر سليمان

أثار أول إعلان لكوريا الشمالية بشأن التحقيق مع جندي أمريكي عبر إلى أراضيها في يوليو الماضي، مناشدة من عائلته لمعاملته بطريقة إنسانية. وأمام تجنب أمريكي مسؤول لاعتبار "كينج" أسير حرب، تزعم بيونج يانج أنه طلب اللجوء إليها لأنه "يمقت اللاإنسانية والعنصرية في جيش بلاده".

طلب لجوء

وقالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية، إن الجندي الأمريكي ترافيس كينج، والذي دخل كوريا الشمالية في يوليو الماضي قال خلال التحقيق إنه "قرر المجيء إلى جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، لأنه يمقت المعاملة اللا إنسانية والتمييز العنصري في الجيش الأمريكي" بحسب ذكرها.

أضافت الوكالة الرسمية لكوريا الشمالية أن الجندي الأمريكي: "أبدى رغبته في طلب اللجوء إلى كوريا الشمالية أو دولة ثالثة، قائلًا إنه يشعر بخيبة أمل من المجتمع الأمريكي الذي يفتقر للمساواة".

وبالمقابل، قالت وزارة الدفاع الأمريكية، البنتاجون، إنها لا تستطيع التحقق من تصريحات كينج التي أوردتها وكالة الأنباء المركزية الكورية، وإنها لا تزال تركز على عودته سالمًا.

عبر عمدًا

وقال مسؤولون أمريكيون إن الجندي ترافيس كينج عبر "عن عمد ودون تصريح" إلى كوريا الشمالية في 18 يوليو الماضي، أثناء قيامه بجولة مدنية في المنطقة الأمنية المشتركة على الحدود شديدة التحصين بين الكوريتين، حيث تفصل المنطقة البالغ طولها 150 ميلاً كوريا الشمالية عن جارتها الجنوبية منذ نهاية الحرب الكورية عام 1953.

وقال مسؤول أمريكي إنه بعد الانزلاق عبر خط الترسيم الذي يحد الحدود بين الكوريتين، حاول كينج الدخول إلى منشأة كورية شمالية - لكن الباب كان مغلقًا. ثم ركض إلى الجزء الخلفي من المبنى، وعند هذه النقطة سارع إلى ركوب شاحنة واقتاده حراس كوريون شماليون بعيدًا، وفق ما نقلت شبكة cnn الأمريكية.

من هو ترافيس كينج؟

وكينج هو كشاف سلاح فرسان انضم إلى الجيش في يناير 2021. يبلغ من العمر 23 عامًا، وهو أحد أفراد سلاح الفرسان الكشفي ضمن قوة التناوب الكورية، وهو جزء من الالتزام الأمني الأمريكي تجاه كوريا الجنوبية.

إجراءات تأديبية كانت بانتظاره

وقال مسؤولون دفاعيون إن قبل أكثر من أسبوع بقليل من اندفاع كينج، عبر الحدود إلى كوريا الشمالية ، تم إطلاق سراحه من منشأة احتجاز في كوريا الجنوبية، حيث قضى 50 يومًا في العمل.

قالت وزيرة الجيش الأمريكي كريستين ورموت في منتدى آسبن الأمني الشهر الماضي إن كينج "اعتدى على فرد في كوريا الجنوبية وكان محتجزًا لدى حكومة كوريا الجنوبية وسيعود إلى الولايات المتحدة لمواجهة العواقب في الجيش".

وأقر كينج وفق وثائق قضائية، بأنه مذنب، في واقعة اعتداء، وتدمير الممتلكات العامة لإلحاقه الضرر بسيارة شرطة. وكان من المنتظر أن يواجه المزيد من الإجراءات التأديبية لدى عودته إلى الولايات المتحدة.

وقبل يوم من عبور الجندي الأمريكي إلى كوريا الشمالية، كان من المفترض أن يستقل كينج رحلة إلى تكساس، ولكن بعد أن أطلق مرافقة الجيش سراحه عند نقطة تفتيش أمنية في مطار إنتشون الدولي بالقرب من سول، غادر كينج المطار بمفرده.

وفي اليوم التالي، حيث انضم إلى جولة بالمنطقة الحدودية كان قد حجزها سابقًا مع شركة خاصة.

اتصالات بلا طائل

وحاولت الولايات المتحدة مرارًا وتكرارًا الاتصال بكوريا الشمالية للحصول على تحديث بشأن حالة كينج، لكنها لم تتلق ردًا موضوعيًا حتى الآن، حسبما قال مسؤولون لشبكة CNN في وقت سابق في أغسطس.

وقال متحدث باسم قيادة الأمم المتحدة، التي تشرف على المنطقة الحدودية التي عبرها كينج، إنه ليس لديه ما يضيفه إلى البيانات السابقة.

مناشدة بمعاملته بإنسانية

وبمجرد الإعلان رسميًا بأن الجندي كينج، محتجز لدى كوريا الشمالية، وجهت أسرته، رسالة عبر الإعلام إلى بيونج يانج، مفادها طلب معاملته بإنسانية ومنحه مكالمة هاتفية للتحدث معها، بحسب جوناثان فرانكس، المتحدث باسم العائلة.

وقالت جاكيدا جيتس، أخت كينج، في وقت سابق، لوسائل إعلام أمريكية إن شقيقها "ليس من النوع الذي يختفي للتو"، ورجحت أن الأمر ينطوي على "قصة أعمق" من المعلن.

علاقات مشحونة منذ عقود

يأتي ذلك وسط علاقات مشحونة منذ عقود بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، لكنها اتخذت منحى أكثر توترًا في الوقت الحالي، في ظل تعزيز بيونج يانج برامجها النووية والصاروخية من ناحية، والتدريبات العسكرية المشتركة بين واشنطن وسول من ناحية أخرى.

وحتى الآن، اختبرت كوريا الشمالية صواريخ باليستية عابرة للقارات ثلاث مرات هذا العام واتهمت واشنطن وسول بإثارة التوترات من خلال التدريبات العسكرية ونشر الأسلحة.