قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إن زيارة بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء، الأخيرة للولايات المتحدة سيتم تذكرها باعتبارها واحدة من أسوأ زياراته على الإطلاق.
وأضافت الصحيفة العبرية أن هناك عدة أسباب لهذا الرأي، منها أن حركة "الاحتجاج ضد الإصلاح" أو ما أسمته بـ"الاضطراب القضائي"، وغيرها من التحركات المناهضة للديمقراطية التي اتخذتها حكومة إسرائيل، كانت تخطط لمتابعته باستمرار طوال فترة إقامة الولايات المتحدة، وتبذل قصارى جهدها لمنعه من الحصول على أي لحظات من الراحة، وفي عدة مناسبات خلال رحلته إلى الولايات المتحدة، عبر نتنياهو عن احتقاره للمتظاهرين المعارضين للحركة لفظيًا وبعبارات الاستهزاء.
زلة لسان خلال زيارة مصنع تسلا
وأوضحت الصحيفة، في تقرير منشور على موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء، أنه على الرغم من أن بعض اللافتات ارتفعت أو عكست على المباني وتظهر صورة مركبة لنتانياهو، وهو يرتدي "زي السجن البرتقالي" خلف القضبان، مصحوبة بشعارات معارضة، لكن المتظاهرين لم يخرجوا عن المعقول في أغلب الأحيان، والسبب الثاني، زيارة نتنياهو للولايات المتحدة، بدأت بمصنع تسلا للسيارات الكهربائية، إذ التقى إيلون ماسك، ومن بين القضايا التي ناقشها الاثنان "الإصلاح القضائي".
وفي زلة لسان، أشار نتنياهو إلى أن خطة الإصلاح الأصلية "سيئة"، وأن هناك المحتوى المعادي للسامية على موقع X "تويتر سابقًا"، الذي يمتلكه ماسك الآن، وموضوعات مثل الذكاء الاصطناعي، والاستخبارات، التي يبدو أن إسرائيل قد تخلفت عنها في الآونة الأخيرة، وهو أمر يتمتع "ماسك" بمعرفة كبيرة فيه.
رفض "ماسك" للقاء
تم بث الاجتماع بأكمله على قناة X، وفي البداية، سُمع "ماسك "، وهو يقول لنتنياهو، بأسلوبه المعتاد في الكلام، إن وجهة النظر السائدة حوله هي أنه لم يكن ينبغي أن يجتمع معه، وأنه لم يسبق له أن واجه رد فعل كهذا من قبل على اجتماع مخطط له مع أي شخص.
نتنياهو وبايدن
أحد الأسباب لجعل زيارة نتنياهو، الأسوأ، هو لقاؤه بالرئيس الأمريكي جو بايدن، ولمدة تقترب من 9 أشهر، رفض بايدن دعوته لزيارة رسمية للبيت الأبيض، بسبب أزمة "الإصلاح القضائي"، التي بدأها وزير العدل ياريف ليفين، بعد وقت قصير من تشكيل الحكومة الجديدة، الأمر الذي هدد بإضعاف المحكمة العليا، ومن المعروف أيضًا أن الإدارة الأمريكية لا توافق على ذلك، بسبب أعضاء اليمين المتشدد في حكومة نتنياهو الجديدة، فضلًا عن التصريحات التي أدلى بها العديد من الوزراء وأعضاء الائتلاف، وكذلك الابن الأكبر لنتنياهو، تجاه أعضاء الإدارة الأمريكية.
ساعة واحدة
وكان نتنياهو وضع آمالًا كبيرة على أن يغتنم بايدن فرصة قدومه إلى الولايات المتحدة، لإلقاء كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، لدعوته إلى البيت الأبيض، لكن على الرغم من جهوده، فإن كل ما تمكن نتنياهو من الحصول عليه هو لقاء لمدة ساعة مع الرئيس بايدن، في فندق بنيويورك، الذي وصل إليه الرئيس الأمريكي مُتأخرًا نصف ساعة، وما زاد الطين بلة أن وسائل الإعلام الأمريكية لم تكلف نفسها عناء بث الحدث، في حين أن البث الذي بثته القنوات الإسرائيلية كان رديء الجودة، وربما كانت المقابلات التي أجراها نتنياهو مع "فوكس نيوز" و"سي إن إن" بمثابة نوع من التعويض، على الرغم من أن نتنياهو بدا سريع الغضب في كليهما.
وأوضحت الصحيفة أن الانطباع الذي انتشر هو أن لقاء الأربعاء الماضي لم يكن ما كان يأمله نتنياهو، وأن الظروف والأوضاع كانت أكثر تواضعا بكثير وأقل احتفالية، ما اعتاد عليه في اللقاءات السابقة مع رؤساء الولايات المتحدة، عام 2013.
خطاب غير موفق
وقالت الصحيفة إن خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة لم يكن موفقًا، إذ استخدم فيه كلمة "السلام" بكثرة، إلا أنه لم يكن هناك أي معلومات عن "السلام" أو أي نوع من الالتزامات الإسرائيلية، خاصة وأنه في هذه المرحلة ليس لديه ببساطة أي نوع من الإجماع داخل ائتلافه فيما يتعلق بشروط التوصل إلى اتفاق للسلام، ومع ذلك، يبدو أن نتنياهو يشعر أن خطابه في هذه الظروف كان ناجحًا وليس أمرًا يدعو إلى اليأس.