الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

زيارة تاريخية.. "الأسد وشي" يطلقان العنان لـ"شراكة استراتيجية" وتركيا تعلق

  • مشاركة :
post-title
بشار الأسد وشي جين بينج

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

في زيارة هي الأولى له منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، وصل الرئيس السوري بشار الأسد إلى الصين الخميس، في زيارة وصفتها وسائل الإعلام الصينية بـ"التاريخية"، إذ إنها هي الأولى له بعد سنوات من العزلة بسبب الأوضاع غير المستقرة في البلاد، حسبما ذكرت وكالة "رويترز".

وتعكس الزيارة أيضًا الدور المتزايد للصين في المنطقة، ورغبتها في توسيع تواجدها ومصالحها في الشرق الأوسط، والمساهمة في حل النزاعات وإعادة الاستقرار والتنمية.

وبعد يوم من وصول الأسد هانجتشو، أجرى الرئيس الصيني، شي جين بينج، محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد أمس الجمعة، وأشار إلى أن الزعيمين سيكشفان عن "شراكة استراتيجية" جديدة، مُؤكدًا على دعم الصين الكامل لسوريا في مواجهة التحديات كافة.

شراكة استراتيجية

أعلنت سوريا والصين عن تشكيل شراكة استراتيجية في اجتماع بين الرئيس الصيني، شي جين بينج، والرئيس السوري بشار الأسد في جنوب الصين، ويأتي هذا الاجتماع في إطار سلسلة من اللقاءات الدبلوماسية التي تسبق افتتاح دورة الألعاب الآسيوية في مدينة هانجتشو اليوم السبت. وقال "شي"، إن الصين ترغب في التعاون مع سوريا لدعم بعضهما البعض والحفاظ على العدالة الدولية.

أهداف ومضامين الشراكة

تهدف الشراكة الاستراتيجية بين سوريا والصين إلى تعزيز التعاون في مختلف المجالات، مثل السياسة والأمن والاقتصاد والثقافة والتكنولوجيا، كما تهدف إلى تطوير علاقات صداقة وثقة بين الشعبين، وتشمل مضامين الشراكة، دعم سوريا في حفظ سلامتها الإقليمية والوطنية وحقها في تقرير مصيرها. بالإضافة إلى دعم جهود التسوية السلمية للأزمة السورية على أساس احترام مبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.

ونادت الصين بضرورة تقديم المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار لسوريا وإزالة الحظر والعقوبات المفروضة عليها، وتوسيع نطاق التجارة والاستثمار بين البلدين وإبرام اتفاقات ثنائية وإقليمية لتسهيل التبادلات، وأهمية تبادل الخبرات والابتكارات في مجالات مثل التعليم والصحة والطاقة والبنية التحتية، وتشجيع التواصل والتفاهم بين المؤسسات والمجتمعات المدنية في كلا البلدين.

أثر وأهمية الشراكة

تعكس الشراكة الاستراتيجية بين سوريا والصين رغبة كلا البلدين في تحقيق المصالح المشتركة والتصدي للتحديات المشتركة، كما تعبر عن رؤية كلا البلدين لإقامة نظام دولي أكثر عدلًا وتعدديةً. وتحمل هذه الشراكة أهمية كبيرة لكلا البلدين وللمنطقة وللعالم، إذ إنها تمثل دعمًا قويًا لسوريا في مواجهة الحرب والحصار والتدخلات الخارجية، وتمثل الشراكة فرصة لسوريا لتحسين وضعها الاقتصادي والاجتماعي والإنساني والتنموي.

وقالت وسائل إعلام صينية، إن الشراكة تمثل تأكيدًا على دور الصين كقوة عالمية مسؤولة وشريك استراتيجي للدول النامية، وتسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة وحل النزاعات بالطرق السلمية، كما تمثل الشراكة رسالة إلى الولايات المتحدة وحلفائها بأنهم لا يستطيعون فرض سياساتهم على باقي العالم.

خطوة مهمة

وأضافت وسائل الإعلام الصينية، إن الشراكة الاستراتيجية بين سوريا والصين هي خطوة مهمة في تاريخ العلاقات بين كلا البلدين، وأنها تفتح آفاقًا جديدة للتعاون والتضامن في مختلف المجالات، كما أنها تُشير إلى تغير في الموازين الدولية وإلى ضرورة احترام التنوع والسيادة في العلاقات بين الدول. مضيفة، أن هذه الشراكة بتأييد وترحيب من قبل الشعبين الصيني والسوري، ومن قبل كل من يؤمن بالسلام والعدالة في العالم.

مستوي جديد

تعتبر الصين حليفًا استراتيجيًا لسوريا، حيث دعمتها دبلوماسيًا واقتصاديًا خلال الصراع، كما أنها واحدة من القوى الكبرى التي تسعى إلى إعادة إعمار سوريا وإحلال السلام والاستقرار في المنطقة.

قالت وزارة الخارجية الصينية، إن زيارة الأسد تُشكل "فرصة مهمة" لتطوير الشراكة بين البلدين في مُختلف المجالات، وتبادل وجهات النظر حول قضايا إقليمية ودولية ذات اهتمام مشترك. وأشادت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماو نينج بـ"الصداقة التقليدية والعميقة" بين الصين وسوريا، وأعربت عن أملها في أن ترفع زيارة الأسد مستوى التفاهم والثقة بين الجانبين.

وتُعد زيارة الأسد للصين جزءًا من جهوده لكسب دعم دولي أوسع، بعد أن عادت سوريا إلى حضن الجامعة العربية في قمة عُقدت في المملكة العربية السعودية في شهر مايو الماضي. وتظهر زيارة الأسد للصين أيضًا دورها المتزايد في الشرق الأوسط، حيث تحظى بثقة كبيرة من قبل مُختلف الأطراف. ففي وقت سابق من هذا العام، نجحت بكين في التوسط بين المملكة وإيران لإصلاح علاقاتهما المتوترة، وإعادة فتح سفاراتهما في كلا البلدين.

تركيا تشترط

قال وزير الدفاع التركي، يشار جولار أمس الجمعة، إن تركيا لن تغادر سوريا إلا بعد تأمين الحدود وإعادة اللاجئين السوريين بشكل طوعي وآمن. وأضاف جولار في تصريحات صحفية، أن تركيا لا تطمع في أراضي سوريا، ولكنها تواجه خطر تدفق ملايين السوريين من إدلب إلى أراضيها.

وأوضح "جولار"، أن تركيا تسعى إلى إنشاء منطقة آمنة في سوريا، حيث تتواجد قواتها، لتمكين السوريين من العودة إلى بلادهم، وقال إن تركيا تدعم عملية السلام السورية، وتنتظر إعداد دستور جديد وإجراء انتخابات شاملة في سوريا. وأكد، أن تركيا ستخرج من سوريا بمجرد تشكيل حكومة تمثل جميع الأطياف السورية.