ألقى الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي خطابًا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الخميس، حيث تحدث عن التهديد الروسي لبلاده والحاجة إلى دعم دولي لسيادتها ووحدتها، لكن بعض وسائل الإعلام الأوكرانية عدلت مقطعًا من خطاب "زيلينسكي" ليبدو وكأن هناك حشود من المسؤولين يستمعون له، حسبما ذكرت "فوربس".
ولم يصدر أي تعليق من كييف حول الفيديو الذي نشرته وسائل إعلام أوكرانية، لمحاولة إظهار اهتمام دولي بكلمة الرئيس زيلينسكي.
تزييف الحقائق
وفقًا لموقع "ستوب فاك"، المختص بدحض المعلومات المضللة، فإن عدة قنوات تلفزيونية أوكرانية، مثل "112 أوكرانيا" و"زيك" و"نشرية 24"، بثت مقطعًا من خطاب "زيلينسكي" مدته 15 ثانية، يظهر فيه وهو يقول: "الحرب في أوروبا.. هذه ليست حرب أوكرانيا.. إنها حرب أوروبا.. إنها حرب من أجل الديمقراطية والحرية".
لكن، في المقطع المعدّل، تظهر صورة مزورة لقاعة الجمعية العامة، تبدو ممتلئة بالمشاركين، كأنهم يستمعون بانتباه لـ"زيلينسكي"، لكن الأغرب هو أن تلك اللقطات احتوت على صور لـ"زيلينسكي" نفسه يجلس على مقعد أوكرانيا، فبدت للمتفحص وكأن زيلينسكي يستمع إلى نفسه.
ليست المرة الأولى
منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية في عام 2022، تحاول وسائل الإعلام الأوكرانية تزييف الحقائق في بعض الأحيان لتحسين صوتها أمام العالم، كما أنها ليست المرة الأولى التي تزور فيها وسائل الإعلام الأوكرانية صورة "زيلينسكي" أو خطاباته. ففي عام 2019، اتهم الرئيس الأوكراني نفسه قناته التلفزيونية السابقة "1+1" بالتلاعب بخطاباته وإظهاره بشكل سلبي.
وفي عام 2020، اتهم الرئيس الأوكراني، قناة "سترانا" بتزوير مقطع فيديو له وهو يتحدث عن النزاع في دونباس.
ويعتبر هذا النوع من التزوير خطيرًا، لأنه يمكن أن يؤثر على سمعة "زيلينسكي" ومصداقيته، حسبما ذكرت "فرانس 24".
سلاح فتاك
ومن جهتها، قالت سوزان كامبل، محاضرة في قسم الاتصالات والأفلام والدراسات الإعلامية في جامعة نيو هافن، إننا نواجه خطرًا كبيرًا من الدعاية والمعلومات الخاطئة التي تستغل فرص الحرب لنشر الأكاذيب والافتراءات، خصوصًا على منصات وسائل التواصل الاجتماعي التي تشجع على الغضب والفوضى، بحسب "فوربس".
وحذرت كامبل: "يجب أن نكون دائمًا على حذر من الدعاية، لكن مع هذا النوع من التغطية، نحن في تقاطع أخبار الحرب، مع فرصها المتاحة للمعلومات الخاطئة -التي يمكن أن تكون سلاحًا فعالًا- التي تقدم على منصات وسائل التواصل الاجتماعي التي تم تصميمها لتكافئ الغضب والفوضى".
ولفتت كامبل إلى أن هذه المشكلة ليست جديدة، بل تاريخية، مستشهدة بأمثلة عديدة عن كيف استخدمت الدول والجماعات المختلفة الدعاية كأداة لإثارة المشاعر والانحيازات لصالح أغراضها.
وقالت أيضًا، إن هذه الظاهرة أصبحت أكثر خطورة في عصر التكنولوجيا، إذ يمكن لأي شخص نشر أو تداول أخبار زائفة أو مضللة بسهولة عبر شبكات اجتماعية ضخمة.
وأشارت إلى دور بعض الدول والجهات الأجنبية في تأثير الرأي العام والانتخابات في دول أخرى، مثل روسيا ومزاعمها للترويج التي تستهدف الولايات المتحدة وأوروبا وغيرها. وقالت كامبل، إن هذه العمليات تستخدم تقنيات متطورة ومتنوعة لخلق الالتباس والشك والانقسام بين الناس.