في ظل استمرار الأزمة الروسية الأوكرانية؛ يحاول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إقناع الولايات المتحدة الأمريكية بالإبقاء على دعمها العسكري لكييف، وسط انقسام أمريكي داخلي حول استمرار دعم أوكرانيا لأجل غير مسمى، وتزايد الخلافات السياسية داخل الكونجرس الأمريكي بشأن الإنفاق الفيدرالي، واحتمالات حدوث "إغلاق حكومي".
ومن المقرر أن يلتقي زيلينسكي نظيره الأمريكي جو بايدن، في وقت لاحق، لإجراء محادثات على هامش زيارته مقر الأمم المتحدة في نيويورك لحضور اجتماع الجمعية العامة، وستكون هذه هي المرة الثانية التي يزور فيها زيلينسكي البيت الأبيض، منذ اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية، فبراير 2022، بحسب شبكة "سي إن إن".
تأمين الدعم
تأتي هذه الزيارة وسط مواجهة تمويلية بين بايدن والجمهوريين، الذين يسيطرون على مجلس النواب، إذ طلب بايدن 24 مليار دولار كمساعدة إضافية لإرسالها إلى أوكرانيا لدعم مجهودها الحربي، لكن العديد من الجمهوريين يشككون في إمكان إنفاق هذا المبلغ الكبير، وسط تهديات بـ"إغلاق الحكومة".
ونقلت قناة "يورو نيوز" عن جورجينا تايلور، الباحثة في الشؤون الأوكرانية بجامعة "ليدز" البريطانية، إن الرئيس الأوكراني سيرغب في تأمين الدعم قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2024، التي قد تشهد وصول دونالد ترامب، الرئيس السابق إلى السلطة، الذي وعد بإنهاء الحرب في 24 ساعة.
وأضافت تايلور: "هناك الكثير من الانقسامات داخل البيئة الداخلية الأمريكية، خاصة على المستوى الحكومي"، مضيفة أن زيلينسكي سيقوم بمحاولة أخيرة لمحاولة الحصول على تلك المساعدة".
استرضاء الجمهوريين
وبحسب تقديرات "يورو نيوز"، يحاول زيلينسكي التي لم تطأ قدمه الولايات المتحدة الأمريكية، منذ فترة طويلة أن يسترضي الجمهوريين من خلال لقائه بالمشرعين الأمريكيين من كلا الجانبين المنقسمين سياسيًا خلال رحلته، ويشار إلى أن كبار الحزب الجمهوري غاضبون من مبدأ "شيك على بياض"، التي تقدمه الولايات المتحدة إلى أوكرانيا، وهذا أمر من المرجح أن يحاول الرئيس الأوكراني معالجته.
تحسين صورة الهجوم المضاد
وتعتقد "تايلور" أن أحد أهداف الرئيس الأوكراني التي يتطلع إلى تحقيقها خلال لقائه الرئيس بايدن، التركيز على "الهجوم المضاد التي شنته بلاده منذ أكثر من 3 أشهر، وتغيير فكرة المسؤولين الأمريكيين الذين يحكمون عليه بالفشل في أولى مراحله.
وشنت كييف، المُجهزة بأسلحة غربية تقدر قيمتها بالمليارات، هجومها المضاد على القوات الروسية في يونيو، وكان التقدم بطيئًا مع تصاعد المقاومة الشديدة من جانب موسكو.
المزيد من الأسلحة
ومن المرجح أن يكون البند الأخير على جدول الأعمال هو الأسلحة، إذ تحتاج أوكرانيا إلى المزيد من الأسلحة والذخائر وسط هجومها الطاحن في الجنوب والشرق.
وقال البيت الأبيض، في بيان صدر مساء اليوم، أن الرئيس جو بايدن سيعلن عن مساعدات عسكرية جديدة تتضمن أنظمة دفاع جوي لأوكرانيا.
وفي هذا الصدد، قال جايد ماكجلين، الباحث في كلية "كينجز" لندن: "إن مشكلة الأوكرانيين ليست في تدفق الأسلحة، بل وصولها وقت الحاجة"، مشيرًا إلى الأسلحة استغرقت وقتًا طويلًا للوصول إلى ساحة المعركة.
وحذر زيلينسكي، زعماء العالم، أبريل الماضي، من أن التأخير في تزويد بلاده بمزيد من الأسلحة يكلف أرواحًا، وأصبحت حاجة كييف للأسلحة أكثر إلحاحًا، إذ قال المسؤولون بما في ذلك الرئيس الأوكراني نفسه، إن الهجوم المضاد الذي تشنه البلاد لن يتوقف هذا الشتاء، وهو ما يجعل القتال أكثر صعوبة.
ويرى البعض أن التوقف الذي دام لأشهر في العام الماضي، أعطى روسيا مُتسعًا من الوقت لإعداد دفاعاتها، ما جعل الحملة الأوكرانية أكثر صعوبة.
عضوية الناتو
ومنذ اندلاع الحرب، كثفت أوكرانيا جهودها للالتحاق بحلف شمال الأطلسي "الناتو"، لكن مساعيها لا تزال تقابل بالإحباط، مع رفض التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة طلب كييف للحصول على عضوية، سبتمبر 2022.