لم تكتف الدولة المصرية، طيلة السنوات التسع الماضية، بالتوسع في مشروعات بناء المدن الجديدة بشكل عام، بل راعت في هذه التوسعات العمرانية العديد من الجوانب الاقتصادية والسكنية والسياحية، إذ أنشأت عددًا من مدن الجيل الرابع الجديدة، ومنها العلمين الجديدة.
وشهدت الفترة من تولي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مقاليد الحكم في 2014 وحتى اليوم، إنجاز العديد من مشروعات المدن الجديدة، والتي قدّمت منافع اقتصادية وسياحية واجتماعية كبيرة، استغلالًا لمكونات مواقع هذه المدن، لم تحتج مدينة العلمين الجديدة سوى وقت قصير لبرهنة قدراتها السياحية الكبيرة كـ"درة شواطئ البحر المتوسط".
موقع العلمين الجديدة
رأت الدولة المصرية في موقع المدينة الجديدة، فرصة كبيرة للاستفادة من مقومات الموقع المتميز على ساحل البحر المتوسط، لتحقيق تنمية متكاملة وتوفير أساس اقتصادي متنوع ومركز حضري إقليمي لقربها من مناطق التنمية الجديدة الواعدة.
وتقع المدينة على ساحل البحر المتوسط شرق مطار العلمين بنحو 35 كيلومترًا، على مساحة 48 ألف فدان.
القطاع السياحي ومناطقه
وفقًا لبيانات هيئة الاستعلامات المصرية، يتكون القطاع السياحي بالمدينة من عدة مناطق، تشمل: بحيرة العلمين "حي الفنادق"، ومركز المدينة، والحي السكني المتميز، وحي حدائق العلمين، ومرسى الفنارة، بالإضافة إلى مركز المؤتمرات، والمنتجع الخاص، والمنطقة الترفيهية، والمركز الثقافي، والإسكان السياحي، وحي مساكن البحيرة، ومنطقة أرض المعارض.
وتحتوي المدينة منطقة للفنادق، تضاهي أبراج دبي، وتُقام بها احتفالات في المناسبات، ويبلغ عدد الغرف الفندقية فيها 15500 غرفة.
وفي ما يتعلق بالمنطقة التاريخية، فتتكون من متحف مفتوح، ومتنزه دولي، ومنطقة ترفيهية، وفنادق، وخدمات ميناء.
كما تحتوي المدينة على مركز طبي عالمي بمساحة 44 فدانًا، وجامعة، ومركزًا للخدمات الإقليمية، فضلًا عن 8 منصات منفصلة تطل على البحر، تضم كل واحدة منها أبراجًا يصل ارتفاعها إلى 35 مترًا، وتتكون الأبراج من 3 أدوار تجارية وإدارية وجراج سفلي، بجانب الوحدات السكنية.
البنية التحتية
تنفرد مدينة العلمين باحتوائها على أحدث المشروعات التكنولوجية والعمرانية التي لا مثيل لها في الشرق الأوسط، والتي يأتي على رأسها أول محطة إنتاج مياه الشرب بتكنولوجيا التكثيف، بإنتاجية تبلغ 100 ألف لتر مياه يوميًا.
كما تتميز المدينة بناطحات السحاب السياحية والسكنية، ممثلةً في مشروعات أبراج العلمين الجديدة، ومحطة أوراسكوليا للصرف والتحلية، ومشروع حواجز الأمواج والذي يتضمن 18 حاجزًا، ومشروع زراعة محاصيل مثل النخل والزيتون والرمان.
وعلى مستوى الطرق، تحتوي المدينة على كورنيش عالمي يبلغ طوله 14 كيلومترًا (إجمالي طول شاطئها)، وهو ما يساوي كورنيش محافظة الإسكندرية.
كما شملت عمليات تطوير البنية التحتية تمهيد الطريق الساحلي، بدايةً من سيدي عبد الرحمن إلى وادي النطرون، وقطارًا كهربائيًا فائق السرعة تصل سرعته إلى 250 ك/ ساعة، لربطها بمدينة 6 أكتوبر، بطول نحو 221 كيلومترًا بموازاة طريق وادي النطرون/العلمين، وتفريعة لمدينة الإسكندرية مرورًا بمدينة ومطار برج العرب بطول 99 كيلومترًا، وأيضًا لربط مدينة 6 أكتوبر بمدينة العلمين بطول نحو 244 كيلومترًا، مرورًا بمدينة برج العرب، بالإضافة إلى تفريعة لمدينة الإسكندرية بطول نحو 46 كيلومترًا، بحسب بيانات الهيئة.
وحول الخدمات السكنية، أفادت بيانات هيئة الاستعلامات المصرية، بوجود 10 آلاف وحدة سكنية، تنقسم إلى شقق إسكان اجتماعي وشقق إسكان متميز يصل عددها إلى 5 آلاف وحدة بالمرحلة الأولى.