تشهد الأوساط السياسية الأمريكية حالة من التوتر والاشتباك بين الحزب الجمهوري ونظيره الديمقراطي في ظل تصاعد إضراب الاتحاد الأمريكي لعمّال السيارات في ولاية ميشيجان. ويستغل الجمهوريون هذه الفرصة لتوسيع الخلاف بين الأعضاء في الحزب الديمقراطي، الذي يدعم أجندة الطاقة النظيفة، وجذورهم المؤيدة للعمل والعمال. ويأمل الجمهوريون في استرداد السيطرة على الولاية في الانتخابات المقبلة، معتبرين الإضراب فرصة سانحة حقيقية لهم.
هيمنة ديمقراطية
تاريخيًا، يهيمن الحزب الديموقراطي على الانتخابات في ولاية ميشيجان، وآخرها فوز الرئيس جو بايدن في الانتخابات الرئاسية لعام 2020، بعد ما تمكن الديمقراطيون من استعادة السيطرة على الجمعية التشريعية والمنصب الحاكم في الولاية، في حين يعاني الحزب الجمهوري من ضعف سياسي في ميشيجان، إلا أنهم يرون أن هناك فرصة محتملة لاستغلال الوضع الحالي.
ضغوط كبيرة
ووفقًا لتقرير مجلة "نيوزويك" الأمريكية، فإنه من الصعب في الوقت الحالي تحديد مدة الإضراب وكيفية تأثيره على الساحة السياسية، لكنه يضع ضغوطًا كبيرة على الرئيس جو بايدن للتوصل إلى اتفاق مع الجانبين قبل أن يقوم 150,000 عضو من الاتحاد الأمريكي لعمّال السيارات، باتخاذ إجراءات مماثلة في عدة ولايات أخرى، ما يتسبب في عواقب اقتصادية كبيرة. وفي الأيام والأسابيع المقبلة، ستتابع حملات الجمهوريين وقادة الحزب الآخرين الوضع واستطلاعات الرأي لتحديد مدى استفادتهم من مهاجمة أجندة الديمقراطيين في مجال الطاقة النظيفة، وكذا ما يتعلق بالرئيس الذي يتهم بعدم بذل ما يكفي لتجنب هذا الوضع المتوتر.
بدأ الإضراب منذ أسبوع عندما انسحب أكثر من 150 ألف عامل من عملهم في 14 مصنعًا لشركتي جنرال موتورز وفورد بولاية ميشيجان، فيما تطالب النقابة بزيادة الأجور بنسبة 8% لمواجهة غلاء المعيشة، بينما ترفض الشركات ذلك بسبب التحديات الاقتصادية.
محاولات جمهورية
مع ذلك، فإن الهجوم على الديمقراطيين ليس أمرًا واضحًا أو سهلًا بالنسبة للجمهوريين، خاصة أنهم لا يدعمون الاتحاد بشكل صريح، في حين يسعى الرئيس السابق دونالد ترامب للحصول على دعم الأخير لحملته الرئاسية في عام 2024، وحثّ الاتحاد على وضع "إلغاء استعمال المركبات الكهربائية المبتكرة بشكل كامل وشامل" في قمة قائمة مطالبهم.
وفي السياق نفسه، أعرب مايك بنس، نائب الرئيس السابق والمرشح المحتمل لعام 2024، عن قلقه الكبير إزاء أجندة الطاقة الخضراء التي تستخدم أموال الضرائب لدعم اقتصاد السيارات الكهربائية، مما يسبب قلقًا كبيرًا لأعضاء الاتحاد الأمريكي لعمال السيارات.
يتبع العديد من الجمهوريين في ميشيجان النهج نفسه، بعد ما عبروا عن دعمهم للإضراب وانضمامهم إلى الأعضاء الآخرين في الوفد الكونجرسي والمرشحين للانتخابات المقبلة. ويرون أن إضراب الاتحاد العمالي قد يساهم في إبراز الاشتباك الذي يحدث مع الطبقة العاملة الأمريكية، وقد يكون ذلك مفيدًا جدًا للجمهوريين في التأثير على أصحاب الوظائف والطبقة العاملة في الولاية وجعلهم يشعرون بأنهم يتعرضون للظلم من قِبل اليسار الليبرالي في الحزب الديمقراطي.
توتر بين الحزبين
من الواضح أن هذه الأزمة تعكس التوتر بين الديمقراطيين والجمهوريين في قضية العمل والطاقة النظيفة. وفي الأثناء، يجب على الأحزاب السياسية البحث عن حلول وسط تلبي متطلبات العمّال وتعزز الاستدامة البيئية. قد تكون هذه الفترة فرصة لإجراء حوار بنّاء حول توجهات السياسة العامة والاقتصادية في البلاد.