الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بعد فشل المفاوضات.. إضراب عمال مصانع السيارات يهدد أمريكا بخسائر فادحة

  • مشاركة :
post-title
عمال مصانع السيارات الأمريكية يحتجون على عقود العمل

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

بدأ نحو 13 ألف من العاملين في صناعة السيارات الأمريكية إضرابًا اليوم الجمعة، بعدما فشلت المفاوضات، التي أجراها قادة العمال، من أجل سد الفجوة الكبيرة، بين مطالب النقابات العمالية في محادثات العقود، وما تريد شركات السيارات الثلاثة الكبرى في ديترويت أن تدفعه لهم.

وحسبما ذكرت "وكالة أسوشيتدبرس" الأمريكية، فإن أعضاء نقابة عمال السيارات المتحدة بدأوا في الاعتصام في مصنع تجميع "جنرال موتورز" في وينتزفيل بولاية ميسورى، ومصنع "فورد" في واين بميتشيجان وبالقرب من ديترويت، وفى مصنع "ستيلانتيس جيب" في توليدو بولاية أوهايو.

وتضم الشركات الثلاثة مجتمعة 12.700 عامل في المصانع، والتي تعتبر بالغة الأهمية لإنتاج بعض المركبات الأكثر ربحية في ديترويت الثلاثة، بما في ذلك فورد برونكو، وجيب رانجلر، وشاحنة بيك أب شيفروليه كولورادو.

وهذه هي المرة الأولى في تاريخ النقابة، الممتد على مدار 88 عامًا، التي يبدأ العمال إضرابا في ثلاث شركات في وقت واحد، بعد أن انتهت العقود مع الشركات والمستمرة منذ 4 سنوات، بحلول منتصف ليل الجمعة.

وانتهى الموعد النهائي للمحادثات بين فورد وجنرال موتورز وستيلانتس، واتحاد عمال السيارات عند منتصف ليل الجمعة، مع بقاء الجانبين متباعدين، بشأن أولويات العقود الجديدة للنقابة، وفق تقرير نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية.

واستهدفت المفاوضات بين اتحاد العمال وشركات السيارات التوصل لعقود عمل جديدة مدتها 4 سنوات، لكن الخلافات تصاعدت بين الطرفين خلال الأسابيع الماضية، وسط مباحثات حول مقترحات تضمنت زيادة في الراتب وتعديلات تتعلق بتكلفة المعيشة وأسبوع عمل أقصر.

ومن بين مطالب النقابة زيادة الأجور بنسبة 40%، وإنهاء الفجوة بين العمال، حيث يحصل بعض العمال على أجور أقل من غيرهم، واستعادة الامتيازات من العقود السابقة مثل المزايا الطبية للمتقاعدين، والمزيد من الإجازات مدفوعة الأجر وحقوق العمال المتضررين من إغلاق المصانع.

ويتم تنسيق الإضراب- الذي يمثل المرة الأولى التي يتم فيها استهداف شركات صناعة السيارات الثلاث في ديترويت الثلاثة في نفس الوقت - من قبل رئيس الاتحاد شون فاين، والذي وقال إنه يعتزم إطلاق سلسلة من الضربات "الاحتياطية" المحدودة والمستهدفة لإغلاق مصانع السيارات الفردية في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

ولدى الاتحاد صندوق إضراب بقيمة 825 مليون دولار من المقرر أن يعوض العمال بمبلغ 500 دولار أسبوعيًا أثناء الإضراب، ويمكن أن يدعم جميع أعضائه لمدة ثلاثة أشهر تقريبًا.

وتنظيم الإضرابات بدلًا من انسحاب جميع الأعضاء البالغ عددهم 150 ألف عضو في وقت واحد سيسمح للنقابة بتوسيع هذه الموارد، وفق تقرير "الجارديان".

وأفادت شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية، بأن هذا الإضراب قد يكلف الاقتصاد الأمريكي خسائر بنحو 10 مليارات دولار في 10 أيام فقط.

وقالت "أسوشيتدبرس" إن الإضرابات ستحدد على الأرجح مستقبل الاتحاد، ومستقبل صناعة السيارات المحلية في أمريكا، في الوقت الذي تستعرض فيه قوة العمل الأمريكية عضلاتها، وتواجه الشركات تحولًا تاريخيًا من صناعة السيارات التي تعمل بالوقود، نحو السيارات الكهربائية.

وحذرت الوكالة من أنه في حال استمرار الإضرابات لفترة طويلة، فإن التجار يمكن أن تنفذ منهم المركبات وترتفع الأسعار. كما أن الإضراب يمكن أن يكون عاملًا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة العام المقبل، باختبار مزاعم الرئيس جو بايدن، التي يفتخر بها بكونه أكثر رئيس منحاز للعمال في التاريخ الأمريكي.

وأشار التقرير إلى أن الإضراب مختلف عن الإضرابات التي حدثت خلال مفاوضات نقابة العاملين بصناعة السيارات. فبدلا من استهدف شركة واحدة، فإن النقابة وفى ظل قيادة رئيسها الجديد شاون فاين، تقوم بالإضراب في ثلاث شركات. لكن لم يتوقف كل العمال عن العمل بعد، على الأقل حتى الآن.