الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

إضراب عمال السيارات بديترويت.. سلاح ذو حدين يهدد آمال بايدن ويعزز فرص ترامب

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي سابق دونالد ترامب والرئيس جو بايدن

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تلوح ملامح إضرابًا وشيكًا لنقابة عمال صناعة السيارات الأمريكية، قد يهدد حظوظ الرئيس الأمريكي جو بايدن، في إعادة انتخابه بولاية ميشيجان الحاسمة، مما يفتح الباب أمام الرئيس السابق دونالد ترامب لتحقيق فوز ساحق فيها عام 2024.

وفقًا لما أشارت شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية، فإنه من المنتظر أن تنتهي عقود ما يقرب من 150 ألف عامل في شركات السيارات الثلاث الكبرى في ديترويت "جنرال موتورز وفورد وستيلانتس" في 14 سبتمبر الجاري، ولا تزال المفاوضات بين النقابة وإدارات الشركات بعيدة عن تحقيق اتفاق.

تُعد ديترويت أكبر مدن ولاية ميشيجان الأمريكية، في تعداد 2020 بلغ عدد سكان مدينة ديترويت 639.111 نسمة، كما تتمتع بثالث أكبر اقتصاد إقليمي في الغرب الأوسط، بعد شيكاجو ومينيابوليس-سانت بول، بالإضافة إلى أنها تشتهر بأنها مركز لصناعة السيارات الأمريكية، و"الثلاث الكبار" في صناعة السيارات "جنرال موتورز، فورد، وكرايسلر".

وعلى الرغم من دعم بايدن المعلن لنتائج عادلة لعمال النقابة إلا أن، شون فين، رئيس نقابة عمال صناعة السيارات، زاد الضغط على بايدن، مطالبًا إياه باختيار جانب وانتقاده علنًا لتصريحاته المتفائلة بإمكانية تجنب الإضراب، بحسب ما أشارت وكالة "أسوشيتيد برس".

ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية، من المرجح أن يستغل ترامب أي إضراب لصالح حملته، لا سيما في ولاية حاسمة مثل ميشيجان التي فاز بها بفارق ضئيل عام 2016.

وتحدث الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي فاز بولاية ميشيجان بفارق يقل قليلًا عن 11 ألف صوت في واحدة من أكبر الاضطرابات السياسية في انتخابات عام 2016، عن إمكانية تنظيم إضراب خلال عطلة نهاية الأسبوع في عيد العمال، مُشيرًا إلى "فين" باعتباره رئيسًا نقابيًا "محترمًا" ومتعهدًا بوقف "جنون" السيارات الكهربائية، وفقًا لما أشارت شبكة "إن بي سي نيوز".

ولا تزال النقابة، التي دعمت بايدن في الانتخابات الرئاسية 2020، هي النقابة الرئيسية الوحيدة التي لم تعلن دعمها لإعادة انتخاب بايدن عام 2024.

تعد ميشيجان التي تضم مدينة ديترويت الصناعية الكبرى من الولايات الحاسمة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث فاز بها بايدن بفارق ضئيل يمثل قرابة 3% بينه وبين دونالد ترامب في 2020.

وقال "فين" إن النقابة ستواصل امتناعها عن تأييد بايدن حتى تتم معالجة مخاوفها بشأن تحول صناعة السيارات نحو المركبات الكهربائية بالكامل.

ويعتقد محللون أن إضرابًا للنقابة قد يفتح الباب أمام ترامب للاستحواذ على إحدى أهم المقاطعات الأكثر أهمية بالولاية، تظهر استطلاعات الرأي الأخيرة أن بايدن في حالة تنافس إحصائي ضد ترامب، إذ يتقدم الديمقراطي بفارق نقطة مئوية واحدة فقط، وفقًا لمتوسطات استطلاعات موقع RealClearPolitics.

بحسب مجلة نيوزويك، تُشير التقديرات إلى أن إضرابًا لمدة أسبوعين في الشركات الثلاث سيؤدي لخسائر اقتصادية تقدر بـ5 مليارات دولار، بينما ستطال الخسائر لتصل لمبالغ أكبر كلما استمر الإضراب، وهو ما قد يشكل ضربة قاسية لاقتصاد ميشيجان المعتمد بشكل كبير على صناعة السيارات.

وأشار المحلل السياسي، ستيف ميتشيل، في تصريحات لمجلة نيوزويك الأمريكية إلى أنه نظرًا لطبيعة السباق الرئاسي المُتقاربة في ميشيجان عامي 2016 و2020، فإن غضب النقابة من بايدن وعدم حصوله على تأييدها قد يميل الكفة لصالح ترامب في انتخابات 2024.

ويعتقد "ميتشيل" أنه كلما طال الإضراب، زادت الأضرار التي تلحق بحظوظ بايدن ليس فقط مع عمال السيارات، ولكن مع جميع المتضررين من الإضراب في ولايات مثل أوهايو وبنسلفانيا.

من جهتها، تطالب النقابة حاليًا بزيادة أجور بنسبة 46%، وأسبوع عمل مدته 4 أيام بأجر كامل، والعودة إلى نظام المعاشات التقاعدية التقليدية، وحصة من أرباح الشركات، وغيرها من المطالب.

وحتى لو نجح بايدن في تجنب الإضراب، فإن الأزمة ستشكل عبئًا على حملته لإعادة الانتخاب في الولايات الحاسمة التي يجب أن يفوز بها، وفقًا للمستشار، جاي تاونسند.