الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تطور استراتيجي بارز.. انتصار أوكراني يهدد خطوط الدفاع الروسية

  • مشاركة :
post-title
القوات الأوكرانية - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تعيش أوكرانيا منذ أكثر من عام ونصف العام في حالة حرب مع روسيا، التي سيطرت على أجزاء واسعة من أراضيها، وحاول الجيش الأوكراني منذ بدء الهجوم الروسي، العام الماضي، صد الهجوم الروسي واستعادة الأراضي المفقودة، ولكن مع استمرار الحرب يبدو أن الجيش الأوكراني حقق ثغرة استراتيجية مهمة علي الجبهة الجنوبية، من خلال اختراق دفاعات روسيا المتعددة حول منطقة روبوتين الاستراتيجية.

ووفقًا لما أشارت مجلة نيوزويك الأمريكية، نقلًا عن تقييم صادر عن معهد دراسة الحرب الأمريكي، فإن القوات الأوكرانية حققت "اختراقًا تكتيكيًا كبيرًا" حول منطقة روبوتين، التي استعادتها أخيرًا من قبضة الجيش الروسي، إذ تواصل القوات الأوكرانية توسيع نطاق الاختراق ضمن طبقات الدفاعات الروسية المتعددة في تلك المنطقة.

وركز الجيش الأوكراني هجومه على قطاع دفاعي روسي يبلغ طوله 2.6 كيلومتر تقريبًا، إذ تمكن من اختراق الخطوط الدفاعية الأولى والثانية للقوات الروسية، وفقًا لتقديرات معهد دراسة الحرب، فإن الخسائر الروسية كانت فادحة في تلك المنطقة الدفاعية الأمامية، ما دفع القوات الروسية إلى الانسحاب التكتيكي نحو مواقع دفاعية أخرى خلفية.

ومن جهتها؛ أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، أن قواتها ما زالت تهاجم المواقع الروسية باتجاه مدينة مليتوبول الاستراتيجية، ما تسبب في خسائر فادحة بصفوف القوات الروسية، كما سجلت القوات الأوكرانية تقدمًا محدودًا حول قرية فيربوفي الواقعة شرق منطقة روبوتيني.

وفي سياق متصل؛ أعلن القيادي العسكري الأوكراني أوليكسندر تارنافسكي، قائد مجموعة تافريا للقوات، أن هناك فارقًا كبيرًا بين الخطوط الدفاعية الأولى والثانية لدى روسيا، بحسب ما أشارت صحيفة "برافدا" الأوكرانية.

ومن جهة أخرى؛ أكدت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها تمكنت من صد 18 هجومًا أوكرانيًا، خلال الأسبوع الماضي، حول منطقتي روبوتين وفيربوفي، وفقًا لما أشارت وكالة تاس الروسية.

وعلى الرغم من تركيزها على منطقة زابوريجيا، إلا أن أوكرانيا ما زالت تقوم بضربات متقطعة على خطوط الدفاع الروسية في دونيتسك أيضًا. إذ أعلنت أنها استعادت بلدة أندريفكا الواقعة على بعد 6 أميال، جنوب غرب مدينة باخموت المدمرة.

ويشير التقييم أنه بشكل عام يبدو أن القوات الأوكرانية حققت ثغرة استراتيجية مهمة على الجبهة الجنوبية، من خلال اختراقها لعمق الدفاعات الروسية المتعددة حول منطقة روبوتيني، ومع استمرارها في توسيع نطاق الاختراق ومهاجمة المواقع الروسية باتجاه مليتوبول، فإن ذلك يُمثل تحولًا مهمًا في مسار الحرب على الجبهة الجنوبية لصالح أوكرانيا.

ويبدو أن الجيش الأوكراني يستهدف من خلال هذا الهجوم تحقيق أهداف عسكرية واستراتيجية متعددة، منها إحكام السيطرة على منطقة زابوريجيا وفك حصار مدينتها، كما يهدف إلى تحرير مدن مليتوبول وخرسون الاستراتيجيتين، ضمن خطة أوكرانيا لتحرير كامل أراضيها بما في ذلك شبه جزيرة القرم.

وبالتزامن مع الانتصارات على الجبهة الجنوبية، لا تزال المعارك دائرة حول مدينة باخموت في دونيتسك، إذ تطالب روسيا بأنها تمكنت من صد هجمات أوكرانية حاولت استعادة السيطرة على قريتي أندريفكا وكليشتشيفكا المجاورتين.