بعد مرور أكثر من عام ونصف العام، على اندلاع الحرب في أوكرانيا، أوضحت تقارير إخبارية حديثة أن التدريب العسكري للقوات الأوكرانية من قبل حلفائها الغربيين لم يُعد كافيًا لمواجهة تحديات مرحلة الهجوم المضاد.
يبدو أن القوات الأوكرانية وجدت صعوبة في استيعاب وتطبيق جميع عناصر الحرب المشتركة التي تعتمد عليها قوات حلف شمال الأطلسي، كما عانت من خسائر فادحة أثناء الهجوم المضاد الأخير، وهو ما يثير تساؤلات حول مدى قدرتها على صد الهجمات الروسية المستقبلية.
تدريب غير كافي
أفادت صحيفة "فايننشال تايمز" في تقريرها إلى أن تدريب القوات الأوكرانية من قبل الولايات المتحدة وحلفائها في أوروبا لم يعد كافيًا لإعداد قوات كييف لمجابهة ما واجهوه خلال الهجوم الصيفي المضاد ضد القوات الروسية، في حين استشهدت الصحيفة بتحليلات عسكرية غربية وجنود أوكرانيين.
حسب التقرير، لم تحقق القوات العسكرية الأوكرانية "الاختراق الحاسم المرغوب فيه" حتى الآن، وأضافت الصحيفة أن بعض المسؤولين الغربيين يعتقدون أن كييف فشلت في استغلال الفرص التي قدمتها المساعدة العسكرية الغربية الضخمة في وقتٍ تلقى فيه "دعمًا سياسيًا قويًا ربما يكون في ذروته".
وبحسب الصحيفة، اشتكى بعض المسؤولين الأمريكيين سرًا من أن القوات الأوكرانية "فشلت خلال التدريب في إتقان العمليات الحديثة التي تجمع بين المشاة الميكانيكية والمدفعية والدفاع الجوي".
ذكرت الصحيفة أن خسائر أوكرانيا في وقتٍ مُبكرٍ من الهجوم كانت "غير مستدامة"، وأضافت أنها بلغت "ما يقرب من خُمس المعدات التي قدمها حلف شمال الأطلسي للهجوم المضاد" في أواخر مايو وأوائل يونيو وحدهما، وأجبرت هذه الهزائم كييف على تغيير تكتيكاتها والعودة إلى "نهج ارتدادي".
معاناة مستمرة
ووجدت القوات الأوكرانية أنه "من المستحيل" اتباع مذهب حلف شمال الأطلسي للحرب بالأسلحة المشتركة التي تنطوي على إجراءات منسقة بين قوات المشاة والدروع والمدفعية والدفاع الجوي، وأضافت الصحيفة أن الجيش الأوكراني لا يزال يعاني في تنفيذ عملياته.
ووفقًا للمحللين الذين تحدثوا إلى الصحيفة، تبين أن تدريب القوات الأوكرانية من قبل الغرب كان "قصيرًا وغير متكيف تمامًا مع الظروف الحقيقية للقتال التي كان على الجنود الأوكرانيين مواجهتها أثناء مواجهتهم الروس".
اشتكى قائد وحدة القوات الخاصة الأوكرانية من أنه إذا اتبع "النصيحة السيئة" التي تلقاها من المدربين الغربيين، فسيكون "ميتًا".
وقال محللا الشؤون العسكرية، مايكل كوفمان وروب لي، في تقرير نشراه في أوائل سبتمبر: "قد يؤدي فهم ضعيف لكيفية قتال الجيش الأوكراني وللبيئة التشغيلية بشكل عام إلى توقعات غير حقيقية ونصائح غير موجهة وانتقادات غير عادلة في الأوساط الرسمية الغربية".
الدفاع البائس
ومن جانبهم، شكك المسؤولون الأمريكيون في قرار كييف بإرسال جنودها ذوي الخبرة فيما وصفوه بـ"الدفاع البائس" عن مدينة بخموت في دونباس، التي سيطرت عليها القوات الروسية في مايو 2023 بعد معركة استمرت عدة أشهر.
وفي الوقت نفسه، تواصل القوات الروسية "التعلم من أعدائها" وتكييف تكتيكاتها، إذ أشار المحللون إلى أن القوات الروسية لا تزال تتفوق في حرب الطائرات بدون طيار، حيث تستطيع طائرات السقوط الروسية من طراز "لانسيت-3" تتبع أهدافها بشكل مستقل وتشكل تهديدًا "خاصًا" لا يمكن لكييف مجاراته.
في ظل الظروف الراهنة، تؤكد الصحيفة أن نجاح أوكرانيا سيكون "بطيئًا على أفضل تقدير" وستستمر في الاعتماد على حلفائها الغربيين في "زيادة إنتاج الذخيرة والمعدات الأخرى لدعم الحرب البالية".