بينما يتبقى أمام القوات الأوكرانية نحو 45 يومًا، في أقصى تقدير، لمتابعة الهجوم المضاد، قبل أن يحل طقس الخريف السيئ، حيث متوقع أن يحول دون المتابعة، تعّول كييف على أسلحة "أكثر قوة" من شركائها الغربيين من شأنها أن تمد أمد القتال وترفع من نتائج هجوم يحافظ على "وتيرة بطيئة" منذ يونيو الماضي، قد تنذر بفشله.
لم ينته الأوكران بعد
وقدّر الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، أنه من السابق لأوانه تلخيص نتائج الهجوم المضاد، حيث لا يزال أمام الجيش الأوكراني حوالي شهر ونصف الشهر، لمتابعة العمليات القتالية بنشاط قبل أن تبدأ الظروف الجوية السيئة، ويصبح الطقس أكثر برودة ويبدأ هطول الأمطار.
قال "ميلي" في تصريحات صحفية، أمس الأحد، "لا يزال هناك قدر معقول من الوقت، ربما ما بين 30 إلى 45 يومًا متبقيًا من الطقس القتالي، لذا فإن الأوكرانيين لم ينتهوا بعد. هناك معارك لم تنته بعد.. لم ينتهوا من الجزء القتالي مما هم عليه الآن." وفق ما نقلت وكالة "أوكرينفورم" المحلية الحكومية.
واعترف الجنرال الأمريكي بأن الهجوم كان أبطأ من المتوقع، لكنه رغم ذلك، أكد أن القوات المسلحة الأوكرانية "تتقدم بوتيرة ثابتة للغاية عبر الخطوط الأمامية الروسية". وأضاف "لا يزال هناك قتال عنيف مستمر".
الهجوم سيستمر في الخريف
وأكد كيريلو بودانوف، رئيس وكالة الاستخبارات الدفاعية الأوكرانية، في تصريح منفصل، أمس الأحد، أن الهجوم المضاد لأوكرانيا سيستمر حتى بعد بداية الطقس البارد والممطر.
وعلى صعيد القتال، كبّدت القوات الأوكرانية نظيرتها الروسية خسارة في غضون الأسبوع الماضي، قدّرتها بنحو 3970 جنديًا، إضافة إلى تدمير 866 وحدة من الأسلحة والمعدات العسكرية، وفقّا للنائب الأول لوزير الدفاع، أولكسندر بافليوك، بحسب ما نقلت وكالة "أوكرينفورم".
وفي الأسبوع الماضي، فقد الجيش الروسي 78 دبابة، و106 مركبات قتالية مدرعة، و229 نظام مدفعية، و21 قاذفة صواريخ متعددة، وسبعة أنظمة دفاع جوي، وسفينة، و236 شاحنة، و31 وحدة من المعدات المتخصصة، إضافة إلى إسقاط ثمانية صواريخ معادية و149 طائرة بدون طيار، وفق الدفاع الأوكرانية.
وبحسب إحصاء رسمي، قضت قوات الدفاع الأوكرانية على 268630 جنديًا روسيًا خلال الفترة من 24 فبراير 2022 إلى 10 سبتمبر 2023.
روسيا تغير تكتيك القتال
وأجبر الهجوم الأوكراني المضاد روسيا على تغيير نهجها في تشكيل هيكل القيادة، بحسب تقرير أورده "معهد دراسة الحرب"، وهو معهد بحثي في واشنطن.
وجاء في التقرير أن "القوات الروسية أجرت تغييرات ملحوظة على قيادتها ومناطق سيطرتها في أوكرانيا لحماية البنية التحتية للقيادة وتحسين تبادل المعلومات".
ووفقًا لخبراء معهد دراسات الحرب الأمريكي، نقلت القوات الروسية المقر الرئيسي لقيادتها خارج نطاق معظم أنظمة الضربات الأوكرانية ووضعت مراكز قيادة أمامية تحت الأرض وخلف مواقع شديدة الدفاع، بحسب ما نقلت "أوكرينفورم".
ووفق صحيفة "واشنطن بوست"، فإن روسيا انتقلت من الهجوم الواسع، وصولًا إلى مشارف كييف في مطلع الحرب إلى الدفاع المنظم بشكل جيد، في مواجهة الهجوم المضاد.
وأكد خبراء نقلت عنهم الصحيفة أن موسكو تحاول حاليًا التمسك بما سيطرت عليه بالفعل، وضربوا مثالًا بمنطقة زابوريجيا، حيث لم تحقق القوات الروسية أي مكاسب في المنطقة، لكنها أمضت أشهرًا في بناء تحصينات متعددة الطبقات فيها.
أسلحة أكثر قوة
وصرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بأن تسريع الأعمال الهجومية يعتمد على مدى سرعة حصول أوكرانيا على أسلحة أكثر قوة من الشركاء الغربيين.
وقبل يومين، أقر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في مؤتمر صحفي بالعاصمة، كييف، بأن التفوق الجوي الروسي "يوقف" الهجوم المضاد الذي تشنه قواته منذ أشهر، مبديًا أسفه لبطء المساعدات العسكرية الغربية، ومطالبًا بأسلحة بعيدة المدى.