يستعد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إلى زيارة واشنطن للمرة الثانية، منذ بدء الحرب، في محاولة للحصول على دعم إضافي، في ظل محاولات القوات الأوكرانية، لإحراز نجاحات على الأرض، في وقت بدأت تدب الانقسامات بين الدول التي تبدي استعدادها لتقديم يد العون لأوكرانيا، بعد وحدة نادرة خلقتها الحرب الروسية الأوكرانية.
وبحسب صحيفة واشنطن بوست، من المقرر أن يلتقي "زيلينسكي" بالرئيس الأمريكي، جو بايدن، وأن يجري محادثات مع أعضاء "الكونجرس" في الكابيتول الأسبوع المقبل، طلبًا لدعم مستمر لبلاده في الحرب ضد روسيا.
انشقاقات أوروبية
أظهرت الحرب الروسية الأوكرانية، إجماعًا أوروبيًا، بخصوص أوكرانيا، إذ أصبحت دول الاتحاد الأوروبي أكثر وحدة أكثر من أي وقت مضى، إلا أن الانقسامات باقية، وبعضها يظهر للعلن، في السياسة المحلية، لبعض الدول، كما في بولندا، والحملات الانتخابية في البرلمان البولندي الحالي، وفي ألمانيا كذلك، إلا أن تغيرات أكبر قد تحدث إذا قامت الولايات المتحدة بتخفيف دعمها لأوكرانيا، وعملها على دعم مسار جديد لعملية سلام، بحسب "إندبندينت".
لتبقى احتمالية أن تظهر الانشقاقات إلى العلن، بين الدول التي أعلنت مواصلة دعم أوكرانيا عسكريًا: "مهما طال الوقت طالما كان ذلك مطلوبًا"، وتلك التي تدفع كييف إلى حتى مبادلة الأرض مقابل السلام، تحتاج أوكرانيا إلى تحقيق انتصار ميداني كبير يضخ الدماء في مسألة استمرار الدعم الغربي، خاصة بعد تحذير رئيس اللجنة العسكرية لحلف شمال الناتو، الأميرال روب باور، السبت، من أن زيادة حجم الإنفاق الدفاعي لن يؤدي بالضرورة إلى تعزيز الأمن، بسبب الارتفاع الحاد في أسعار الأسلحة، وذلك خلال اجتماع لوزراء دفاع دول الناتو، السبت.
كما حذر ينس ستولتنبرج، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، من أن أعضاء الحلف يجب أن يستعدوا لحرب طويلة الأمد في أوكرانيا، قائلًا إنه إذا توقف الرئيس زيلينسكي والقوات الأوكرانية عن القتال ستختفي بلدهم من الوجود.
واستبعد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي في رسالة إلى مجموعة "فونكة" الإعلامية الألمانية، أن تنتهي الحرب سريعًا، مضيفًا: "إذا ألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وروسيا السلاح، عندها نحصل على السلام".
ويستنزف القتال في أوكرانيا السلاح ومخزونات المدفعية والذخيرة والدفاع الجوي، إذ إن ثلثي دول الحلف قد استنفدت مخزوناتها من الأسلحة بشكل شبه كامل، بحسب "نيويورك تايمز".
انتصار أوكرانيا في الصراع
بدوره قال الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، إن التوصل لنتيجة سريعة للحرب أمر غير مرجح، مشيرًا إلى أن انتصار أوكرانيا في الصراع يُعد هدفًا مرتفعًا للغاية، وسيستغرق وقتًا أطول، ولن يكون ممكنًا خلال الهجوم المضاد الحالي.
وقال "ميلي"، إن الأمر سيستغرق وقتًا أطول لإخراج جميع القوات الروسية البالغ عددها 200 ألف جندي أو أكثر في أوكرانيا، مؤكدًا أن الهجوم المضاد له أهداف تشغيلية وتكتيكية محددة، أي أنه حتى لو تحققت بالكامل لن يؤدي إلى طرد جميع الروس، وهو الهدف الذي ينشده زيلينسكي.
السيطرة على قرية قرب باخموت
وفيما يتعلق بتطورات الأوضاع على الساحة، أعلنت أوكرانيا استعادتها للسيطرة على بلدة كليشتشييفكا جنوب باخموت، التي تكتسي أهمية استراتيجية، وقال قائد القوات البرية في الجيش الأوكراني، أولكسندر سيرسكي: "لقد حررت كليشتشييفكا من الروس"، فيما وجه الرئيس الأوكراني كلمة للجنود على الجبهة، خاصة الذين يقاتلون قرب باخموت قائلًا: أحسنتم.
وقال الرئيس الأوكراني، إن كييف تجهز حلولًا دفاعية جديدة، من خلال منظومات الدفاع الجوي والمدفعية.
الناطق باسم القوات الأوكرانية، في الشرق، إيليا ييفلاش، قال إن السيطرة على كليشتشييفكا قد تساعد في تطويق باخموت، ووصفها بأنها نقطة انطلاق ستسمح لنا بمواصلة تطوير عمليات هجومية وتحرير أرضنا من المحتلين.
ويوم الجمعة الماضي أعلنت كييف سيطرتها على قرية أندرييفكا الواقعة أيضًا جنوب مدينة باخموت في شرق أوكرانيا، وهو ما نفته روسيا في اليوم التالي.
إحباط هجوم أوكراني شامل
وليل الأحد/ الاثنين، أعلنت روسيا إحباط هجوم أوكراني شامل، وقالت وزارة الدفاع إنها أسقطت عدة مسيرات أوكرانية فوق شبه جزيرة القرم، وفي أجواء منطقة موسكو.
وأوضحت وزارة الدفاع، أنه جرى اعتراض طائرات مسيرة فوق المناطق الغربية والجنوبية الغربية والشمالية الغربية الشرقية من شبه جزيرة القرم وأجزاء أخرى، تسيطر عليها القوات الروسية، لكنها لم تكشف عدد الطائرات المدمرة.
أمريكا تحارب روسيا
قال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، إنه بغض النظر عمّا تقوله الولايات المتحدة، فإنها تدير الحرب في أوكرانيا، وتزودها بالأسلحة، والمعلومات الاستخباراتية عبر الأقمار الصناعية، مضيفًا: ما يحدث باختصار هو أن أمريكا تعد أوكرانيا منذ سنوات للقتال بالنيابة عنها لإلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا.
وفي مقابلة مع برنامج "موسكو. الكرملين. بوتين"، تعليقًا على قرار واشنطن تزويد كييف بصواريخ بعيدة المدى، قال "إنهم يقودون الحرب ضدنا".
كما أكد وزير الخارجية الروسي، أن الولايات المتحدة وحلف الناتو متورطان بشكل مباشر في الصراع في أوكرانيا، ليس فقط عن طريق توريد الأسلحة، بل أيضًا عبر تدريب العسكريين الأوكرانيين على أراضي بريطانيا وألمانيا ودول أخرى، بحسب وكالة "سبوتنيك" الروسية.
وحذر "لافروف" من أن استمرار الغرب في ضخ السلاح إلى أوكرانيا وتأجيج الصراع، يهدد بخطر وقوع صدام عسكري مباشر بين القوى النووية.