أعلن مسؤول تركي في مجال الطاقة، أن الاتفاق مع الصين لبناء محطة طاقة نووية جديدة بات قريبًا، مشيرًا إلى أهمية التطور في مجال الطاقة النووية لتركيا وعلاقاتها مع الصين، وهو ما أكده وزير الطاقة ألبارسلان بايراكتار للصحفيين يوم الخميس، الذي صرح بأن أنقرة تجري محادثات مع شركة صينية بشأن هذه المسألة وأن الاتفاق يمكن إتمامه "خلال بضعة أشهر".
وتأتي هذه الأنباء بعد زيارة أجراها مسؤولون صينيون إلى الموقع المحتمل للمحطة، بالقرب من الحدود مع اليونان وبلغاريا، حسبما ذكرت وكالة "بلومبرج" للأنباء.
وتسعى تركيا إلى توليد 10% من احتياجاتها من الطاقة من المصادر النووية بحلول عام 2030.
وبالرغم من أن تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، الذي يتصادم مع الصين في قضايا تتعلق بحقوق الإنسان والأمن الإقليمي، وتصاعد التوترات بين بكين وواشنطن، أصرت على إبرام هذا الاتفاق مع بكين متجاهلة التصادم المحتمل مع أعضاء "الناتو".
محادثات طويلة
وبيّن "بايراكتار"، أن أنقرة في المراحل النهائية لإتمام اتفاقها الثاني للطاقة النووية مع الصين، فيما تستعد البلاد لتوليد أول كهرباء من الطاقة النووية في العام المقبل من خلال محطة يتم بناؤها بالتعاون مع روسيا.
ذكر "بايراكتار" أن وفدًا صينيًا، بقيادة نائب مدير إدارة الطاقة الوطنية، زار مؤخرًا الموقع في مدينة كيركلا ريلي التركية شمال غرب البلاد، ومن المخطط أن يستضيف هذا الموقع أربعة مفاعلات نووية، وكان هذا المشروع محل تفاوض بين تركيا والصين لعدة سنوات.
كما زار وزير الخارجية الصيني، وانج يي، أنقرة أيضًا في نهاية يوليو لمناقشة المشروع مع القادة التركيين. حسبما ذكرت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا".
وأضاف بايراكتار: "لقد كنَّا نجري محادثات مع شركة صينية لفترة طويلة جدًا.. لم يتبق سوى بضعة أشهر لإتمام المشروع.. نحتاج إلى التوصل إلى اتفاق لأن هناك أطرافًا أخرى مهتمة".
هدف الحياد الكربوني
بالإضافة إلى مشروع محطة الطاقة النووية الجاري مع روسيا في بلدة أكويو جنوب تركيا على البحر المتوسط، تجري تركيا حاليًا مفاوضات مع روسيا وكوريا الجنوبية لمجموعة أخرى من أربع محطات طاقة نووية في سينوب، وهي مدينة شمالية تقع على البحر الأسود. وسابقًا، تخلى تحالف ياباني فرنسي عن خطط لبناء المشروع في هذا الموقع.
وتشارك الصين في مناقشات لبناء محطة طاقة تضم أربعة مفاعلات في موقع ثالث في شمال غرب تركيا منذ نحو عقد من الزمان. ووفقًا لمصدر مطلع على الموقف الصيني، "تسير المفاوضات بشكل إيجابي" ومن المتوقع أن يتم التوصل إلى اتفاق حكومي بين البلدين خلال عام. حسبما ذكر موقع "نيكي آسيا".
وقال مصدر، "إذا تم إتمام الاتفاق، فسيصبح أكبر استثمار للصين في الخارج". مؤكدًا أهمية الاتفاق بالنسبة للصين.
وأضاف بايراكتار: "حسب خططنا طويلة المدى، نحتاج إلى أكثر من 20 جيجاوات من الطاقة النووية في تركيا، حيث تهدف البلاد إلى تحقيق حياد كربوني بحلول عام 2053".