لا يزال صنّاع الأفلام السودانية يعافرون من أجل البقاء، وكتابة سطور جديدة من النجاح، وعلى الرغم من المصاعب والصراعات التي تمر بها بلدهم الآن، إلا أن اسم السودان حاضر في المحافل الدولية بمساعٍ وجهود أبناء البلد الذين حرصوا على نقل أفكارهم وأحلامهم إلى العالم، ولم يقفوا مكتوفي الأيدي أمام ما يمرون به، بل حرصوا أن يجعلوا اسم السودان عاليًا، وجعلوا الجميع يحتفون بالإنجاز الذي يحققوه.
المخرج محمد كردفاني لا يزال يحلّق بفيلمه "وداعًا جوليا"، فبعد وجوده في مهرجان كان السينمائي الدولي في مسابقة "نظرة ما"، وفوزه بجائزة الحرية، ومشاركته في مهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي، ومهرجان ملبورن السينمائي الدولي، يشارك الفيلم حاليًا في مهرجان لندن السينمائي في دورته الـ67، التي مقرر لها أن تقام في الفترة من 4 إلى 15 أكتوبر المقبل، وحرص الجمهور المهتم بالشأن السينمائي في كل أنحاء العالم على متابعة تلك التجربة المميزة، ونفدت تذاكر عروض الفيلم قبل شهر من إقامة المهرجان.
وبعد احتفاء مهرجان الجونة بالسينما السودانية في دورته الماضية، يعود من جديد هذا العام بعد أن أعلنوا عن عرض مجموعة من الأفلام المُرممة لجماعة الفيلم السوداني للمخرج سليمان إبراهيم، وهم 3 أفلام للمخرج الطيب المهدي، هي "الضريح" إنتاج 1977، "المحطة" إنتاج 1989، و"4 مرات للأطفال" إنتاج 1979، و3 أفلام أخرى للمخرج إبراهيم شداد هي "الحبل" إنتاج 1985، "حفلة صيد" إنتاج 1964، و"جمل" إنتاج 1981، وفيلمان للمخرج سليمان إبراهيم هما "إفريقيا: غابة، طبل وثورة" إنتاج 1979، و"لكن الأرض تدور" إنتاج 1978.
يؤكد المخرج سليمان إبراهيم عضو اللجنة التنفيذية لجماعة الفيلم السوداني، أنها فرصة جيدة لأن يتعرف الجمهور من كل الجنسيات على سينما لم يشاهدوها أو يسمعوا عنها من قبل.
وكشف لموقع "القاهرة الإخبارية" عن كواليس ترميم تلك الأعمال، وقال: "من محاسن الظروف أثناء تصوير فيلم "الحديث عن الأشجار" للمخرج السوداني صهيب الباري أراد أن يتعرف أكثر على أفلامنا في البدايات، لكن لم تكن لدينا نسخ من الأفلام المرممة حاليًا، فقام بالتواصل مع مؤسسة أرسنال في ألمانيا، التي تعمل على ترميم الأفلام القديمة وعقد اتفاقًا معهم على ترميم الأفلام التي كان عددها 7 أفلام بدون مقابل، وبجهد كبير حصلوا على الأفلام وخصوصًا فيلمي "ولكن الأرض تدور".
وأكد أن الشركة الألمانية بعد الترميم تولت مسؤولية توزيع الأفلام ونجحت في ذلك، وأصبح هناك إقبال على تلك الأفلام بجانب أنها أصدرت كتيبًا يضم معلومات وافية عن الأفلام وفتراتها وتحليلًا لها.
وتابع: "هناك ثلاثة أفلام تخرّج مخرجوها من معهد السينما، وهم "حفلة صيد" للمخرج إبراهيم شداد، وفيلم "الضريح" للمخرج طيب مهدي، وفيلم "إفريقيا: غابة، طبل وثورة"، بجانب أفلام تم إنتاجها في السودان مثل "4 مرات للأطفال، والمحطة، وجمل" تم إنتاجها بواسطة قسم السينما بمصلحة الثقافة وإدارة الإنتاج السينمائي ومؤسسة الدولة للسينما.
وحول الاحتفاء الدولي بالسينما السودانية قال: "شهدت السنوات الماضية وتحديدًا منذ عام 2019 وجود احتفاء بالأفلام التي تم عرضها بدءا من "الحديث عن الأشجار" و"ستموت في العشرين"، وظهرت أفلام أخرى أبرزها الآن "وداعًا جوليا" الذي عُرض في مهرجان كان وسيعرض الشهر المقبل في لندن، والأفلام التي تم عرضها وجدت التقدير اللازم من لجان التحكيم والنقاد والسينمائيين وهذه دفعة للمخرجين الجدد".