مع تولي المستشار الألماني أولاف شولتس، وحكومته المكونة من ائتلاف إشارة المرور، المسؤولية قبل نحو عامين، خلفًا للمستشارة أنجيلا ميركل، كانت حماية المناخ أولوية في أجندتهم، ومن أجل ذلك كانت الرحلات الجوية لأعضاء الحكومة مثار جدل، نظرا لما تمثله من تكلفة باهظة وتساعد في تلوث البيئة.
وعلى الرغم من أن المستشار أولاف شولتس، ووزراؤه لم يقوموا سوى بجزء صغير من رحلاتهم الخارجية على رحلات جوية مجدولة (المنتظمة) منذ أن أدوا اليمين قبل عامين تقريبًا، بحسب موقع "فوكس اونلاين" الألماني، إلا أن الأمر لم يسلم من انتقادات.
خمسة فقط من أعضاء مجلس الوزراء التسعة عشر الذين ظلوا في مناصبهم بشكل مستمر أو مؤقت منذ ديسمبر 2021 لم يستخدموا القوات الجوية في الرحلات الخارجية، وهم: وزير النقل فولكر فيسينج "الحزب الديمقراطي الحر"، ووزيرة البيئة شتيفي ليمكي "حزب الخضر"، ووزيرة البناء كلارا جيويتز "الحزب الاشتراكي الديمقراطي"، وفي أبريل 2022 استقالت وزيرة الأسرة آن شبيجل وخليفتها ليزا باوس "كلاهما من حزب الخضر".
وسافر المستشار الألماني بالطائرة 163 مرة، ووزيرة الدفاع السابقة كريستين لامبرشت (الحزب الاشتراكي الديمقراطي)، التي استقالت في يناير الماضي قامت بـ25 رحلة إلى الخارج، طار خليفتها بوريس بيستوريوس برحلات مجدولة مرة واحدة في 18 رحلة له حتى الآن، وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك (حزب الخضر) على رحلات جوية مجدولة ثلاث مرات ضمن 90 رحلة إلى الخارج حتى 5 سبتمبر.
عند السفر إلى الخارج، تسافر الحكومة الفيدرالية بشكل حصري تقريبًا بطائرات الجيش الألماني، ويُظهر رد وزارة الداخلية الفيدرالية على استفسار من النائب اليساري سيفيم داجدلين أن حكومة إشارة المرور أمضت أكثر من ثلثي وقتها في السفر مع جاهزية الطيران للجيش الألماني، الذي لديه حاليًا 16 طائرة بأحجام مختلفة لنقل السياسيين.
وانتقد النائب اليساري سيفيم داجدلين هذه الممارسات قائلاً: "مع الاستخدام المفرط لتوافر رحلات الطيران، تقلل حكومة إشارات المرور من وعودها باستخدام أموال الضرائب بشكل مقتصد وحماية البيئة والمناخ إلى درجة العبث".
وقال: "من المهم أن حتى وزيرة الداخلية الفيدرالية نانسي فيزر تفضل استخدام طائرات الجيش الألماني الباهظة الثمن بدلاً من السفر عبر مسارات أرخص لدافعي الضرائب".