يمتلك المخرج المصري عمر هلال شغفًا وحبًّا لمجال الإخراج منذ الطفولة، كان دافعًا له لتحقيق المعادلة الصعبة في أول تجربة سينمائية له يخوضها في مشواره الفني، بعد سنوات طويلة من العمل في مجال الإعلانات، إذ تحدى نفسه في فيلم "فوي فوي فوي"، من حيث الإخراج والتأليف وكذلك المشاركة في الإنتاج، ليحقق بذلك معادلة ثلاثية، ويقدم للمشاهد وجبة سينمائية متكاملة بين الدراما التراجيدية والكوميدية تحمل رسالة مهمة.
يؤكد المخرج عمر هلال لـ موقع "القاهرة الإخبارية" أن السبب وراء اختيار فيلم "فوي فوي فوي " ليكون أول انطلاقة له في عالم السينما، هو غرابة الفكرة، حيث يقول: "عندما قرأت خبرًا صحفيًا عام 2015 عن مصريين ينتحلون صفة المكفوفين من أجل الهروب إلى هولندا، لم أصدق هذا الخبر لغرابته، فطرأ على بالي تقديم هذه القصة في صورة عمل سينمائي يناقش فكرة الهجرة غير الشرعية".
ويضيف: "بدأت في كتابة الفيلم عام 2019، ثم عرضته على المنتج محمد حفظي، الذي أعجب بالفكرة والسيناريو، ولكننا تأخرنا في ظهور العمل إلى النور لمدة أربع سنوات بسبب انتشار فيروس كورونا عام 2020, بالإضافة إلى أن ميزانية الفيلم كانت مرتفعة وتحتاج إلى شركاء آخرين فانتظرنا حتى يتم ذلك".
وجبة سينمائية متكاملة
حرص مخرج "فوي فوي فوي" على أن يتناول الفيلم قضية الهجرة غير الشرعية في إطار كوميدي، وبشكل مختلف وجديد لم يقدم من قبل، وحول ذلك، يقول: "القصة نفسها عندما تتحدث عنها تشعر بأنها كوميديا، ففكرة انتحال صفة المكفوفين من أجل الهجرة إلى أوروبا، تجعل من يقرأها أو يسمعها يسخر منها بشكل هزلي وكوميدي، ولكنها في الحقيقة قصة درامية حزينة، فلا أحد يريد أن يترك أهله وأصدقاءه ويعمل في الخارج بوظائف مهينة له، ولكن ظروف الحياة تفرض أشياء على الأشخاص تجعله لا يفكر في شيء سوى الخلاص منها".
وحول أصعب المشاهد التي واجهته في الفيلم، يرى أن هناك مشهدين من أكثر المشاهد التي احتاجت مجهودًا كبيرًا، إذ يقول: "مشهد مباراة الكرة في كينيا، كان في قمة الصعوبة حيث صور نحو أربعة دقائق، وأيضا مشهد الرحلة الخاصة بالفنان محمد فراج في البحر، الذي تم تصويره في بيروت على الحدود السورية، وكان هذا الأمر شاقًا وسط المياه وعلى شاطئ البحر".
نيللي كريم
وعن سبب اختيار الفنانة المصرية نيللي كريم لتقديم شخصية إنجي -وهي فتاة تعمل في مجال الصحافة خلال أحداث العمل- يقول: "نيللي كريم ممثلة قوية وعبقرية في التمثيل، وعندما عرضت عليها الدور كنت على استحياء لصغر حجمه، وسعدت للغاية عندما وافقت على المشاركة وأدين لها بشكل كبير للغاية لأنها كانت سببًا في تحرك الفيلم وظهوره إلى النور".
ويضيف: "أما اختياري للفنان محمد فراج، جاء عندما شاهدته في مسلسل لعبة نيوتن ونجاحه الكبير في العمل، حيث كنت أبحث عن ممثل بهذه الإمكانيات في الأداء، لذلك عرضت الأمر على المنتج محمد حفظي الذي تحمس لهذا الاقتراح، وبالفعل محمد فراج فاق توقعاتنا في العمل فهو شخص مجتهد وملتزم ومحب لعمله".
ويشير المخرج إلى أن السبب وراء الاستعانة بالمواهب الشبابية في الفيلم يرجع إلى إيمانه الشديد بأن التمثيل يعتمد على أداء الممثل سواء كان مشهورًا أم لا، حيث يقول "الشباب الذين ظهروا في الفيلم معظمهم مجتهد للغاية، وكانوا يحتاجون إلى فرصة لإظهار موهبتهم".
المعادلة الصعبة
رغم النجاح الكبير الذي حققه المخرج المصري في أول تجربة سينمائية له من حيث الإخراج والتأليف، إلا أنه عانى من تحديات كثيرة ويفضل فيما بعد أن يقدم أعمالًا فنية تكون من إخراجه فقط، حيث يقول: "فكرة الجمع بين الكتابة والإخراج وكذلك الإنتاج في عمل واحد، أمر ليس هينًا على الإطلاق، فهناك ثلاثة أشياء كل واحد منهم له وجهة نظره، فالمنتج يرى أن الميزانية لا تسمح بمشهد معين بينما المخرج يريده والمؤلف يرى مشهد من وجهة نظر المخرج لا داعي له وهكذا، فالأمر كان صعبًا، ولكن يمكن أن أخوض هذه المغامرة مرةً أخرى ولكن الفترة المقبلة أفضل الاعتماد على نص مكتوب والعمل عليه كمخرج فقط، وهذا بالفعل ما بدأت فيه بالحديث مع المؤلفة مريم نعوم".
ويضيف: "أنا متحمس بعد نجاح هذه التجربة في خوض تجارب سينمائية جديدة، وتقديم أعمال درامية تراجيدية، بموضوعات قيمة تستحق مناقشتها".