الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

زلزال المغرب.. هزة محتملة لقطاع السياحة المنتعش

  • مشاركة :
post-title
انهيار جزء من جدار مدينة مراكش القديمة التاريخية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تعتبر السياحة من القطاعات الحيوية في المغرب، لإسهامها بنسبة تقارب 7٪ من الناتج المحلي الإجمالي، واستعادت نشاطها بعد أزمة كوفيد-19 الصحية، لتشهد البلاد بعدها تدفقًا متزايدًا للسياح، خاصة الفرنسيين، وعلى الرغم من أن تداعيات كارثة الزلزال لا تزال غير معروفة، إلا أنه من المتوقع أن تكون ذات تأثير محدود على المدى الزمني.

المغرب التي تتمتع بتنوع ثقافي وطبيعي رائع، تعد واحدة من الوجهات السياحية المشهورة في العالم، ومع استمرار تعافي قطاع السياحة بعد فترة الأزمة الصحية، كانت هناك توقعات إيجابية لموسم سياحي مزدهر، إلا أن الزلزال الذي وقع مساء أمس الجمعة، بقوة 7 ريختر، أثار قلقًا كبيرًا بين القطاع السياحي وأثر على استقراره، بحسب تقرير لصحيفة "ليزيكو" الفرنسية.

ووفقًا للصحيفة الفرنسية، تعتبر السياحة من القطاعات الحيوية في المغرب، وتسهم بنسبة تقارب 7٪ من الناتج المحلي الإجمالي. ومن المعروف أن المغرب يستقبل عددًا كبيرًا من السياح الفرنسيين، الذين يشكلون النصيب الأكبر من الزوار، وشهدت البلاد زيادة كبيرة في عدد الوافدين خلال النصف الأول من العام الحالي، وارتفعت التدفقات السياحية بنسبة 92٪ مقارنة بالعام الماضي، لتصل إلى 6.5 مليون زائر، وفقًا لمرصد السياحة المغربي. وازدادت حركة المسافرين إلى مطار مراكش بنسبة 91٪، وهي مدينة قريبة من مركز الزلزال وتعتبر وجهة سياحية رئيسية في البلاد.

تظهر الديناميكية بشكل مفهوم من جانب شركات السفر الفرنسية، التي تعتبر السياح الفرنسيين الأكثر عددًا في المغرب، بعيدًا عن الإسبان والبريطانيين. ففي الشتاء الماضي كانت المغرب في المرتبة الثانية كوجهة للسفر في المسافات المتوسطة، بعد جزر الكناري، وفقًا لأرقام اتحاد شركات تنظيم الرحلات السياحية، وتم تأكيد هذا الاتجاه في فصل الصيف هذا مع زيادة الحجوزات بنسبة 111٪ مقارنة بعام 2022. وهذا بدون إحصاء العديد من السياح (نحو 70٪) الذين يزورون المغرب دون الاعتماد على وكالات السفر.

وتعود هذه الزيادة في أعداد السياح إلى السياسات الداخلية التي اتخذتها المملكة المغربية خلال فترة الأزمة الصحية. فقد تم إعادة فتح الحدود بتأخير وتم فرض قيود عديدة في البلاد في عام 2022، بينما كانت العديد من الوجهات السياحية الأخرى رفعت القيود في ذلك الوقت.

وجاءت هذه القيود كعائق أمام النشاط السياحي، لكن منذ اختفاء هذه القيود، شهدت السياحة انتعاشًا قويًا وازدهارًا في هذا القطاع الحيوي. وفي هذا السياق، قال هيرفي تيلمون، المدير العام لاتحاد شركات تنظيم الرحلات السياحية "لقد انتعش هذا القطاع بشكل كبير".

وتوضح "ليزيكو"، أنه بعد وقوع الزلزال الذي أصاب المنطقة، بدأ القطاع السياحي في المغرب يعيش حالة من عدم اليقين، بعد ما تأثرت العديد من المعالم السياحية الرئيسية، بما في ذلك المدينة القديمة في مراكش، بانهيار بعض المباني، وتخشى السلطات المحلية من أن تؤثر هذه الكارثة على الحركة السياحية وتؤدي إلى تراجع التدفقات السياحية.

على الرغم من ذلك، فإنه لم يتم تسجيل أي طلبات جماعية للمغادرة المبكرة حتى الآن، حسبما أشارت الصحيفة الفرنسية، وفقًا للعديد من المشغّلين السياحيين الذين تواصلت معهم الصحيفة. ومع ذلك، فإن وجود هزات ارتدادية محتملة يمكن أن يغيّر الوضع. وفي المدى القصير، من المتوقع أن يكون هناك تأثير على حجوزات السفر، بعد ما تردد بعض الأشخاص في السفر إلى المغرب نظرًا للظروف الحالية.

من جانبهم، يعمل المحترفون في قطاع السياحة على قدم وساق، سواء في المغرب أو في فرنسا، للتعامل مع الوضع الحالي، إذ يعتبر السلامة والأمان للسياح هما الأولوية القصوى. وعلى سبيل المثال، قامت شركة "توي" الفرنسية، التابعة لأكبر شركة سياحية في العالم، بإلغاء الرحلات المقررة إلى مراكش وأغادير في 9 و10 سبتمبر الجاري "للتعبير عن احترامنا ودعمنا للمغرب في هذه الكارثة الرهيبة".