شهد المغرب وقوع زلزال مدمر بقوة 7 درجات على مقياس ريختر، وفقًا للمركز الوطني للبحث العلمي والتقني ومقره الرباط، الذي تسبب في مصرع 1037، وإصابة 1204 حتى الآن، بينهم 721 حالة خطرة، وشعر بالهزة القوية على الخصوص سكان مدن مراكش وأغادير والعاصمة الرباط وكذلك باقي المدن المغربية، ليخلّف دمارًا كبيرًا وفاجعة مؤلمة.
ارتفاع عدد الضحايا
ارتفع عدد قتلى الزلزال الذي ضرب مناطق في المغرب إلى 1037 شخصًا، حتى الآن، وفق أحدث حصيلة صادرة عن وزارة الداخلية المغربية، التي أعلنتها، اليوم السبت، بحسب ما أورده التلفزيون الرسمى. وسجل أكثر من نصف هؤلاء القتلى في إقليمي الحوز (542) وتارودانت (321).
وقال مسؤول بالوزارة في تحديث متلفز إن نحو 1204 أشخاص أصيبوا، من بينهم 721 أصيبوا بجروح خطيرة بسبب الزلزال الذي هز عدة مناطق في البلاد. وبحسب الوزارة تم تسجيل 542 حالة وفاة في إقليم الحوز، الذي يقع به مركز الزلزال.
الأعنف منذ قرن
وأكد ناصر جابور، رئيس قسم بالمعهد الوطني للجيوفيزياء المغربي، قوله إن الهزة، التي حدد مركزها (80 كلم جنوب غرب مدينة مراكش) تم استشعارها بالعديد من المدن المغربية في محيط بلغ 400 كلم، مشيرًا إلى أن هذه هي المرة الأولى منذ قرن التي يسجل فيها المعهد هزة أرضية عنيفة بهذا الشكل بالمغرب، وفق ما نقلت عنه وكالة المغرب العربي للأنباء (ماب) اليوم السبت.
وكشف "جابور" أن الهزة الرئيسية تلتها مئات من الهزات الارتدادية التي بلغت أقواها نحو ست درجات، لكنه أكد أن هذه الهزات الارتدادية "أقل قوة وقد لا يشعر بها السكان"، وموضحًا أن "الهزات الارتدادية تفقد قوتها كلما ابتعدنا عن مركز الزلزال".
تعازي دولية
وبدوره، أعلن رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل أن "الاتحاد الأوروبي مستعد لدعم المغرب، في تلك اللحظات الصعبة"، وكتب على منصة إكس: "قلوبنا مع هؤلاء المتضررين بسبب تلك المأساة ورجال الإنقاذ الذين يشاركون في عملية البحث". وأضاف أن نبأ الزلزال كان "مرعبًا".
وعبّر رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الذي تستضيف بلاده حاليًا قمة العشرين، عن تعازيه لأقارب ضحايا الزلزال، وكتب مودي على منصة "إكس": "حزين جدًا لفقدان أرواح نتيجة الزلزال في المغرب"، مضيفًا: "في هذه الساعة المأساوية أفكاري مع شعب المغرب. تعازينا لمن فقدوا أحباءهم".
ومن جانبها، أفادت رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) أن 265 فردًا كانوا على استعداد لتقديم المساعدة بسبب الزلزال الذي وقع في المغرب، وفقًا لصحفية "حريت" التركية.
وجاء في البيان المكتوب الذي قدمته "آفاد"، أن الزلزال وقع بالقرب من مدينة مراكش في المغرب عند الساعة 01.17 بتوقيت تركيا، وقال: "في حالة وجود نداء دولي للمساعدة من المغرب، سيتم نقل الفرق من إدراتنا ووزارة الصحة والهلال الأحمر ومجموع 265 موظفًا من المنظمات غير الحكومية الأخرى على استعداد للعمل. كذلك، ننتظر أيضًا دعوة من السلطات المغربية لتسليم 1000 خيمة إلى المنطقة. وتعازينا للشعب المغربي المتضرر من الزلزال ونتابع التطورات.
تضامن عربي
وتقدم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى، بخالص العزاء للشعب المغربي الشقيق والملك محمد السادس في ضحايا الزلزال المروع. وعبّر الرئيس السيسى، عبر حساباته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعى، عن تمنياته الخالصة للمصابين بسرعة الشفاء، مؤكدًا تضامن مصر، حكومة وشعبًا، مع الأشقاء في المغرب.
كذلك، أعلنت الجزائر، اليوم، فتح مجالها الجوي أمام الرحلات الجوية لنقل المساعدات الإنسانية إلى المغرب، إثر الزلزال المدمر الذي ضرب وسط البلاد.
وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية أن الرئاسة الجزائرية أصدرت بيانًا إثر زلزال المغرب لفتح المجال الجوي وإبداء الاستعداد للمساعدة. وجاء في البيان أن السلطات الجزائرية العليا قررت "فتح مجالها الجوي أمام الرحلات لنقل المساعدات الإنسانية والجرحى والمصابين".
يُذكر أن آخر زلزال مدمر شهده المغرب أصاب مدينة الحسيمة في فبراير 2004 وتسبب بمقتل نحو 630 شخصًا وخلّف مئات الجرحى، وكان بشدة 6.3 درجة.