على رصيف أحد شوارع مراكش، قرر المغاربة الناجون من الزلزال أن يبيتوا ليلتهم، أحدهم حاول إنقاذ ما يمكنه في حقائب سفر، وضعها تحت رأسه، وآخر خرج فقط بغطاء يفرشه ليبيت عليه ليلته، إذ وجدوا الأرض أكثر أمانًا من منازلهم التي ضربها الزلزال، ودمر بيوتًا لم يستطع أهلها النجاة.
في الحادية عشر ليل الجمعة، كان المغاربة على موعد مع لحظات الرعب، التي انتهت بالنسبة لبعضهم بصعود روحه إلى بارئها، فحتى الآن أسفر الزلزال عن وفاة نحو 820 شخصًا، وإصابة مئات آخرين.
الزلزال الذي ضرب المغرب، في إقليم الحوز جنوب غرب مدينة مراكش، بقوة 6.8 درجلة على مقياس ريختر، ترك الكثيرين خارج منازلهم في ليلة مروعة، بعضهم دُمرت منازلهم، وآخرون خافوا من تبعات الزلزال، الذي يوصف بأنه الأقوى منذ قرن.
مشهد المغاربة الذين افترشوا الأرض كان أقل إيلامًا، من مشهد المفجوعين على ضحاياهم، أو من احتُجز أحبابهم تحت الأنقاض، لا يعلمون ما إذا كانت سحقتهم أو لا يزالون على قيد الحياة.
الكثير من المقاطع المصورة المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، أعادت إلى الأذهان الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا في فبراير الماضي (زلزال كهرمان مرعش)، فهذا أب يبحث عن أطفاله تحت الأنقاض، وطفل علقت رأسه بين الحطام، لا يستطيع الحراك، ولا يُعرف مصير باقي أسرته.
تاريخ الزلازل في المغرب
زلزال سبتمبر الحالي، هو الأعنف في تاريخ البلاد، لكنه ليس الأول، ففي فبراير 2004، وقع زلزال في محافظة الحسيمة، بقوة 6.3 درجة على مقياس ريختر، وخلف 628 قتيلًا، بخلاف المئات من المصابين والمباني المدمرة.
وفي فبراير أيضًا، ولكن عام 1960، ضرب زلزال مدينة أكادير، وهو الأكثر فتكًا وتدميرًا في تاريخ المغرب، رغم أنه لم يكن الأعنف، قوته كانت 5.7 على مقياس ريختر، لكنه خلف نحو 15 ألف قتيل ونحو 12 ألف مصاب، وتسبب في تحول 35 ألف شخص إلى أشخاص بلا مأوى، بخسائر قدرت بنحو 290 مليون دولار.
زلزال المغرب
وكشف مسؤول مغربي أن معظم الوفيات التي وقعت جراء الزلزال كانت في مناطق جبلية يصعب الوصول إليها، كما دمر الزلزال عددًا من المباني، ودفع سكان المدن الكبرى للفرار من منازلهم، وبحسب بعض سكان مراكش، انهارت بعض المباني القديمة في المدينة المدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو".
وسجلت السلطات المغربية، وقوع الضحايا في أقاليم وعمالات الحوز ومراكش وورزازات وأزيلال وشيشاوة وتارودان.
وقال سكان مراكش، أقرب مدينة كبيرة إلى مركز الزلزال، إن بعض المباني انهارت في الجزء القديم من المدنية، وهي المصنفة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وتضرر سور المدينة الذي يعود تاريخه إلى العصور الوسطى، وشهد شقوقًا كبيرة في أحد أقسامه، فيما سقطت أجزاء منه وتناثرت الأنقاض في الشوارع بحسب "بي بي سي".
وكشفت مصادر طبية، أن هناك "تدفقًا هائلًا"، للمصابين والجرحى إلى مستشفيات مراكش، بحسب موقع "ميديا 24".
وانتشرت الكثير من المقاطع المصورة (فيديو) على مواقع التواصل الاجتماعي، ترصد لحظات انهيار المباني جراء الزلزال المدمر، أو آثار تضرر المباني والسيارات في الشوارع.