في زيارة وصفتها وسائل الإعلام البريطانية بـ"التاريخية"، وصل رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، إلى نيودلهي، اليوم لحضور قمة مجموعة العشرين، والتي تضم زعماء أكبر 19 اقتصادًا في العالم بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي. وتعتبر هذه الزيارة ذات طابع خاص لـ"سوناك"، إذ إنه أول رئيس وزراء بريطاني من أصل هندي يزور نيودلهي. وترافق "سوناك" خلال القمة زوجته "أكشاتا مورتي"، التي ولدت ونشأت في الهند وهي ابنة أحد أغنى رجال الهند.
وقال "سوناك" خلال طريقه إلى القمة، إنه "متحمس للعودة" إلى الهند، واصفًا إياها بأنها "بلد قريب جدًا من قلبي". مُضيفًا: "من الواضح أنه أمر خاص، لقد رأيت في مكان ما أنه تمت الإشارة إليّ على أنني صهر الهند، وآمل أن يكون ذلك مقصودًا بمودة".
الأجندة العالمية
من المتوقع أن يبحث "سوناك" على هامش قمة العشرين مع نظرائه قضايا عالمية مثل التغير المناخي والصحة والأمن والتعافي من جائحة كورونا، كما سيلتقي رئيس الوزراء البريطاني بعدد من الزعماء في اجتماعات ثنائية، مثل رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، والرئيس الأمريكي، جو بايدن، والمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل. وسيلقى "سوناك" خطابًا في المؤتمر العام للقمة، حيث سيركز على دور المملكة المتحدة كشريك عالمي مسؤول وقادر، حسبما ذكرت شبكة "بي بي سي".
محادثات التجارة الحرة
أحد أبرز أهداف زيارة رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، للهند هو التفاوض على اتفاقية تجارة حرة بين المملكة المتحدة والهند، والتي من شأنها أن تزيد من حجم التبادل التجاري بين البلدين، وتخلق فرص عمل واستثمار جديدة، وتعزز التعاون في مجالات مثل التكنولوجيا والابتكار والطاقة. وقد عبرت الحكومتان عن تفاؤلهما بأنه يمكن التوصل إلى اتفاق قريبًا، إذ قالت وزيرة المالية الهندية، نيرمالا سيثارامان، إنها تأمل في إتمامه قبل نهاية العام. وأضاف سوناك أن هذا الاتفاق "غير مسلَّم به" وأنه لا يجب التضحية بالجودة من أجل السرعة.
وكان سلفه، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، بوريس جونسون، قد قال في عام 2022، إنه يريد "صفقة مع ديفالي"، لكن السيد سوناك قال: "هذه الأشياء تتطلب الكثير من العمل والكثير من الوقت، ولهذا السبب لا تضع أبدًا مواعيد نهائية مصطنعة لهذه الصفقات التجارية".
التحديات والانتقادات
لكن زيارة "سوناك" للهند ليست خالية من التحديات والانتقادات. فمن جهة، يواجه رئيس الوزراء البريطاني ضغوطًا من بعض النواب البريطانيين للتدخل في قضية "جاغتار سينج جوهال"، وهو مواطن بريطاني مسجون في الهند منذ عام 2017 بتهمة الإرهاب ومحكوم عليه بالإعدام، وقد رفض سوناك التزامًا بمناقشة هذه القضية مع مودي.
ومن جهة أخرى، يتعرض "سوناك" لانتقادات من المعارضة البريطانية، التي تتهمه بالفشل في تحقيق اتفاق تجاري مع الهند في الموعد المحدد، وبأنه "صغير على المسرح العالمي". كما يواجه صعوبات في التعامل مع الصراعات والتوترات بين بعض أعضاء مجموعة العشرين، مثل روسيا والصين وأوكرانيا وتايوان.
