بعد العديد من المفاوضات، خلّص المجلس الانتقالي في الجابون برئاسة بريس أوليجي نجويما، إلى تعيين ريموند ندونج سيما، رئيسًا للوزراء في الفترة الانتقالية بالبلاد. حسبما أعلن التلفزيون الجابوني، اليوم الخميس.
وينظر إلى اختيار ريموند ندونج سيما على أنه بمثابة "حل وسط جيد" لما يتمتع به من مهارات كبيرة، لا سيما لتقلده ذات المنصب في حكم علي بونجو، خلال الفترة من 2012 إلى 2014، إلى جانب خبرته الراسخة في الحوار الاجتماعي، بحسب صحيفة "جابون تايم".
ويعد ندونج سيما مُعارضًا قويًا لسياسيات الرئيس السابق، بعد أن انفصل عنه عام 2015، وانتقد حكومته التي كانت تقود البلاد نحو انجراف اقتصادي وسياسي، وفق الصحيفة الجابونية.
من هو؟
ولد ريموند ندونج سيما في مدينة أويم، شمال الجابون ودرس بفرنسا.
وتدرج ندونج في عدد من المناصب الحكومية، إذ عُين وزيرًا للتخطيط والاقتصاد عام 1986، وأوكلت إليه مسؤولية التكيف الهيكلي والعلاقات مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
وفي عام 1992 عُين مديرًا عامًا للاقتصاد. وظل في هذا المنصب مع احتفاظه بمسؤولية التكيف الهيكلي حتى عام 1994. قبل أن يشغل منصب المدير العام لشركة المطاط المملوكة للدولة هيفيجاب، حتى عام 1998.
وفي أكتوبر عام 2009، عُين ندونج سيما في الحكومة وزيرًا للزراعة والثروة الحيوانية والتنمية الريفية.
ودخل ندونج سيما الحياة السياسية، حين انتُخب لعضوية الجمعية الوطنية كمرشح في مقاطعة ووليو، بعد فوز الحزب الديمقراطي الجابوني الحاكم بأغلبية ساحقة من المقاعد في الانتخابات التشريعية، التي أجريت ديسمبر 2011.
رئيس وزراء سابق
شغل ندونج سيما منصب رئيس وزراء الجابون، لمدة عامين، عندما عيّنه الرئيس علي بونجو في المنصب، فبراير 2012، عندما استقال سلفه بول بيوجي مبا.
واعتبر تعيين سيما مميزًا وقتها، إذ كان منصب رئيس الوزراء يُنسب تقليديًا إلى مجموعة عرقية من فانج بمقاطعة مصب النهر. بينما كان ندونج سيما من مقاطعة وولو-نتيم الشمالية.
وتقدم سيما باستقالته مطلع 2014، قبل أن يُعين الرئيس بونجو، دانييل أونا أوندو ليحل محله.
في يوليو 2015، ترك ندونج سيما منصبه في الحزب الحاكم، واشتكى من أن الحزب ليس منفتحًا على النقد ووجهات النظر المختلفة. كما انتقد أسلوب تعامل الحكومة مع الشؤون المالية منذ رحيله.
محاور اجتماعي ماهر
واكتسب ريموند سيما شعبية كبيرة بوصفه شخصية تتمتع بـ"حس قوي للحوار الاجتماعي"، وتعمل بشفافية تامة، خلال الفترة التي قضاها رئيسًا للوزراء بين عامي 2012 و2014، واستطاع أن يكسب احترام موظفي الخدمة المدنية بفضل قدرته على الحفاظ على الحوار الاجتماعي وإيجاد حلول دائمة للمشكلات المطروحة أمامه، لا سيما في ملف تسوية الوضع الإداري لموظفي الخدمة المدنية، المعلقة لمدة 25 عامًا، وهي قضية كانت أحد المشروعات الرئيسية لوصوله لمنصب رئاسة الحكومة.
مرشح رئاسي محتمل
وكان سيما مرشحًا رئاسيًا محتملًا أمام علي بونجو، إذ كان على قوائم مرشحي أحزاب المعارضة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة 2023 أمام علي بونجو، لكن حزب "البديل 2023" الجماعي، الذي يجمع أحزاب المعارضة الرئيسية اختار مرشحًا واحدًا، هو ألربت أوندو أوسا ليمثل مرشح المعارضة الرئيسي ضد بونجو.