الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

وتيرة متسارعة لحراك الجابون.. الجنرال نجويما رئيسا مؤقتا وأربعة مرشحين في المشهد

  • مشاركة :
post-title
رئيس الجابون علي بونجو

القاهرة الإخبارية - سمر سليمان

منذ بدء التطورات الأخيرة في الجابون، وعلى ما يبدو، فإن الدولة تتحرك بوتيرة متسارعة، وتقطع خطوات في يومها الأول الذي أطاحت في ساعاته الأولى بالرئيس المنتخب على بونجو أونديمبا، فبينما عيّن المجلس العسكري قائد الحرس الجمهوري الجنرال بريس نجويما، رئيسًا للمرحلة الانتقالية، أخذت تقارير إعلامية محلية في توقع من قد يخلف بونجو في الصناديق الانتخابية، أمر لن يكون بعيدًا بتلك الوتيرة.

وتعيين نجويما ليس مفاجئًا، إذ آثار الإعلان عن الإطاحة بالرئيس على بونجو، الذي فاز بولاية ثالثة كانت فتيل هذا الحراك، لتنطلق احتفالات شعبية لا سيما بين الجنود في العاصمة ليبرفيل، حيث رصدت تقارير إعلامية، أفرادًا من الجيش يحملون قائد المجلس العسكري على الأكتاف ويهتفون "الرئيس".

مَن يخلف علي بونجو في الصناديق؟

ورجّحت صحيفة "بزنيس توداي" الجابونية المحلية، في تقرير إعلامي، أوردته، بعد ساعات من إعلان الإطاحة بالرئيس، 4 شخصيات من المحتمل أن يصبح أحدهم الزعيم الجديد للجابون، حين تصل إلى مرحلة صناديق الاقتراع في انتخابات جديدة، والذي جاءوا على النحو التالي.

المرشح الأول، هو كريستيل نزيا، وزير دفاع سابق وحليف مقرب من قادة الحراك العسكري الأخير. ووفق الصحيفة الجابونية كان "يُنظر إليه على أنه رئيس مؤقت محتمل" قبل إعلان نجويما رئيسا للمرحلة الانتقالية.

والمرشح الثاني، فرانك نجويما أوندولا، وهو زعيم الحزب الجمهوري الجابوني، ثاني أكبر حزب معارض في البلاد. وهو أيضًا وزير دولة سابق.

وجاء ألبرت أوندو أوسا، مرشح المعارضة الرئيسي في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، الذي سجل رفضه نتائج الانتخابات ودعا لاستقالة بونجو، مرشحًا ثالثًا لقيادة البلاد.

وأخيرًا يأتي جان بينج، وهو وزير خارجية سابق في الجابون، وكان رئيسًا سابقًا لمفوضية الاتحاد الإفريقي، وسبق وانتقد حكومة بونجو ودعا لإصلاحات ديمقراطية في البلاد.

شخصيات مرشحة لزعامة الجابون في تقارير إعلامية محلية

كيف بدأ الأمر؟

بعد دقائق من إعلان نتائج انتخابات ينظر إليها على أنها المحفز لهذا الحراك، بعد ما فاز علي بونجو أونديمبا بولاية ثالثة، ظهر رجال يرتدون الزي العسكري على شاشة التلفزيون الوطني، اليوم الأربعاء، وأعلنوا أن الرئيس قيد الإقامة الجبرية وأنه محاط بعائلته وأطبائه، وأن السلطات ستتولى التحقيق مع نجله المعتقل لاتهامه و6 آخرين بـ"الخيانة العظمى"، دون ذكر تفاصيل.

وأعلن الضباط، الذين يزعمون أنهم يمثلون "قوات الدفاع والأمن" في البلاد، وأنه "نيابة عن الشعب الجابوني، قررت لجنة انتقال واستعادة المؤسسات الدفاع عن السلام من خلال وضع حد للنظام القائم"، وقرروا عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات والاستيلاء على السلطة وحل مؤسسات الدولة.

وبينما أوضح قادة الجيش أنهم يتحدثون باسم لجنة المرحلة الانتقالية، أغلقت الجابون حدودها حتى إشعار آخر.

قادة الحراك العسكري في الجابون

لماذا أطاح الجيش ببونجو؟

وعزا جنود الجيش الجابوني حراكهم إلى أنه كان "ضروريًا' لتنمية الدولة الواقعة في غرب إفريقيا، وأن الصعوبات المؤسسية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية الكبيرة كانت الأسباب الرئيسية لذلك.

وقال المجلس العسكري في خطاب ألقاه باللغة الفرنسية إلى البلاد، اليوم: "إن بلدنا الجميل، الجابون، كان دائمًا ملجأ للسلام".

أضاف “اليوم تمر البلاد بأزمة مؤسسية وسياسية واقتصادية واجتماعية خطيرة".

تابع: "لذلك نحن مضطرون إلى الاعتراف بأن تنظيم الانتخابات العامة في 26 أغسطس 2023، لم يلب الشروط اللازمة لإجراء اقتراع شفاف وموثوق وشامل، وهو ما كان يأمل فيه شعب الجابون كثيرًا".

وقالت هيئة الانتخابات إن بونجو فاز بأقل من ثلثي الأصوات في الانتخابات، فيما وصفتها المعارضة بأنها مزورة.

رئيس الجابون أثناء الإدلاء بصوته في الانتخابات

ولا يزال الوضع ضبابيًا في البلاد التي على ما يبدو تسير على نهج النيجر التي شهدت حراكًا مماثلًا قبل نحو شهرين، وتقبع حاليًا تحت وطأة عقوبات اقتصادية تفرضها عليها مجموعة "إيكواس" الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، رغم ذلك لا شك في أن الحراك هز المشهد السياسي في الجابون العضوة في مجموعة منتجي النفط "أوبك" وبالتأكيد ينذر بحقبة جديدة دون حكم الأسرة المستمر منذ 56 عامًا في البلاد.

والجابون هي الدولة السادسة التي تشهد حراكًا وأحداثاً طارئة في القارة السمراء، بعد مالي وتشاد وغينيا وبوركينا فاسو والنيجر.

رئيس الجابون ووالده حكم مستمر لنحو 56 عاما