الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

انتحار مُعلمة شابة في كوريا الجنوبية يشعل احتجاجات المُعلمين

  • مشاركة :
post-title
احتجاجات المعلمين في كوريا الجنوبية

القاهرة الإخبارية - محمد البلاسي

يحتج عشرات الآلاف من المعلمين في كوريا الجنوبية، منذ يوليو الماضي، مُطالبين بحماية أفضل من سوء سلوك الطلاب ومضايقات أولياء الأمور، وبحسب صحيفة "جابان تايمز" اليابانية، تعكس الاحتجاجات، التي بلغت ذروتها بمظاهرة حاشدة بالقرب من الجمعية الوطنية في سول، أزمة متنامية في نظام التعليم بكوريا الجنوبية، إذ يواجه المعلمون غالبًا ضغوطًا هائلة ومطالب غير معقولة من أولياء الأمور.

غموض بند رعاية الطفل

وقالت الصحيفة، إن أحد المطالب الأساسية للمعلمين هو مراجعة بند غامض في قانون رعاية الطفل، يهدف إلى حظر إساءة معاملة الأطفال، إذ يشكو المعلمون بأن هذا الغموض يسمح للآباء بتقديم اتهامات إساءة معاملة الأطفال ضد المعلمين الذين يتخذون إجراءات تأديبية "معقولة" ضد سوء سلوك الطلاب، حتى لو تم اتهام المعلم دون دليل، فقد يتم إيقافه عن العمل ويترك بمفرده للدفاع عن نفسه في المحكمة، وهذا الخوف من الاتهامات الباطلة جعل المعلمين يترددون في التعامل مع الطلاب الذين يسيئون التصرف، كما مكّن بعض أولياء الأمور من مضايقة المعلمين.

انتحار معلمة شابة

اكتسبت الحركة زخمًا في أعقاب انتحار مُعلمة شابة، يوليو الماضي، بعد أن أعربت عن مخاوفها بشأن تعرضها للمضايقات من قبل أولياء الأمور، وصدمت وفاتها المأساوية الجمهور ودفعت المعلمين إلى المطالبة بحماية أفضل.

وزارة التعليم

أعربت وزارة التعليم عن دعمها لمطالب المُعلمين، لكنها حذرت من أن "الاحتجاج الجماعي" غير قانوني لموظفي الحكومة، بما في ذلك المعلمين، وعلى الرغم من القيود القانونية، واصل المعلمون احتجاجهم باستخدام الإجازات المرضية أو أيام الإجازة.

المعلمون المستقلون

وقاد المسيرات مجموعة شعبية من المعلمين المستقلين عن النقابات الرسمية، التي تفتقر إلى الصلاحية للسماح بمثل هذه المظاهرات، وفي حين تتعاطف جمعيات أولياء الأمور مع الصعوبات التي يواجهها المعلمون فإنها تقول إن بعض المطالب غير عملية ويتم إلقاء اللوم على الآباء ظلمًا.

تقاعد 12 ألف مدرس خلال عام

بحسب الصحيفة، أثرت الأزمة في نظام التعليم بكوريا الجنوبية على الصحة النفسية للمعلمين، مع ظهور العديد من حالات الانتحار بينهم في السنوات الأخيرة، ووصل عدد المعلمين الذين تركوا مناصبهم مستويات قياسية، إذ ترك أو تقاعد أكثر من 12000 من المدارس العامة في العام الماضي وحده.

إجراءات حكومية

نفذت وزارة التعليم في سول بعض الإجراءات لمنع مضايقة المعلمين، مثل مطالبة أولياء الأمور بتحديد مواعيد للتحدث مع المعلمين، وعدم مطالبة المعلمين بالرد على مكالمات أولياء الأمور على هواتفهم الشخصية، ومع ذلك، يعتقد العديد من المعلمين أن هذه التدابير غير كافية.