كشفت دراسة حديثة عن رقم مرعب في معدلات الانتحار بين المحاربين القدامى بالولايات المتحدة، متوقعة أن يكون أعلى بكثير مما يتم تقديره وفقًا للبيانات الوطنية.
ويرى البحث، الذي أجرته الجمعية الوطنية غير الربحية "شراكة محاربي أمريكا" بالتعاون مع وزارة الدفاع وجامعة ألاباما، أن الولايات قدرت وفيات المحاربين القدامى بنسبة خطأ تصل إلى 25%.
وبحسب مجلة نيوزويك الأمريكية، استخدمت الجمعية بيانات من ثماني ولايات تعهدت بمشاركة معلومات حول وفيات سكانها. وكان معدل الانتحار اليومي بين المحاربين القدامى في الولايات المدروسة، أعلى 1.37 مرة مما تم الإبلاغ عنه سابقًا من قبل وزارة شؤون المحاربين القدامى.
أرقام مخفية
وأشارت المجلة الأمريكية، إلى أنه وفقًا للبيانات الرسمية، توفي أكثر من 30 ألفًا من المحاربين القدامى بسبب الانتحار بين سبتمبر 2001 و2019، أي أربعة أضعاف عدد القتلى في المعارك في العراق وأفغانستان. ووفقًا لتقرير وزارة شؤون المحاربين القدامى لعام 2022، بلغ إجمالي حالات الانتحار بين المحاربين القدامى في عام 2020 نحو 6.146 حالة، أي متوسط 16.8 حالة في اليوم.
فيما أشارت الدراسة إلى أن عدد حالات الانتحار الواقعة فعليًا بين محاربي الولايات المتحدة القدامى أعلى بنسبة 25% عما هو مدرج رسميًا في إحصائيات ثماني ولايات أمريكية شاركت في البحث.
وإذا كانت هذه النسبة صحيحة على مستوى الولايات المتحدة ككل، فإن معدل الانتحار اليومي بين المحاربين السابقين قد يصل إلى 44 حالة، أي أكثر من أربعة أضعاف الرقم الرسمي.
عوامل الأزمة
درست "شراكة محاربي أمريكا" أسباب وفاة المحاربين وتاريخهم مع رجال الشرطة والمعلومات المالية، مثل نقاط الائتمان ورفض الحصول على قرض لشراء منزل. وأشارت إلى أن هذه العوامل ترتبط بمدى "الأمل" الذي يشعر به المحاربون تجاه حياتهم، فيما يرى خبراء أن تحسين جودة حياة المحاربين "ربما يقلل من احتمالية انتحارهم".
الانتقال من العسكرية إلى المدنية
وفي هذا السياق، أشار خبراء إلى أن أكبر تحدٍ يواجه المحاربين السابقين، بعد الانتقال من الحياة العسكرية إلى المدينة، هو فقدانهم للهوية والغرض من الحياة، إذ يصبحون بلا انتماء واضح. كما أن ما يوجهونه من مشاكل صحية أو نفسية، مثل اضطراب ما بعد الصدمة، يجعل تكيفهم الاجتماعي أكثر صعوبة.
توفير الدعم والمساعدة
يعتبر طلب المساعدة أمرًا صعبًا بالنسبة للعديد من المحاربين القدامى، وعلى الرغم من توفر العديد من الخدمات التي تقدمها الحكومة ومجموعات مدنية، إلا أن التحدي الحقيقي يكمن في إقناع المحاربين بطلب المساعدة عندما يحتاجون إليها، وأيضًا يجب أن يتم تعزيز الوعي وإزالة العوائق التي تحول دون طلب المساعدة.