تعاني هوليوود خسائر مالية كثيرة منذ أن أغلقت استوديوهاتها، عقب اصطفاف الكتاب والممثلين في إضراب واحد، بدأ مايو الماضي.
التقارير المبدئية التي ظهرت حول حجم الخسائر المالية تذهب إلى أن الأسبوع الواحد يتكلف نحو 150 مليون دولار، حسبما ذكرت صحيفة فوربس، التي أشارت إلى أنه مع إضراب نقابة الممثلين الأمريكية "SAG-AFTRA" ونقابة الكتاب "WGA" في وقت واحد يشعر الكثيرون بالأثر المالي، وأن حجم الخسائر قد يتجاوز 4 مليارات دولار .
خسائر في الوظائف
تؤدي إضرابات هوليوود إلى تدمير الاقتصاد بما يصل خسارة آلاف الوظائف وإجبار استوديو كبير على خفض توجيه الأرباح بمقدار 500 مليون دولار، حسبما يشير تقرير لصحيفة "fortune"، موضحًا أن الإضرابات التي بدأت من 4 أشهر في هوليوود ليس لها نهاية في الأفق، ويعاني الاقتصاد من عواقبه.
في أغسطس الماضي، وظف قطاع صناعة الترفيه، التي تشمل شركات السينما والتلفزيون والموسيقى، 17 ألف شخص أقل مما كان عليه الأمر في الشهر السابق، وفقًا لبيانات مكتب إحصاءات العمل، ما يوضح أنها علامة على التأثير الواسع للتوقف عن العمل الذي أعاق إنتاج الاستوديوهات إلى حد كبير، ولا يقتصر التأثير على العمال المضربين أنفسهم، ولكن أيضًا على الشركات المتخصصة في الإضاءة والصوت التي يتعلق عملها بهوليوود.
وحتى الآن كلفت الإضرابات اقتصاد كاليفورنيا ما يقدر بنحو 5 مليارات دولار، وفقًا لصحيفة فايننشال تايمز، ووصفت الوضع بأنه مقلق للغاية، خصوصًا أن فيونا ما، أمينة صندوق كاليفورنيا، أرسلت خطابًا إلى رؤساء الاستوديو تحثهم فيه على إيجاد حل سريع للإضراب حتى لا تنتشر تداعياته الاقتصادية أكثر، وحثت في رسالتها المديرين التنفيذيين في الاستوديو على اعتبار أن مبلغ 429 مليون دولار، الذي تكلفه تسوية إضراب الكتاب سيكون أقل بكثير من مليارات الأضرار الاقتصادية الإضافية التي قد تسببها الإضرابات إذا استمرت.
وأثرت الإضرابات على الاستوديوهات، وقالت شركة وارنر براذرز ديسكفري - أحد أكبر استوديوهات هوليوود- إنها تتوقع أن تكون الأرباح السنوية أقل بما يتراوح بين 300 مليون إلى 500 مليون دولار، عما كانت تأمله في وقت سابق، أي ستحقق ما بين 10 إلى 11 مليار دولار من الأرباح للعام بأكمله. وافترضت التوقعات السابقة للشركة انتهاء الإضراب أوائل سبتمبر الجاري، والآن تخبر الشركة المستثمرين بأنها لا تستطيع التنبؤ بموعد انتهاء الإضرابات في نهاية المطاف.
وقف الإنتاج
أجبرت الإضرابات الاستوديو على وقف الإنتاج في عدد من المشروعات، منها تأخير إصدار الفيلم المرتقب Dune: Part Two "الكثبان الرملية: الجزء الثاني"، وتأجيله إلى مارس 2024. وبسبب الإضراب يرفض الممثلون الترويج لأفلام جديدة. لذلك لن يشارك طاقم الممثلين المرصع بالنجوم في فيلم Dune، بما في ذلك تيموثي تشالاميت وزندايا وفلورنس بيو وجيسون موموا، في أي جولات صحفية تسبق صدوره.
ورغم أن شركة Warner Bros Discovery أصدرت بيانًا يفيد بأن نجاح فيلم "باربي" ومبيعاته العالمية من التذاكر البالغة 1.4 مليار دولار قللت من الخسائر المحتملة، اعترف الرئيس التنفيذي ديفيد زاسلاف بالتأثير غير المسبوق للإضراب على هوليوود، ووصف الأمر بالإبحار في مياه مجهولة.
تأثير على المحتوى
وفضلًا عن الخسائر الاقتصادية، يتوقع المحللون أن الاضطراب الذي يسود عملية إصدار محتوى ترفيهي جديد والتأجيلات الكثيرة لعروض الأفلام والأعمال الفنية يمكن أن يدفع المستهلكين نحو خيارات الترفيه البديلة، منها الألعاب الرياضية وبرامج الواقع، كما أدت الإضرابات الممتدة إلى زيادة شعبية الإنتاجات المستقلة والمحتوى غير الأمريكي، إذ يبحث المشاهدون عن خيارات ترفيهية جديدة.
يشار إلى أن مفاوضات العقود عادت بين الاستوديوهات والعمال المضربين مرة أخرى الشهر الماضي، لكنها انهارت مجددًا، واتخذ تحالف منتجي الصور المتحركة والتلفزيون خطوة غير عادية بالإعلان العلني عن مقترح العقد الذي عرضه على نقابة الكتاب، وأحبطت هذه الخطوة القيادة النقابية التي اعتبرتها محاولة لتقسيم الأعضاء حول بنود العرض التي يجب قبولها أو التفاوض عليها.