ـ تعود أحداث العمل لنحو 20 عامًا
ـ نمتلك أعمالًا كثيرة لم تخرج للنور بعضها مُكتمل والآخر مُعالجات
لا يزال الكاتب المصري الراحل أسامة أنور عكاشة حاضرًا، رغم وفاته عام 2010، بأعماله الفنية التي تخلد اسمه، فبعد أن تم تقديم فيلم "الباب الأخضر"، العام الماضي، ومسلسل "راجعين يا هوى"، ومن قبلها "موجة حارة"، تعاقدت أسرة الراحل مع المخرج خالد يوسف لتقديم فيلم "الإسكندراني"، ليكون ثاني أفلامه التي ستخرج للنور بعد رحيله.
وكشفت نسرين أسامة أنور عكاشة، ابنة الكاتب الراحل، أن الفيلم مكتمل ومكتوب كاملًا من ناحية السيناريو والحوار قبل رحيل والدها بفترة طويلة، قائلة لموقع "القاهرة الإخبارية": "الفيلم كُتب منذ سنوات طويلة قبل وفاة والدي، لكن الحظ لم يساعده في إخراجه للنور، وكان المخرج خالد يوسف اطلع على سيناريو الفيلم منذ فترة، وكان مهتمًا أن يقدم عملًا لوالدي، وعندما شعر أنه سيقدمه اتفق معنا باعتبارنا أسرة الراحل، واتفقنا في الحال".
وأكدت أن فيلم "الإسكندراني" من أهم أعمال والدها، إن لم يكن الأهم على الإطلاق، مُعللة السبب بقولها: "كنت حريصة على أن يُقدم الفيلم بالشكل الذي يرضي والدي بعد رحيله، لأن هذا الفيلم من أهم أعماله وكان قريبًا لقلبه ومهتمًا أن يخرج للنور، وكنت حريصة على أن أطمئن على الخطوط العريضة للموضوع، والحقيقة أن خالد يوسف لم يتردد في الجلوس للاتفاق، وبالتالي شعرت بالاطمئنان لأن مخرجه لديه وعيًا فنيًا ويقدر قيمة الفيلم وقرأ العمل بتركيز واستيعاب شديد لرسائله وأفكاره".
وأضافت: "والدي كان لديه عشق للإسكندرية والشخصية الإسكندرانية، التي لها فلسفة وارتباط بتاريخ مصر، فقدم بتوسع ملامح كثيرة عن الإسكندرية ذات البعد التاريخي وروحها وهويتنا، وهذه الهوية بها مفتاح السر في إطار بحثه الدائم عن الهوية المصرية والإسكندرانية ".
وأكدت نسرين أن "العمل متماسك والسيناريو كبير ومكتمل، لكن ربما يضطر خالد يوسف لتغيير بعض التفاصيل بداخله ووضع بصماته بما لا يخل بالعمل، لأنه مكتوب منذ سنوات طويلة، إلا أنه أكد لي أنه سيحافظ على صلب الفكرة والموضوع".
وأشارت إلى أن ثمة اشتراك بين شخصية والدها الحقيقية وبين شخصية بطل العمل وغالبية الأبطال في قصصه، لتقول: "والدي وضع من روحه في الشخصيات، ورؤيته لمبدأ الشخصية الإسكندرانية وتفاصيل الهوية، فمثلا قدم من قبل الهوية في شخصية "بشر عبد الظاهر" في عمل درامي، لكن في هذا الفيلم، تحدث عن الهوية من زاوية أخرى بما يناسب حجم الفيلم لفترة معينة وشخصيات مختلفة في المجتمعات الإسكندرانية، فوالدي كتب عن هذ المجتمع بروح الإسكندرية وقدم شخصية جديدة مختلفة عن باقي الشخصيات التي سبق الحديث عنها في أعماله".
وأضافت ابنة الكاتب الراحل، أن أحداث الفيلم قديمة تعود لنحو 20 عامًا، إلا أن خالد يوسف إذا حدّث الزمن فلن تختلف الفكرة.
وقع اختيار مخرج العمل على الفنان أحمد العوضي لتقديم بطولة العمل، قائلة: "إن روح وشكل العوضي الأنسب والأقرب للشخصية، وأتوقع أن التوليفة بينهما ستُسهم في اكتشاف العوضي من جديد وتقديمه في منطقة جديدة".
يبدو أن التراث الكبير الذي تركه أسامة أنور عكاشة لم ينضب بعد، إذ أكدت "أن هناك الكثير من الأعمال التي لم تخرج بعد للنور، فبعضها مكتمل السيناريو والحوار وبعض الأعمال مكتوب منها حلقات درامية بسيطة ومعالجات درامية".
خرج المخرج حسني صالح للحديث، أنه بدء في 2004 تصوير "الإسكندراني"، لتعلق على ذلك قائلة: "لن أعلق على هذا الكلام لأن والدي لم يتعاقد مع أحد على هذا الفيلم، وإن كان معه عقد فليخرجه لنا".
ومن ناحية أخرى؛ أشادت "نسرين" بتجربتي "الباب الأخضر، راجعين يا هوى"، لتقول عن ذلك: "في العملين تم الحفاظ فيهما على الروح التي يريد والدي تقديمها، واستمتعت بخروجهم للنور على النحو الذي قدموا عليه، فكانوا تجارب هائلة".