الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"دولة بهارات".. هل تودع الهند اسمها القديم؟

  • مشاركة :
post-title
علم الهند - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

إن الانتقال من "بهارات" إلى "الهند" كاسم شائع الاستخدام للبلاد له تاريخ مُعقد، شكلته عوامل مختلفة بما في ذلك التنوع اللغوي والاستعمار والتغيرات السياسية. فالهند هي دولة ذات تاريخ عريق وتراث ثقافي غني، و"لكن هل يعكس اسمها هذه الحقائق؟" هذا هو السؤال الذي يطرحه بعض السياسيين والمواطنين الهنود الذين يدعون إلى إعادة تسمية البلاد باسم "بهارات"، وهو مصطلح قديم يستخدم للإشارة إلى شبه القارة الهندية.

وفي هذا الصدد، قدمت الهند طلبًا للمحكمة العليا في نيودلهي لتغيير اسمها إلى "بهارات" لأن التسمية تعود لحقبة الاستعمار البريطاني.

أهمية تاريخية

إن اسم "بهارات" له مدلول تاريخي يرجع إلى آلاف السنين، فبالنظر إلى التماثيل القديمة والكتب المقدسة والنصوص الهندية جميعها استخدمت "بهارات" للإشارة إلى شبه القارة الهندية. كما أنها ارتبطت بالإمبراطور الأسطوري المذكور في الملاحم الهندوسية مثل ماهابهاراتا"، حسبما ذكر موقع "تايمز أوف إنديان.

تأثير استعماري

خلال الحكم الاستعماري البريطاني للهند، استخدم البريطانيون "بهارات" للإشارة إلى شبه القارة الهندية في الفترة من 1757 إلى 1947، ويعتبر هذا المصطلح مشتقًا من نهر السند، الذي كان يمثل الحدود الغربية للهند البريطانية.

أسباب تغيير الاسم

يقول المدافعون عن تغيير اسم الهند إلى "بهارات"، إن كلمة "الهند" هي موروث استعماري يرمز إلى العبودية والاستبداد، وأنها لا تحترم التنوع والتعددية التي تتمتع بها البلاد. وفقًا لهم، كانت كلمة "الهند" مشتقة من نهر "السند"، والذي سمي به بواسطة المستكشفين الفرس والإغريق، ولكن لا يغطي هذا المصطلح جميع أجزاء البلاد أو جميع شعوبها.

بالإضافة إلى ذلك، يزعم البعض أن كلمة "الهند" تستخدم لإظهار التفضيل للثقافة والديانة الهندوسية على حساب الثقافات والديانات الأخرى الموجودة في البلاد.

بالمقابل، يرون أن كلمة "بهارات" هي اسم أصيل للبلاد، وأنه يعكس تاريخها وتراثها الثقافي. حيث كانت كلمة "بهارات" مستخدمة في المصادر التاريخية والدينية منذ قرون، وأنها تُشير إلى "أرض المحروقات" أو "أرض التوابل"، والتي تبرز ثروة وجمال البلاد.

كما يرون أن كلمة "بهارات" تشمل جميع أجزاء وشعوب البلاد، وأنها تحترم التعايش والتآخي بين مختلف المجتمعات.

آثار تغيير الاسم

إذا تم تغيير اسم الهند إلى بهارات، فإن ذلك سيكون له آثار قانونية وسياسية واجتماعية. فمن الناحية القانونية، سيتطلب ذلك تعديلًا دستوريًا لإزالة كلمة "الهند" من الدستور واستبدالها بكلمة "بهارات". كما سيتطلب ذلك تغيير الوثائق والعلامات والرموز الرسمية للبلاد، مثل جوازات السفر والعملة والعلم والنشيد الوطني. ومن المحتمل أن يكون هذا التغيير مكلفًا ومعقدًا، وقد يستغرق وقتًا طويلًا لتنفيذه.

أما من الناحية السياسية، قد يؤدي تغيير اسم الهند إلى بهارات إلى تأثير على العلاقات الخارجية للبلاد، خاصة مع الدول المجاورة والشركاء التجاريين. فقد يحتاج البلد إلى إعادة التفاوض على بعض الاتفاقات والمعاهدات مع الدول الأخرى لتحديث اسمه. كما قد يواجه البلد صعوبة في الترويج لنفسه كوجهة سياحية أو استثمارية، إذ قد يكون اسمه الجديد غير مألوف أو مربك للكثير من الناس.

ومن الناحية الاجتماعية، قد يؤدي تغيير اسم الهند إلى بهارات إلى التأثير على هوية وانتماء المواطنين، خاصة الأقليات. فقد يشعر بعض المواطنين بالفخر والانتماء لاسم جديد يعبر عن تاريخهم وتراثهم، بينما قد يشعر آخرون بالغضب أو الإحباط لفقدان اسم قديم يربطهم بالعالم. وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى تفاقم التوترات أو المشكلات بين المجتمعات المختلفة في البلاد، إذ قد يفسر بأنه محاولة لفرض هوية معينة على حساب أخرى.

ردود الفعل

بعد الأنباء التي تم تداولها بشأن تغيير اسم "الهند" إلى "بهارات"، تباينت ردود فعل المواطنين فالبعض يؤيدون هذه الفكرة ويرون فيها فرصة لإظهار حبهم لبلدهم وإحياء تاريخهم. وبعضهم يستخدم هذا المصطلح بالفعل في حديثهم أو كتاباتهم، أو يطالبون بإضافته إلى الخطابات الرسمية أو التحية الوطنية.

وفي هذا الصدد، علق راجاف تشادها، عضو البرلمان السابق في تغريدة عبر حسابه الرسمي على "إكس"، قائلًا: "أثارت الخطوة الأخيرة التي اتخذها حزب بهاراتيا جاناتا لتغيير الإشارة من "رئيس الهند" إلى "رئيس بهارات" في الدعوات الرسمية لقمة مجموعة العشرين الدهشة، وأشعلت نقاشًا عامًا. كيف يمكن لحزب بهاراتيا جاناتا أن يضرب "الهند"؟ البلد لا ينتمي إلى حزب سياسي. إنه ينتمي إلى 135 كرور هندي. إن هويتنا الوطنية ليست ملكية شخصية لحزب بهاراتيا جاناتا يمكن تعديلها حسب أهوائهم".

كما أعرب رئيس وزراء ولاية أسام، هيمانتا سارما، عن دعمه للفكرة، مُشيرًا إلى أن مستقبل الهند قد يكمن في "جمهورية بهارات". وأكد اعتزازه بالتراث الحضاري للأمة ومسيرتها إلى الأمام نحو "العصر الذهبي".