فاجأ الرئيس الصيني شي جين بينج، قادة قمة العشرين، بعدم حضوره إلى الهند، لحضور الاجتماعات التي تعقد في العاصمة نيوديلهي، وهي المرة الأولى التي يغيب فيها عن القمة، في الوقت الذي حضر فيه افتراضيًا خلال قمة روما التي تزامنت مع جائحة كورونا.
لن يسافر رئيس الدولة وزعيم الحزب الصيني شي جين بينج إلى الهند لحضور قمة مجموعة العشرين، التي من المقرر انطلاقها في التاسع من سبتمبر، بحسب صحيفة "دي تسايت" الألمانية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية إن رئيس مجلس الدولة لي تشيانج سيرأس الوفد الصيني.
ولم يتم في البداية تحديد سبب عدم حضور الرئيس الصيني إلى القمة، إلا أن البعض أرجع ذلك لتوتر العلاقات والنزاع الحدودي بين البلدين.
وكانت الهند أول دولة تعترض على خريطة الصين، عندما قدمت احتجاجًا قويًا على إضافة ولاية "أروناجل برديش" الهندية ومنطقة أكساي تشين المتنازع عليها إلى أراضي الصين.
توتر العلاقات بين بكين ونيوديلهي
وتشهد العلاقات بين الدولتين الأكثر اكتظاظًا بالسكان في العالم على منطقة جنوب التبت وشرق الهند على التوالي.
تسمى الصين المنطقة "زانجنان"، وفي الهند تسمى " أروناجل برديش"، ويدعي كلاهما السلطة هناك ولهما آراء مختلفة بشأن الحدود في جبال الهيمالايا على ارتفاع 4500 إلى 5500 متر.
وأدى نزاعهما إلى حرب قصيرة في الستينيات فازت بها الصين، وفي صيف 2020، هاجم جنود من الجانبين بعضهم البعض في المنطقة الحدودية في أسوأ حادث من نوعه منذ عقود.
وفي الآونة الأخيرة، أثار إصدار خريطة رسمية تظهر ملكية الصين للمناطق البرية والبحرية المتنازع عليها استياءً إضافياً من جانب العديد من الدول.
وفور إعلان لرئيس الصيني عدم حضور قمة العشرين في الهند، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن الأحد عن خيبة أمله من غياب نظيره الصيني.
تأمين قمة العشرين
أعلنت الهند نشر نحو 130 ألفًا من أفراد الأمن في موقع استضافتها لقمة مجموعة العشرين في نيودلهي هذا الشهر، وهو حدث من شأنه أن يبرز مكانة رئيس الوزراء ناريندرا مودي وبلاده على الساحة العالمية.
وقائمة حضور القمة التي تستمر يومين وتبدأ في التاسع من سبتمبر تضم أبرز شخصيات تستضيفها الهند في تاريخها ومنهم الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك.
كما ستشهد القمة حضور الأمين العام للأمم المتحدة والمديرة العامة لصندوق النقد الدولي ورؤساء البنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية ومنظمة الصحة العالمية.
ومن المقرر أيضا أن تغلق الحكومة جزئيا المدينة التي يقطنها نحو 20 مليون نسمة خلال القمة إذ طلبت من المدارس والإدارات الحكومية والأعمال الإغلاق لمدة ثلاثة أيام.