على مدار الأسابيع القليلة الماضية، نفذت روسيا عدة ضربات بطائرات بدون طيار ضد المواني الأوكرانية على نهر الدانوب خلال الأسابيع القليلة الماضية، وصفتها المخابرات البريطانية في تقرير لها، بأنها رسالة روسية لإجبار الشحن الدولي على وقف التجارة عبر المواني.
ضربات بالقرب من أراضي الناتو
وضربت الطائرات الروسية، أمس الأحد، أهدافًا على بُعد 200 متر من الحدود الرومانية، ما يعني أن موسكو تجرأت على شن ضربات بالقرب من أراضي الناتو، بحسب وكالة الصحافة الأوروبية.
وجاءت الهجمات الروسية قبل يوم من لقاء فلاديمير بوتين، رئيس روسيا، بنظيره التركي، رجب طيب أردوغان، لإحياء اتفاق تصدير الحبوب، بحسب وكالات.
واعتبارًا من 18 يوليو 2023، أعلنت روسيا انسحابها من "اتفاق الحبوب" الذي أبرم بين موسكو وكييف العام الماضي بوساطة تركية وأممية، الذي يسمح بالمرور الآمن للحبوب الأوكرانية في مواني البحر الأسود.
وبعد انسحاب روسيا من اتفاق البحر الأسود، اتجهت الصادرات الأوكرانية إلى طرق بديلة عبر مواني الدانوب والطرق والسكك الحديدية وبعض المنشآت التي تقع على حدود رومانيا وبلغاريا العضوين في حلف شمال الأطلسي.
هجمات صاروخية واسعة النطاق
في المقابل، كثّفت روسيا هجماتها الصاروخية واسعة النطاق على محيط نهر الدانوب ومنطقة أوديسا، ما أدى إلى تدمير مخازن الحبوب وبعض المنشآت الصناعية، بحسب وكالات.
وأمس الأحد، قالت القوات الجوية الأوكرانية إن 25 طائرة روسية بدون طيار استخدمت في هجمات ليلية على منطقة أوديسا، وتم إسقاط 22 منها.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إنها استهدفت منشآت تخزين الوقود في ميناء ريني الأوكراني المستخدم لإمداد الجيش الأوكراني، وأضاف البيان الروسي أن الهجوم كان ناجحًا، وتم "تحييد جميع الأهداف المحددة".
ومنذ أيام، أعلنت وزارة البنية التحتية في أوكرانيا توقعاتها بوصول حجم حركة البضائع بمواني الدانوب إلى 20 مليون طن في عام 2023.
أزمة غذاء ومجاعة عالمية
واتهم أحد مساعدي فولوديمير زيلينسكي الرئيس الأوكراني، "الكرملين" بمحاولة خلق "أزمة غذاء" من خلال الهجمات.
وقال المساعد أندريه ييرماك عبر تطبيق "تليجرام": "إن الروس يواصلون مهاجمة البنية التحتية للمواني على أمل أن يتمكنوا من إثارة أزمة غذاء ومجاعة في العالم".
ويسعى أردوغان لإكمال دور الوسيط من خلال إقناع موسكو بالانضمام مرة أخرى إلى "اتفاق الحبوب".
لكن سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي، صرّح في وقت سابق، بأن بلاده ستكون مستعدة للانضمام مرة أخرى إلى الاتفاقية بمجرد أن ترى ضمانات بتنفيذ الفوائد التي وعدت بها روسيا.
ومن بين تلك الشروط التي تنتظر روسيا الالتزام بها، رفع القيود عن صادراتها الغذائية والأسمدة المحظورة، كجزء من العقوبات الغربية على موسكو.