تشارك دولة فلسطين في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي بعرض "فنتولين العودة"، ضمن فعاليات المهرجان، الذي انطلق الجمعة الماضي ويستمر حتى 9 سبتمبر الجاري.
واستطاعت الفنانة الفلسطينية بيان شبيب بطلة وكاتبة العمل، أن تعبر عن تجربة أسرتها كلاجئين فلسطينيين في هذا العرض، ومعاناتها من صدمة نفسية جرّاء تنقلها بين البلدان كلاجئة وحلم العودة للوطن الذي تحقق لاحقًا، لتقول في حديثها لموقع "القاهرة الإخبارية": "العرض مونودراما يمثل تجربة ذاتية لي، صغته ونسخت خيوطه، وهو مبني على السيرة الذاتية وتجربة شخصية لي ولعائلتي في الشتات، إذ ولدت في بيروت وتنقلت إلى سوريا وقبرص وتونس وثم بعد ذلك عدت إلى فلسطين بعد اتفاقية أوسلو".
يمثل كل أبناء الحروب
على الرغم من أن العرض يمثل تجربة شخصية لبطلته، التي استطاعت أن تُخرج فيه مشاعرها ومعاناتها على مدار سنوات طويلة، إلا أنه يُعبر أيضًا عن الكثير من الفلسطينيين، لتقول عن ذلك: "فكرة العرض مبنية على الاغتراب المستمر باعتبارها محور العمل المسرحي الذي أقدمه وهو يتقاطع مع كل حكاية لأبناء الحروب فهو لا يخص الفلسطينيين فحسب بل كل لاجئ في الوطن العربي، وكل المتضررين من أبناء الحروب واللاجئين".
بُعد نفسي
تَطرُّق شبيب على وتر المشاعر وتتخذ المسرحية عمقًا نفسيًا لتصل لمكنون الشخصية الفلسطينية، لتقول عن ذلك: "أرصد من خلال العرض الحالة السيكولوجية التي يمر بها اللاجئ وبحثه المستمر عن الوطن وصراعه مع الانتماء بأماكن تُفرض عليه أحيانًا وعيشه في اغتراب مستمر".
معاناة من التروما
وأشارت إلى أنها كتبت العرض المسرحي خلال فترة جائحة كورونا، لتستغل فترة انتشار الفيروس وعدم الخروج من المنزل في كتابته، قائلة: "كتبت العمل خلال جلوسي بالمنزل وانعزالي بسبب جائحة كورونا، وجاء نتيجة خضوعي لعلاج نفسي إذ عانيت من التروما "صدمة نفسية" لفترة طويلة من حياتي، وحاولت أن أرصد تجربتي من التروما ومعاناتي من مرض الربو وعلاقتي المستمرة مع البخاخة، وهي جزء من صدمة تعرضت لها في طفولتي بسبب الشتات والحرب ومشاهدتي لمشاهد حرب لوقت طويل، فالعمل كان نتيجة تجربة شخصية مررت بها ثم حولتها لنص مسرحي".
مشاركة للمرة الثانية
لم تكن هذه المرة الأولى التي تشارك فيها بيان شبيب بمهرجان المسرح التجريبي، إذ قالت إنه سبق لها المشاركة في المهرجان أول مرة، عام 2006، لتكررها مرة ثانية هذا العام، مُعلنة امتنانها وسعادتها بتواجدها بين أحضان مصر.
