الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

رغم تأهب الحكومة.. مواطنو تايوان لا يأبهون بالتهديدات الصينية

  • مشاركة :
post-title
سوق مزدحم في تايوان رغم التهديدات الصينية

القاهرة الإخبارية - آلاء عوض

رغم أن الجيش التايواني يعزز قدراته استعدادًا لحرب مستقبلية محتملة مع الصين، لا يأبه مواطنو الجزيرة للتهديدات شبه اليومية التي تطلقها "بكين" باستخدام القوة العسكرية لضم الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي والتي تعتبرها جزءًا من أراضيها وفق مبدأ "صين واحدة".

ومع استمرار اختراق المقاتلات الصينية لمنطقة الدفاع الجوي التايوانية، لا يبد مواطنوها أي اهتمام لذلك التهديد، وتواصل الجزيرة نشاطها اليومي دون أي تغيير.

تهديدات صينية غير مجدية

ونقلت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، عن آندي هوانج، وهو صاحب مطعم في العاصمة تايبيه، قوله: "لم تعد التهديدات العسكرية القادمة من البر الرئيسي تخيفني، فأنا أسمع عن غزو الصين لنا منذ 30 عامًا".

في السياق ذاته، أعربت كوكو وانج، عن انتمائها للصين لكنها تعتبر نفسها تايوانية، موضحة أن أجدادها جاءوا إلى تايوان ضمن الفارين من الحرب الأهلية الصينية عام 1949، ومع ذلك ظلوا على اتصال مع أقاربهم في الصين، وتتذكر فصول الصيف التي كانت تسافر فيها عبر المناطق الريفية في البلاد مع والديها.

ورغم انجذاب "وانج" نحو الصين، اعترفت بأنه ليس من الممكن تمامًا ترك السياسة على الباب عند العمل هناك. وكان زملاؤها في شنغهاي يطلقون عليها أحيانًا اسم "الانفصالية التايوانية".

وفي غضون ذلك، علقت الفتاة التايوانية على هذا الاسم بـ"نحن مستقلون بالفعل، وتايوان ستظل تايوان"، ويعد هذا الرأي هو الأكثر انتشارًا في الجزيرة. 

ومنذ بدء الاقتراع في تسعينات القرن الماضي، قالت الأغلبية في تايوان إنها تفضل الوضع الراهن، رافضة كلا الاقتراحين للتوحيد مع البر الرئيسي أو الإعلان الرسمي للاستقلال، الذي قد يعني الحرب.

جذب الشباب التايواني إلى البر الرئيسي

وفي حين تشير استطلاعات الرأي إلى أن معظم مواطني تايوان يرفضون الانضمام إلى الصين، أعرب آخرون عن انجذابهم إلى الاقتصاد الديناميكي لجارتهم الكبرى، ولغتها وثقافتها المشتركة.

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية ذكرت منذ أسابيع أن الصين تركز على استخدام الأسلحة الناعمة لجذب قلوب وعقول مراهقي تايبيه، الذين يتطلعون إلى حياة أفضل في البر الرئيسي الصيني، بواسطة "تطبيقات التواصل" التي تروج لحياة أفضل في الصين.

وفي سياق متصل، أفادت مجلة"الصين اليوم" منذ سنوات بأن الحكومة الصينية تتبع سياسة واضحة ومعلنة حيال الشعب التايواني، تمنحهم بموجبها أولوية في سوق العمل والدراسة لدمجهم في المجتمع الصيني، خاصة في ظل الروابط التاريخية والثقافية واللغوية التي تجمعهما.

زيارة بيلوسي والغضب الصيني

على المستوي السياسي، تسارع حكومة تايوان لمواجهة الصين، إذ اشترت بما يقرب من 19 مليار دولار معدات عسكرية من الولايات المتحدة، ومددت التجنيد العسكري للرجال ليكون عامًا، ابتداء من عام 2024.

وكانت بكين كثفت ضغوطها العسكرية على تايبيه وزادت من نبرتها الحادة منذ زيارة نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأمريكي السابقة، الجزيرة، وهي الأولى لمسؤول أمريكي بارز لتايوان التي تعتبر نفسها دولة ذات سيادة، منذ أكثر من 25 عامًا، بحسب وكالات.

مساعدات تثير حفيظة الصين

ولم يخجل السياسيون في الجزيرة من دق ناقوس الخطر، إذ قالت رئيستها تساي إنج وان، الشهر الماضي، في نصب تذكاري للحرب لإحياء ذكرى آخر قتال بين تايوان والصين: "من أجل الحفاظ على السلام، نحتاج إلى تعزيز أنفسنا".

وينبع الغضب الصيني من المساعدات الأمريكية وخصوصًا العسكرية منها لتايوان التي تعتبرها الصين جزءًا من أراضيها وستضمها إليها بالقوة إذا لزم الأمر، فيما تنظر إليها الولايات المتحدة ككيان مستقل وتدعمها بالسلاح.

والثلاثاء الماضي، أبلغت الخارجية الأمريكية، عن حزمة مساعدات عسكرية لتايوان بقيمة 80 مليون دولار، وهي شحنة صغيرة مقارنة بصفقات السلاح الأخيرة لواشنطن مع تايبيه، لكنها الأولى بموجب برنامج التمويل العسكري الأجنبي الذي يمنح الدول ذات السيادة قروضًا أو منحًا للتسلح، وهو ما أثار حفيظة الصين.

مقاتلات صينية في نطاق الدفاع الجوي التايوانية