في ظل تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين، بسبب تايوان والقيود التجارية، يتنامى النفوذ الصيني في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ولذا تسعى واشنطن إلى كبحه والحفاظ على مصالحها عن طريق تشكيل تحالفات جديدة أو تعزيز التحالفات القائمة في منطقة آسيا، خاصة مع الفلبين وأستراليا وتايوان.
وفي هذا الصدد، عززت الولايات المتحدة الأمريكية مساعدتها العسكرية إلى تايبيه، إذ وافق الرئيس الأمريكي جو بايدن لأول مرة على إرسال أسلحة بشكل مباشر إلى تايوان، وهو الأمر الذي اعتبرته الصين تهديدا لنفوذها واستقرار المنطقة.
صفقة أسلحة
ووافق "بايدن"، أمس الخميس، على إرسال معدات عسكرية أمريكية بشكل مباشر إلى تايوان، في إطار ما أطلق عليه "برنامج مساعدة يستهدف الحكومات الأجنبية".
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية، أبلغت الكونجرس، يوم الثلاثاء، بتزويد تايوان بحزمة عسكرية قيمتها 80 مليون دولار.
وخلال اجتماع عقد اليوم مع رئيسة تايوان، قال نائب رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأمريكي روب ويتمان، إن الولايات المتحدة لديها "التزام" بالوفاء بـ19 مليار دولار من مبيعات الأسلحة المؤجلة إلى تايوان.
وتعهد ويتمان، الذي كان يرافقه أربعة مشرعين جمهوريين آخرين، بتقديم الدعم الأمريكي للجزيرة.
الصين: لا تستهينوا بقوتنا
فيما وصف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الصينية، وانج وينبن، اليوم الجمعة، القرار الأمريكي بأنه انتهاك لمبدأ "صين واحدة"، كما أنه يتعارض مع البيانات الثلاثة المشتركة بين واشنطن وبكين التي حاول الطرفان خلالها التقليل من التوتر بين البلدين، بحسب صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية.
ومن جهتها، علقت وزارة الدفاع الصينية، قائلة: "لا تستهينوا بإرادة وعزيمة الشعب الصيني.. سنتخذ كل الإجراءات اللازمة ضد أي تدخل أجنبي يهدد سيادتنا".
كما اعتبرت الخارجية الصينية هذه الخطوة، تهديدًا للسيادة والمصالح الأمنية لبكين، وعمل استفزازي للسلام والاستقرار في مضيق تايوان. وطالبت الجانب الأمريكي بالتوقف عن إثارة التوترات بالمنطقة.
ونصح الناطق باسم الخارجية الصينية واشنطن بالتوقف الفوري عن إبرام أي معاهدات دفاعية أو صفقات عسكرية مع تايوان، وعدم دعم القوى الانفصالية الساعية للاستقلال عن الوطن الأم.
تغييرات جذرية في جيش تايوان
في إطار التحديات الكبيرة التي تشهدها تايوان والتهديدات العسكرية الصينية المتزايدة، بدأت تايوان في إحداث تغيرات جذرية بالجيش، وأعلنت وزارة الدفاع اليوم الجمعة، إن عدد المجندين في الخدمة العسكرية الإجبارية لمدة عام واحد سيرتفع من 9100 إلى 53600.
كما كشفت الدفاع التايوانية عن خمسة أنواع من الطائرات التجارية بدون طيار "مسيرات"، والتي من المقرر شراؤها لتجهيز القوات الجوية والبحرية.
وفي هذا الصدد، أعلنت نائبة الحزب الديمقراطي التقدمي التايواني، تساي إنشي، في مؤتمر صحفي، إن عام 2024 سيشهد تغييرات كبرى في مجالات مختلفة نظرًا للضغوط التي تمارسها الصین على جزيرة تايوان، ومن ضمن هذه التغییرات، إنشاء كتیبتین جدیدتین وإضافة 10 ألویة احتیاط، إلى جانب تحديد مدة التجنید في الخدمة العسكریة الإجباریة بعام کامل.
كما أشارت إلى أن تایوان ستتسلم دفعة أولى من 38 دبابة أمریکیة من طراز M1A2.
أمريكا تحاول محاصرة الصين
أظھر المسؤولون الأمریکیون اھتمامهم ببناء محطة بحریة للأغراض المدنية في جزر الفلبين الشمالية، وفقًا لما أفادت به حاكمة المنطقة واثنان من المسؤولين لوكالة رويترز، ستسھم هذه الخطوة في تحسین قدرة أمريكا على الوصول إلى جزر ذات موقع استراتیجي تطل على تایوان. مما قد یزید من التوتر في ظل التصعيد مع الصين.
وتعتبر قناة "باشي"- تقع بين جزيرة تابعة للفلبين وأخرى لتايوان- طریقًا مائيًا مهمًا في حالة هجوم الصین على تايوان، إذ أكدت وزارة الدفاع التایوانیة، سابقًا، أن الجيش الصيني يستخدم بشكل منتظم سفنًا وطائرات عبر القناة لتهديد الجزيرة.