رغم الزيارات الأمريكية المكثفة التي أجراها مسؤولون رفيعو المستوي إلى الصين في الآونة الأخيرة، من أجل تهدئة التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم، إلا إن التوترات تفاقمت على عكس المتوقع.
وكثفت الصين وجودها ونفوذها في منطقة المحيط الهندي والهادئ، ولم يقتصر الأمر عند ذلك الحد بل عززت بكين وجودها العسكري ومناورتها حول جزيرة تايوان، التي تعتبرها جزء من أراضيها.
ومن جهتها، أقامت أمريكا تحالف ثلاثي مع كوريا الجنوبية واليابان بهدف مواجهة التحديات الأمنية المشتركة في منطقة المحيط الهادئ، وكبح التقدم الصيني. بالإضافة إلى ذلك، تسعي واشنطن أيضًا لإقامة شراكة عسكرية مع أستراليا لبناء جيل جديد من الغواصات النووية، الأمر الذي أثار غضب بكين واعتبرته زعزعة لاستقرار المنطقة.
تطويق تايوان
تداولت مواقع التواصل الاجتماعي الصينية، اليوم الجمعة، خريطة تظهر تطويق الجيش لجزيرة تايوان من كل الجهات، حيث كثفت الصين في شهر أغسطس الماضي، مناوراتها ووجودها العسكري حول تايبيه، التي نددت في أوقات كثيرة بمرور طائرات صينية داخل أراضيها.
واستخدم الجيش الصيني أحدث التقنيات العسكرية في تلك المناورات منها، طائرات "سو 30" و"جيه 10" بالإضافة إلى طائرات مضادة للغواصات، وطائرات مسيرة وطائرات إنذار مبكر وقاذفات قنابل.
وكان أكبر اختراق من قبل الجيش الصيني لتايوان، هو مرور 42 طائرة عسكرية تابعة لبكين الخط الأوسط للمضيق في وقت سابق هذا الشهر.
تايوان: لن نستسلم
ومن جهتها؛ أدانت تايوان المناورات الصينية واعتبرتها انتهاكًا للمياه الإقليمية والمجال الجوي للجزيرة، وتهديدًا للأمن القومي والنظام الدولي.
وردًا على تلك التهديدات، نشرت تايوان قواتها الجوية والبحرية لمراقبة ومواجهة التحركات الصينية، وطالبت بضبط النفس والحوار.
كما شكرت تايبيه الولايات المتحدة والدول الأخرى التي أعربت عن دعمها وتضامنها مع تايوان في مواجهة التهديد الصيني، مؤكدة حقها في الدفاع عن سيادتها وحريتها، وأنها لن تستسلم للضغوط أو الترهيب من قبل الصين.