ـ حقيبتي الفنية تحمل أعمالًا في مصر وسوريا ولبنان وأستراليا والأردن
ـ أتحمس لشخصيات بها متسع من الخيال والحركة
ـ المسرح العراقي له خصوصية ولهجتنا المحلية تعيق انتشار مسلسلاتنا
ـ فرقة ناجي عطا الله بوابة دخولي للدراما المصرية وأعتز بدور السلطان مراد
ـ أحضر لمسرحية "البرتقال" وفيلم "الغربان"
تنقل الممثل العراقي باسم قهار، بين بلدان عربية وأجنبية كثيرة، وامتزجت داخله ثقافات مختلفة عاشها وتعامل معها عن قرب، ليكتسب خبرات وتجارب حياتية لها تأثير كبير على مسيرته الإبداعية، إذ أصبح لديه رؤى عدة ليست في مجال الفن فقط بل في عوالم مغايرة، وخلقت له فرصًا للتعبير عن الكثير من القضايا، ولكن بنيته الذهنية والنفسية احتفظت بكونه عراقيًا، مع حب وارتباط شديد بالبلدان العربية التي زارها أو مكث فيها سنوات.
المسرح العراقي الذي تخرج فيه العديد من المبدعين أصحاب الإنجاز البارز، كان بوابة تعلق الممثل العراقي باسم قهار بالفن، منذ أن كان طالبًا بالمدرسة، إذ قال في حواره لـ "القاهرة الإخبارية": اكتشفت تعلقي به مبكرًا، ما جعلني ألتحق بالدراسة الأكاديمية المتعلقة بالإخراج المسرحي، وأصبحت خشبة المسرح بمثابة بيتي الذهني والخيالي، وشعرت بأنه مصدر التعبير عن ذاتي وعن العالم، واكتشفت موهبتي منذ صغري في المدرسة عندما كنت ألقي التقرير الصباحي في الإذاعة المدرسية، وأيضًا كان أساتذتي يطلبون مني تجسيد شخصيات تاريخية، لذلك ترسخ لدى الجميع قناعة داخلية بأنني أتمتع بحس فني وأنا ما زلت طالبًا في المرحلة الإعدادية، وهذا جعلني أتخذ خطوة التمثيل الاحترافي بأكاديمية الفنون.
المسرح العراقي
وعن المشكلات التي واجهت باسم قهار في المسرح العراقي قال: "خرجت من العراق منذ 32 عامًا ولم أعمل كثيرًا في بلادي، وأخرجت 3 مسرحيات فقط، وخرجت من العراق لكي أبحث عن أفق وعالم آخر، وليس لدي اتصال بالمسرح العراقي منذ خروجي منه، وحقيبتي تحمل أعمالًا في سوريا ولبنان وأستراليا والأردن وبعض الدول الأخرى، وأخرجت أكثر من 20 عملًا خارج العراق".
وتابع: المسرح العربي متقارب بطريقة تفكيره وخطابه وتواصله وسماته الفنية، ولكن نجد المسرح العراقي نوعًا ما لديه بعض الخصوصية مثل المسرح التونسي، بأننا نرى عناية في النص والإخراج وفي رؤى حديثة تتعامل مع الفن المسرحي، وأستطيع القول إن الفن العراقي تراجع في المسرح والفنون بشكل عام، وعن نفسي لدي نية العودة للإخراج في العراق مرة أخرى.
يهتم باسم قهار برأي الجمهور أكثر من المقالات النقدية، موضحًا: "الغرق للفكر النقدي وانتظار ما يقوله النقاد والحسابات الفنية المعقدة أصبحت بالنسبة للمسرح مقبولة، ولكن الفنون الأخرى مثل السينما والتلفزيون تعتمد أكثر على الجمهور".
الدراما المصرية
يعد باسم قهار أحد النجوم العرب الذين عبروا بوابة دخول الدراما المصرية بشكل مميز، إذ جاءته تجربته الأولى ولقاؤه مع الجمهور المصري من خلال تعاونه مع عادل إمام في مسلسل "فرقة ناجي عطالله" الصادر عام 2012، إذ قال: "رشحني المخرج رامي إمام بعدما شاهدني في مسلسل "سقوط الخلافة"، وعندما التقيت به تأكد بأنني الأنسب للدور الذي رشحني له، وهذا فتح لي بابًا كبيرًا للتمثيل في الدراما والسينما المصرية، إذ شاركت في أفلام ومسلسلات عدة، وأعتبر مسلسل" فرقة ناجي عطا الله" الخطوة الرئيسية الأولى لي بالدراما المصرية".
شارك باسم قهار في أعمال فنية تاريخية ومسلسلات سير ذاتية، لشخوص يعرفها الجمهور جيدًا اسمًا ولكن تفاصيلها الشكلية والشخصية غير معروفة، مثل دور والد نجيب الريحاني في مسلسل "الضاحك الباكي"، إذ قال: "جسدت شخصيات تاريخية كثيرة ولكني أميل لتمثيل السير الذاتية أو الشخصيات غير التاريخية وغير المعروفة للجمهور، لأن بها متسع من الخيال والحركة، لذلك أشعر أن الشخصيات التاريخية يجب أن تضع الممثل في نصابها ويلتزم بنص الشخصية وشكلها الخارجي وطريقتها، بينما الشخصيات المكتوبة بالخيال أكثر اتساعًا وقدرة على مفاجأة المشاهد".
وتابع: أقرب الشخصيات التي جسدتها لقلبي هي السلطان مراد في مسلسل "سقوط الخلافة" لأنها مكتوبة بشكل درامي عالي جدًا للكاتب يسري الجندي، وشخصية ستوري في مسلسل "فرقة ناجي عطالله" وأيضا دوري في المسلسل العراقي "بغداد الجديدة".
كما أوضح "قهار"، أنه على مدار الـ3 سنوات الماضية اختار العودة إلى الدراما العراقية بأعمال من بطولته المطلقة، إذ قال:" احتجت أن أعود بعد ما يقرب من 30 عامًا للجمهور العراقي، وهذا لا يمنعني من الاستمرار في العمل في مصر، وقدمت للتلفزيون العراقي آخر 3 سنوات مسلسلات "المنطقة الحمراء" إخراجي وبطولتي، ومسلسل "الدولة العميقة"، و"بغداد الجديدة" ومأخوذ عن رواية "الكونت دي مونت"، المكون من 10 حلقات، وتدور أحداث المسلسل حول صحفي يتقاعد ويتم توريطه في قضية مخدرات من قِبل شخصيات أصحاب نفوذ.
الدراما العراقية
الدراما العراقية لا تعبر حدودها المحلية لأسباب عدة، يذكرها باسم قهار قائلا: "اللهجة العراقية صعبة ولا تزال الدراما العراقية تُكتب بلهجتنا المحلية الخالصة، وليست منفتحة على المنافسة مع أعمال عربية أخرى، والنص المطروح لا يناسب فنيًا أي منتج عربي آخر، عدا آخر عامين هناك إنتاج فني جيد يدفع حول كيفية طرح مشكلة لماذا لا نستطيع تصدير دراما؟ ومن وجهة نظري فإن الظروف الحياتية تؤثر على جودة الإبداع، ولا تزال الحياة في العراق صعبة وتحتاج الكثير من الزمن لكي تصلح الدراما، عدا ذلك كل شيء متاح".
"موهبتي أكبر من الفرص التي حصلت عليها"، هكذا تحدث "باسم" عن ذاته موضحا: "موهبتي التي ظهرت في أعمال تلفزيونية وسينمائية، أكبر مما قدمته، ولكن في المسرح أجد أن موهبتي تأخذ فرصًا أعلى للتعبير والخيال، ولكن رغم أن بعض أدواري صغيرة في الدراما لكن لها حضور خاص وتركت بصمة لدى الجمهور".
وعن حضوره في الدراما التلفزيونية بشكل أكبر من شاشة السينما، أرجع السبب في ذلك إلى أن التلفزيون أكثر إنتاجًا من السينما، وأعماله في الشاشة الكبيرة قليلة رغم أنه يحب السينما أكثر من التلفزيون، بينما المسرح عشق خاص ويتمنى أن يتمكن يومًا من تحقيق حلمه في بناء مسرح خاص.
أعماله المقبلة
يحضر الفنان العراقي لإخراج عمل مسرحي بعنوان "برتقال" الذي فاز السيناريو الخاص به بجائزة أفضل نص في بغداد بمسابقة الهيئة العربية للمسرح.
كما يستعد لتصوير فيلم في مصر بعنوان "الغربان" إخراج ياسين حسن، ووصفه بأنه معقد للغاية واستغرق تصويره عامين، ويدور حول الحضارة الفرعونية والتحولات التي حدثت في السنوات الأخيرة، ويشارك في الفيلم عدد كبير من الفنانين، منهم عمرو سعد، حمادة هلال، عبد العزيز مخيون، إذ يجسد دور شخصية فرعونية وعالم يكتشف وسائل للدفاع عن الحضارة الفرعونية، ومن المقرر عرضه العام المقبل 2024.