لا تزال أصداء وفاة رئيس مجموعة فاجنر العسكرية الخاصة، يفجيني بريجوجين، تثير التساؤلات حول مصير الحرب الروسية الأوكرانية، ورغم انسحاب المجموعة في وقت سابق من العمليات العسكرية على خلفية التمرد، ظهرت مشكلة أخرى ترتبط بإمدادات الغذاء والإعاشة للقوات الروسية الموجودة على خط النار.
ووفقًا لموقع "فيرستكا" الإخباري الروسي، لا تزال الشركات المرتبطة برئيس مجموعة فاجنر -الذي قضى نحبه في تحطم طائرة مع 6 من قادة المجموعة الأسبوع الماضي- تسيطر بشكل كبير على إنتاج حصص الإعاشة وغيرها من المواد الغذائية للجيش الروسي.
وبعد أن أصبح رئيس فاجنر مالك مطعم بعد فترة قضاها في السجن، حصل على عقود لإعداد ولائم الكرملين وخدم بوتين شخصيًا، ليحصل بعدها على لقب "طباخ بوتين"، ثم أسس شركة كونكورد للتموين، والتي بدأت أعمالها بتزويد أطفال المدارس بالطعام قبل الحصول على عقد لإطعام الجيش الروسي.
وأشار التقرير إلى أن أكثر من نصف شركات تموين الطعام لوزارة الدفاع الروسية تُدار بواسطة شركات تابعة لرجل الأعمال الروسي، إذ إن ما لا يقل عن 18 من أصل 32 من موردي المواد الغذائية لوزارة الدفاع الروسية كانوا تحت سيطرة رئيس فاجنر، وكان 70% من إيرادات هذه الشركات خلال السنوات الثلاث الماضية تأتي من عقود تموين الجيش.
كشف التقرير عن أن الأرباح الصافية لشركات الطعام التابعة لبريجوجين ارتفعت بنسبة 89% في العام الأول من الحرب، إذ بلغت قرابة 4.4 مليار روبل، بينما ارتفعت أرباح 27 شركة أخرى تعمل مع وزارة الدفاع الروسية بنسبة تزيد عن 100% خلال نفس الفترة.
وبحسب التقرير، هناك أزمة أخرى مرتبطة بهذه الشركات تتمثل في اتهامات بتوريد الأطعمة الرديئة ونقص المؤن للقوات الروسية، إذ لا يقتصر دور هذه الشركات على توريد المنتجات الغذائية فحسب، بل تعد وجبات الطعام أيضًا وتقديمها مباشرة للجنود، مما جعل وفاة بريجوجين يثير تساؤلات حول ما سيحدث لإمبراطورية حصص الإعاشة، التي تزود القوات الروسية على خط المواجهة.
ورفعت وزارة الدفاع الروسية 560 دعوى قضائية ضد موردي الأغذية المرتبطين بـ"بريجوجين" في 2022، مطالبة بتعويضات بلغت قيمتها أكثر من 107 ملايين روبل، لتوريدهم مواد غذائية فاسدة وملوثة.
وأشار التقرير إلى أنه بالرغم من وفاة بريجوجين في حادث تحطم طائرته، لم تنقطع عقود شركاته عن وزارة الدفاع، بل إن أعداد الدعاوى القضائية التي ترفعها الوزارة ضد بعض تلك الشركات تزداد، مما يدل على استمرار التعامل التجاري بينهما.