لم تكن رحلة عادية لطائرة يفجيني بريجوجين قائد مجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة، التي تحطمت وأسفرت عن مقتله –بحسب الروايات الرسمية الروسية وإعلام تابع للمجموعة- إذ حملت على متنها بعضًا من أبرز قادة المجموعة، ما يعني أن صف القيادة الأول لها سقط في الانفجار، ما يضعها في مهب الريح.
وأظهرت قوائم الركاب أسماءً بارزة تربطها علاقة بالمجموعة العسكرية المنتشرة في عدة دول، مثل القائد ديمتري أوتكين اليد اليمنى لبريجوجين، إلى جانب 9 آخرين لقوا حتفهم إثر تحطمها قرب موسكو، بحسب ما أكدته السلطات الروسية وفق وكالة "تاس".
وكشفت التحقيقات الأولية أن "أوتكين" الذي يعتبر الرجل الثاني والمؤسس المشارك لمجموعة فاجنر منذ 2013، كان من بين ضحايا.
وذُكر أن الطائرة كانت متجهة إلى كالوجا لحضور مراسم تأبين أحد قادة فاجنر، ما يشير إلى أن باقي الركاب ربما يكونون من أفراد المجموعة أيضًا.
وبحسب ما نقلته صحيفة فونتانكا الروسية، كان على متن الطائرة سيرجي بروبوستين (44 عامًا)، الذي يعرف في الوسط العسكري باسم "كيدر"، وهو قناص متخصص يعمل مع مجموعة فاجنر منذ عام 2015.
ومن بين الركاب الآخرين كان ألكسندر توتمين (31 عامًا)، القادم من مدينة ألتاي في سيبيريا، لكنه كان يعيش في السنوات الأخيرة في مدينة سان بطرسبرج، ويشار إليه بأنه ممثل فاجنر في أفريقيا، بحسب موقع "ميروتفوريتس" الأوكراني.
كما ذكرت الصحيفة اسم فاليري تشيكالوف، (47 عامًا)، وهو رجل أعمال سابق مرتبط بالهياكل التجارية لبريجوجين، كما يعتبر المسؤول اللوجيستي للمجموعة، ويُزعم أنه مسؤول عن جهاز الأمن في المجموعة.
كما كان على متن الطائرة أيضا يفجيني ماكاريان (38 عامًا)، الذي ينحدر من مدينة ماجنيتو جورسك ويعمل مع فاجنر منذ عام 2016، حيث شارك في العمليات العسكرية خارج روسيا، وكان قبلها ضابط شرطة، أما نيكولاي ماتوسييف فلا تتوفر معلومات كافية عنه.
كيف ستتأثر فاجنر؟
ويرجح بعض المحللين أن وفاة كوكبة من كبار قادة وأعضاء مجموعة فاجنر ستضعفها كثيرًا، خصوصًا في ظل اعتماد روسيا عليها في الحرب ضد أوكرانيا خاصة في مهمة السيطرة الكاملة على مدينة باخموت الاستراتيجية قبل أن يعلن بريجوجين التمرد على قادة الجيش الروسي.
فيما تواصل السلطات الروسية تحقيقاتها لمعرفة أسباب وقوع الحادث، إلا أنها أكدت أنه ناجم عن عطل فني، بينما ترجح أوكرانيا أن تكون وراء إسقاط الطائرة.
وأعلنت هيئة الطيران الروسية، مقتل 10 أشخاص على متنها (سبعة ركاب، وثلاثة من أفراد طاقم الطائرة) كان على رأسهم رئيس مجموعة فاجنر "بريجوجين".
وظهر رئيس مجموعة فاجنر آخر مرة قبل أنباء مقتله، في مقطع فيديو مدته 40 ثانية على الإنترنت يوم الاثنين الماضي، وهو يرتدي ملابس مموهة ويحمل مسدسًا في يده، وكتب أن المقطع تم تسجيله في إحدى الدول الإفريقية.
وتنتشر على شبكات التواصل الاجتماعي حتى الآن تسجيلات فيديو يقال إنها تظهر الطائرة بعد تحطمها.
منذ عام 2022، يقاتل مرتزقة بريجوجين لصالح الدولة الروسية ضد أوكرانيا، وفي عام 2023، تمكنت قوة "فاجنر" من الاستيلاء على مدينة باخموت شرق أوكرانيا، بعد معركة استمرت تسعة أشهر، وفي يونيو الماضي انفصل بريجوجين عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وفي يونيو، دعا بريجوجين مقاتليه إلى السير نحو موسكو لأن القيادة العسكرية الروسية أمرت بشن هجوم على مقاتلي المجموعة، وسرعان ما أنهى التمرد ووافق على الذهاب إلى المنفى في بيلاروسيا مع مقاتليه، مقابل عدم محاكمتهم.
وفي نهاية شهر يوليو، في سانت بطرسبرج ظهر على هامش القمة الإفريقية مع ممثلين عن جمهورية إفريقيا الوسطى.