أمام هجمات أوكرانية مسيرّة وُصفت بالأكثر تأثيرًا، منذ بدء الصراع، بعد أن طالت ست مناطق على الأراضي الروسية، وألحقت أضرارًا ببعضها، ردت موسكو بهجوم مكافئ مضاد على كييف هو الأقوى منذ الربيع، وألمحت إلى أن الخيارات "استنفدت" بينما تلجأ كييف لـ "عبث مطلق" فهل يأخذ الصراع منحى جديدًا؟
عبث مطلق
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن محاولات أوكرانيا لمهاجمة الأراضي الروسية باستخدام طائرات بدون طيار ليلة الأربعاء تظهر "العبث المطلق" للوضع الذي تجد السلطات الأوكرانية نفسها فيه.
وعدّت زاخاروفا الهجوم الأخير بمثابة "سكرات الموت لنظام كييف" مضيفة "أدت الكراهية الطائشة والحقد وانعدام أي آفاق لتطورهم إلى توليد هذا النوع من النشاط الإرهابي"، وفق ما نقلت وكالة (تاس) الإخبارية الروسية.
وألمحت المتحدثة باسم الخارجية الروسية إلى أن كييف على ما يبدو "استنفدت الخيارات ببساطة".
أكبر هجمات كييف المسيرّة
وشنّت كييف في ساعة مبكرة من اليوم، أكبر هجماتها بطائرات بدون طيار على الأراضي الروسية منذ بدء الحرب، تضررت على أثرها ست مناطق بينها العاصمة موسكو. وأحد المطارات في مدينة بيسكوف شمال غربي البلاد.
وصرح أندريه يوسوف، ممثل مديرية المخابرات في وزارة الدفاع الأوكرانية، أن أربع طائرات نقل جوية استراتيجية وتكتيكية روسية من طراز إيل 76 تم تدميرها في أعقاب هجمات بطائرات بدون طيار ليلًا على مدينة بيسكوف الروسية.
قال يوسوف "نعم، نؤكد هذه المعلومات رسميًا. تم تدمير أربع طائرات من طراز إيل 76 ولا يمكن استعادتها. ولحقت أضرار بعدد قليل من الوحدات (الطائرات)". بحسب ما نقلت وكالة "أوكران فورم" الأوكرانية المحلية.
أقوى هجوم روسي منذ الربيع
بالمقابل، شنّت روسيا هجومًا كبيرًا بدورها، إذ أعلنت الإدارة العسكرية لكييف، اليوم، بأن الدفاعات الجوية دمرت أكثر من 20 طائرة مسيّرة وصاروخًا في سماء العاصمة الأوكرانية، ووصف الهجوم بأنه "الأكثر قوة" الذي يستهدف المدينة منذ الربيع.
وكتبت الإدارة العسكرية في كييف عبر حسابها على قناة تليجرام "لم تشهد كييف هجومًا بمثل هذه القوة منذ الربيع... بالإجمال، دمر أكثر من 20 هدفًا معاديًا بواسطة قوات الدفاع الجوي".
حرب ترتد على روسيا
وأمام هجماتها المسيرّة الأكبر في الأجواء الروسية، أكدت أوكرانيا أن "الحرب ترتد على روسيا".
قال مستشار الرئيس الأوكراني، ميخايلو بودولياك، إن الهجمات الأخيرة بطائرات بدون طيار في موسكو مؤشر على أن "الحرب تنتقل بشكل متزايد إلى الأراضي الروسية ولا يمكن إيقافها" بحد قوله في تصريح أوردته شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
وفي وقت سابق من الشهر الماضي، اضطرت روسيا إلى تحويل رحلات من مطار فينوكوفو الدولية، بعد أن تعرضت العاصمة موسكو لهجمات بطائرات مسيّرة، قالت روسيا إنها هجمات أوكرانية، فيما نفت الأخيرة مسؤوليتها عن ذلك الهجوم.
وكثفت أوكرانيا بشكل كبير، خلال الشهور الأخيرة، إنتاجها من الطائرات المسيّرة، مع زيادة الطلب عليها في الخطوط الأمامية خلال حربها مع روسيا.
وخففت حكومة كييف من قيود تفرضها قوانين الاستيراد وألغت الضرائب على قطع غيار الطائرات بدون طيار ومعداتها.
وشنّت موسكو منذ 24 فبراير الماضي، عملية عسكرية خاصة بدعوى تحرير إقليم الدونباس الانفصالي، ولضمان أمن حدودها بعد مساعي كييف الانضمام لحلف شمال الأطلسي، الأمر الذي اعتبرته موسكو يهدد أمنها. وطال أمد الصراع مع تدخل الغرب بقيادة الولايات المتحدة، لدعم كييف في مواجهة الهجوم الروسي، إذ وسعت موسكو من مجال عملياتها وضمت 4 مناطق أوكرانية هي خيرسون وزابوريجيا في الجنوب، ودونيتسك ولوهانسك في الشمال الشرقي، فيما تجابهها كييف بالهجوم المضاد مدعومة بالأسلحة الغربية.