منذ إعلان أوكرانيا تنفيذها للهجوم المضاد قبل قرابة شهرين، تسعى كييف لتنويع عملياتها ضد الجيش الروسي والقتال في أكثر من جبهة، وأخيرًا أصبحت القواعد العسكرية في روسيا هدفًا متكررًا لهجمات الطائرات دون طيار، بعد أن نفذت كييف الجوي الأكبر على روسيا منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية قبل نحو عام ونصف العام، بحسب موقع "إن تي في" الألماني.
ونفذت أوكرانيا هجومًا بطائرة دون طيار استهدف طائرات نقل تابعة للجيش الروسي، وتضررت عدة طائرات في قاعدة بسكوف الجوية، وبينما تُحمّل روسيا أوكرانيا المسؤولية، تشتبه الأجهزة السرية بموسكو في وجود عقول مدبرة وراء هذه الأفعال.
ولم يتضح من أين انطلقت الطائرات دون طيار، التي كان يتعين عليها لإصابة تلك الأهداف، في حال انطلاقها من أوكرانيا لا بد أن تقطع مسافة لا تقل عن 800 كيلومتر، عبر الأراضي الروسية أو البيلاروسية، ما دفع المخابرات البريطانية للاشتباه في أن المُسيّرات أُطلقت من قبل فرق التخريب بروسيا، لأن مثل هذه الطائرات دون طيار لن يكون لها مدى كافٍ للوصول إلى مطار سولزي إذا تم إطلاقها خارج روسيا.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، إن موسكو اعترضت مرة أخرى أربع طائرات دون طيار أوكرانية فوق منطقة بريانسك الحدودية، جنوب غرب البلاد، وتم إسقاط طائرة دون طيار أخرى فوق منطقة أوريول المجاورة.
خسائر موسكو
بحسب السلطات، أصيبت عدة طائرات نقل عسكرية ثقيلة بأضرار في هجوم بطائرة دون طيار على المطار في مدينة بسكوف شمال غرب روسيا، ونتيجة لهجوم المُسيّرة، تضررت أربع طائرات من طراز إليوشن إيل-76 واندلع حريق، وقال ممثل عن خدمات الطوارئ لوكالة "تاس" الروسية الحكومية، إن الحريق طال طائرتين.
وقال حاكم منطقة بسكوف، ميخائيل فيديرنيكوف، في قناته على "تليجرام"، إن الجيش صد هجومًا بطائرات دون طيار، وإنه بحسب المعلومات الأولية لم تقع إصابات في المطار، الذي يُعد موطنًا لطائرات النقل العسكرية التابعة للجيش الروسي، وتتمركز أيضًا فرقة مظلات في المدينة التي شاركت بالموجة الأولى من الهجمات على أوكرانيا، فبراير 2022.
استهداف المطارات
وصدت روسيا عدة هجمات أخرى بطائرات دون طيار أوكرانية، خلال الهجمات الليلية، بما في ذلك بمنطقة موسكو، وفي بريانسك وأوريل وفي خليج سيفاستوبول بشبه جزيرة القرم.
وهاجمت أوكرانيا العديد من المطارات العسكرية الروسية بطائرات دون طيار، في الأيام القليلة الماضية، ودُمرت قاذفة بعيدة المدى في قاعدة سولزي الجوية بمنطقة نوفجورود، وبسبب الهجوم على مدينة بسكوف القريبة من الحدود مع إستونيا، تحولت حركة الطيران في المنطقة.
أوكرانيا تعتزم زيادة إنتاج الأسلحة
ومن أجل تشديد الهجوم المضاد، يعتزم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، زيادة إنتاج بلاده من الأسلحة، وتعتمد أوكرانيا على إمدادات الأسلحة من الغرب، بالإضافة إلى ما تنتجه كييف بنفسها، بحسب موقع "إن تي في" الألماني.
بعد أكثر من عام ونصف العام من الحرب، أعلن زيلينسكي، زيادة قصوى في إنتاج الأسلحة لاستخدامها ضد العملية الروسية، بالإضافة إلى أسلحة المدفعية والذخيرة، موضحًا أنه يجب أيضًا تصنيع الطائرات دون طيار والصواريخ والمركبات المدرعة في البلاد.
وقال زيلينسكي: "نحن نزيد حجم الإنتاج إلى الحد الأقصى، وأوكرانيا قادرة على القيام بذلك، وصناعتنا الدفاعية ستحقق نتائج جيدة".
أعلنت القيادة الأوكرانية مرارًا وتكرارًا، خططًا لتحويل البلاد إلى واحدة من أكبر منتجي الأسلحة، وفقًا لزيلينسكي، فقد التقى ممثلي صناعة الدفاع، لبحث زيادة الإنتاج بشكل أكبر.
وتستخدم البلاد كميات هائلة من الذخيرة والأسلحة في هجومها المضاد لتحرير المناطق المحتلة، الذي يتباطأ منذ أسابيع، وتعتمد البلاد في المقام الأول على المساعدات العسكرية من الحلفاء الغربيين.
شتاء الحرب
وأكد زيلينسكي مرة أخرى أنه يجب على أوكرانيا أيضًا تهيئة الظروف للطائرات المقاتلة الجديدة، وتأمل كييف في التسليم المبكر للطائرات المقاتلة من طراز إف-16، التي أعلنت عنها هولندا والدنمارك والنرويج، لكن الآن يجب أيضًا إعداد البنية التحتية لاستيعابها.
وفي الوقت نفسه، أصدر زيلينسكي تعليماته للجيش بالاستعداد لفصل الشتاء، على سبيل المثال لحماية البنية التحتية للطاقة التي قصفتها روسيا مرارًا وتكرارًا في الماضي.