الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

هجمات كييف المسيّرة على موسكو.. "يأس" أم حرب ترتد تدريجيا على بوتين؟

  • مشاركة :
post-title
هجوم بطائرة مسيّرة على الكرملين

القاهرة الإخبارية - سمر سليمان

في الوقت الذي تكثف روسيا هجماتها على طول جبهات القتال مع أوكرانيا، في صراع طال أمده، توالت ضربات كييف المسيّرة صوب موسكو هذا الشهر، في تحول عدّه زيلينسكي "حرب ترتد تدريجيًا" على روسيا ووجدته الأخيرة "أعمالًا يائسة".

أعمال يائسة

قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن محاولات أوكرانيا لمهاجمة موسكو بطائرات مسيّرة "أعمال يأس".

وشبّه متحدث الكرملين، في تصريحات صحفية أدلى بها اليوم الاثنين، هجمات كييف باستخدام الطائرات بدون طيار بـ "الضربات الإرهابية"، مؤكدًا أن موسكو تعتمد الآن إجراءات أمنية من شأنها تقليل مخاطر هذا النوع من الهجمات.

يأتي ذلك بعد أن حاولت كييف شن العديد من الهجمات على الأراضي الروسية بالطائرات بدون طيار خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس الأحد، إسقاط ثلاث طائرات مسيّرة فوق موسكو و25 طائرة أخرى فوق شبه جزيرة القرم التي ضمتها في عام 2014.

حرب تعود إلى موسكو

وفي أعقاب محاولات كييف شن الهجوم المسيّر على موسكو، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن أوكرانيا تنجح في ساحة المعركة وأن الحرب "تعود تدريجياً" إلى الأراضي الروسية.

وعلى صعيد جبهة القتال في أوكرانيا، أصاب قصف روسي منطقة سكنية وجامعة في كريفي ريه، خلّف ستة قتلى، وأصيب أكثر من 70 شخصًا، بحسب تصريحات أدلى بها رئيس مجلس الدفاع في المدينة، أولكسندر فيلكول، لشبكة CNN، الذي أكد أن الهجوم تم باستخدام صواريخ باليتسية.

وأدان الرئيس الأوكراني، في رسالة، اليوم الاثنين، الاستهداف الروسي على المدينة ومسقط رأسه، وقال "من أربعة إلى تسعة طوابق من المبنى السكني دمرت بالكامل".

وأضاف "يشارك أكثر من 350 شخصًا في جهود البحث والإنقاذ" في أعقاب ضربات اليوم.

هجمات مسيّرة مؤثرة

ورغم فشل المحاولة الأخيرة، إلا أن كييف نجحت في تسديد العديد من الهجمات على العاصمة الروسية، واعتبر أحدها محاولة لاغتيال الرئيس الروسي، نفته كييف، فيما تسبب آخر في إغلاق جزئي لأحد مطارات موسكو الرئيسية.

وقبل أسبوع، اتهمت روسيا أوكرانيا بالوقوف وراء هجوم جوي، ألحق أضرارًا في مبنيين على الأقل، في العاصمة موسكو، وعثر على حطام إحدى الطائرتين بالقرب من مبنى وزارة الدفاع، وفق ما ذكرته وكالة (تاس) الروسية.

وقالت الدفاع الروسية، في بيان مقتضب، نشر على تليجرام إنه "تم إحباط محاولة نظام كييف لتنفيذ عمل إرهابي باستخدام طائرتين مسيرتين على أهداف في مدينة موسكو"، ولم يخلّف الهجوم خسائر بشرية.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، اضطرت روسيا إلى تحويل رحلات من مطار فينوكوفو الدولية، بعد ان تعرضت العاصمة موسكو لهجمات بطائرات مسيّرة قالت روسيا أن هجمات أوكرانية، فيما نقلت الأخيرة مسؤوليتها عن ذلك الهجوم.

وفي مايو الماضي اتهمت روسيا كييف بتنفيذ هجوم بطائرة مسيرة استهدف الكرملين، واعتبرته محاولة لاغتيال الرئيس فلاديمير بوتين، لكن كييف نفت.

" كاميكازي" جيش أوكرانيا المسيّر

وكثفت أوكرانيا بشكل كبير، خلال الثلاث شهور الأخيرة، إنتاجها من الطائرات المسيّرة، مع زيادة الطلب عليها في الخطوط الأمامية خلال حربها مع روسيا.

وخففت حكومة كييف من قيود تفرضها قوانين الاستيراد وألغت الضرائب على قطع غيار الطائرات بدون طيار ومعداتها.

وتقود الحكومة حملة تبرعات تحمل اسم "جيش الطائرات المسيّرة" لتمويل زيادة إنتاجها، وجمعت أكثر من 100 مليون دولار بمساعدة معجبي المشاهير.

وتطور كييف نموذجًا أوليًا لطائرة كاميكازي السرية بدون طيار، ولا تخفي طبيعتها المميتة المصممة لتحطيم أهداف عسكرية.

وإلى جانب الطائرات تختبر أوكرانيا في الوقت الراهن مسيّرات بحرية من شأنها أن تكون سلاحها الحيوي في مواجهة روسيا في البحري الأسود، بحسب تقرير لشبكة CNN الأمريكية.

وشنّت موسكو منذ 24 فبراير الماضي، عملية عسكرية خاصة بدعوى تحرير إقليم الدونباس الانفصالي، ولضمان أمن حدودها بعد مساعي كييف الانضمام لحلف شمال الأطلسي، الأمر الذي اعتبرته موسكو يهدد أمنها. وطال أمد الصراع مع تدخل الغرب بقيادة الولايات المتحدة، لدعم كييف في مواجهة الهجوم الروسي، إذ وسعت موسكو من مجال عملياتها وضمت 4 مناطق أوكرانية هي خيرسون وزابوريجيا في الجنوب، ودونيتسك ولوهانسك في الشمال الشرقي، فيما تجابهها كييف بالهجوم المضاد مدعومة بالأسلحة الغربية.